نجيب توزني
أصدرت غرفة الجنايات الابتدائية المكلفة بقضايا مكافحة الإرهاب بملحقة سلا، التابعة لاستئنافية الرباط، زوال أول أمس الخميس، أحكاما قضائية ناهزت في مجموعها 27 سنة سجنا في حق ستة متهمين توبعوا في ملفين مرتبطين بقضايا الإرهاب، فيما قضت بإعفاء متهم سابع من العقاب وقررت إيداعه مؤسسة علاجية بعد التأكد من معاناته اضطرابات نفسية حادة، بناء على خبرات دقيقة أجريت عليه بأمر من السلطات القضائية المختصة.
وضمن تفاصيل الأحكام، أدانت الهيئة القضائية ثلاثة متهمين بـ15 سنة سجنا وزعت عليهم بالتساوي، بعد متابعتهم من طرف القضاء المغربي بتهمة تمجيد تنظيم إرهابي. وكانت السلطات الأمنية المغربية وقفت على استغلال المتهمين لمواقع التواصل الاجتماعي للإشادة بالعمليات الإرهابية المقترفة من طرف داعش، والترويج لها والتحريض على ارتكابها، في أفق التنسيق مع مقاتلي هذا التنظيم من أجل التخطيط لارتكاب أفعال إرهابية.
وفي ملف آخر، قضت الهيئة القضائية نفسها بغرفة الجنايات الابتدائية بملحقة محكمة مكافحة الإرهاب بسلا، بـ12 سنة سجنا في حق ثلاثة متهمين توبعوا في قضية مرتبطة بالإرهاب، بعد إيقافهم بالتراب التركي أثناء محاولتهم السفر إلى سوريا، وجرى ترحيلهم إلى المغرب واعتقالهم بمطار محمد الخامس بالدار البيضاء. وكشفت التحريات المنجزة في هذا الملف، أن المتهمين خططوا للسفر إلى سوريا بغية الانضمام إلى تنظيم داعش، حيث كانوا يتواصلون مع مجاهدين عبر الإنترنيت ويشيدون بالعمليات الإرهابية. وبحكم ولائهم لهذا التنظيم، اتفقوا على الهجرة إلى سوريا والالتحاق بصفوفه، وقاموا بمبايعة أبو بكر البغدادي. وأوضحت التحريات أن أحدهم اتفق مع شخص آخر لتحصيل مبلغ 700 أورو من أجل السفر، قبل أن يتخلصوا من مظاهر الالتزام الديني، وحجزوا تذاكر سفر ذهابا وإيابا إلى تركيا مع تحويل مبالغ مالية إضافية إلى عملة الأورو، تحسبا لمتطلبات الرحلة التي انطلقت من الناظور إلى مطار الدار البيضاء ومنه إلى العاصمة التركية اسطنبول في مرحلة أولى، وذلك بتاريخ 28 دجنبر 2017، قبل أن تتمكن السلطات الأمنية التركية من إحباط هذا المخطط بعد يومين وترحيلهم إلى المغرب، في الرابع من يناير من السنة الماضية.
واستأثر ملف ثالث باهتمام شديد من طرف الهيئة القضائية ومتتبعي الجلسة القضائية، ويهم متهما أربعينيا تابعته المحكمة بتحريض الغير وإقناعه بارتكاب أعمال إرهابية، والإشادة بتنظيم إرهابي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة على حائطه الفايسبوكي. وقضت هيئة الحكم بمؤاخذة المتهم من أجل ما نسب إليه، وإعفائه من العقاب لانعدام مسؤوليته الجنائية وإيداعه مؤسسة علاجية للأمراض العقلية، بعد أن كشفت الخبرات العلمية الدقيقة التي خضع لها أثناء التحقيق، عن إصابته باضطرابات عقلية تستلزم وضعه تحت مراقبة طبية وإخضاعه لعلاجات نفسية بمستشفى متخصص.