ارتباطا بالوضعية الوبائية بإقليم تازة التي سجلت بها لحد الساعة قرابة 46 حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا، 36 حالة منها سجلت بمنطقة واد امليل، التي باتت تشكل استثناء على المستوى الوطني تقريبا من حيث الإصابات المسجلة بها وهي البلدة الصغيرة التي لا يتجاوز عدد سكانها 8000 نسمة، فيما يتجاوز عدد الإصابات بها تلك المسجلة في جهات المملكة الجنوبية الثلاث العيون والداخلة وكلميم واد نون التي لم تتعد في مجموعها 35 إصابة.
الوضعية الوبائية المقلقة بالمنطقة الهادئة المشهورة بجودة لحومها واحتضانها لعدد كبير من المهاجرين المغاربة، استنفرت كل الأجهزة الترابية والأمنية بالمنطقة من أجل مواجهة انتشار الوباء وتمدده وسط دواوير محاذية لبؤر الوباء.
وبتوجيه من عامل الإقليم الذي يتردد باستمرار على المنطقة، ضاعفت سلطات الدرك الملكي والقياد وباشا المدينة وباقي المتدخلين من قوات مساعدة ووقاية مدنية من تشديد المراقبة الأمنية وضبط الإجراءات الخاصة بحالة الطوارئ، انطلاقا من إلغاء الأسواق، وتقنين المتوفر منها بمركز بتسوية واد امليل، مع فرض إغلاق المحلات ومجالات التسوق في حدود الساعة الواحدة بعد الزوال، ناهيك عن سهر فرق أمنية مشكلة من السلطات الترابية وعناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة على تنظيم عمليات التسوق والتجارة، وزيارة المواطنين للمرافق الخدماتية المرتبطة بالمؤسسات البنكية والبريدية من أجل تحصيل المساعدات المالية المرصودة والمخصصة من طرف الدولة لفاقدي الشغل وأصحاب بطاقة “راميد” وباقي الفئات المعوزة.
ونقلا عن مصادر محلية بواد امليل، عملت السلطات الإقليمية والمحلية على عزل الدواوير التي سجلت بها حالات الإصابة وباقي الدواوير المجاورة لها، حيث تم تطويقها بالكامل ومنع التنقلات منها وإليها، مع اتخاذ إجراءات مهمة لقيت تجاوبا واستحسانا من طرف السكان، حيث تم تقريب كل الخدمات للمواطنين، بما فيها التبضع، إذ تنتقل مركبات محملة بكل متطلبات السكان من الخضر والمواد الغذائية الضرورية بين الدواوير، ما يسهل عملية التسوق ومغادرة الأهالي لمنازلهم.
وحسب مصادر “الأخبار”، تسهر فرق خاصة من السلطات الإقليمية والمحلية على تنزيل البروتوكول الوقائي بصرامة كبيرة تفاديا لمضاعفة عدد المصابين بين سكان البلدة الصغيرة التي تحاول السلطات حصر حالات الإصابة فيها بعد أن ناهزت 36 إصابة تعافى نصفها لحد الساعة مع تسجيل حالة وفاة واحدة.
وبالعودة إلى كرونولوجيا الحالة الوبائية بمنطقة واد امليل التي شهدت إصابات كثيرة ناهزت 36 إصابة من أصل 46 مسجلة بتراب الإقليم، فقد انتشر الوباء وسط عائلة بدوار القبة جماعة غياتة الغربية، بعد عودة شخص مصاب من فرنسا حاملا للفيروس، ونقله له دون علم منه إلى خمسة مخالطين من عائلته، بينهم والدته وأشقاؤه، وتصادف رجوعه الذي جرى قبل فرض حالة الطوارئ الصحية مع حفل عقيقة، ليجد الفيروس ضالته للتنقل من البؤرة العائلية إلى عموم السكان بالمنطقة، حيث أسفرت عملية التحاليل المخبرية التي خضع لها مخالطو المصابين عن اكتشاف 36 إصابة، وهي الوضعية التي فرضت على لجنة اليقظة بعمالة إقليم تازة رسم بروتوكول علاجي ووقائي متشدد شمل عزل الدواوير وتنظيم فضاءات التسوق وحظر التنقلات بشكل نهائي من أجل محاصرة الوباء والحد من انتشاره.