شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرمجتمع

 15سنة سجنًا لقاتل أستاذ داخل مستشفى الأمراض العقلية بطنجة

القضية أثارت فرضيات حول «قاتل متسلسل»

طنجة: محمد أبطاش

 

أدانت غرفة الجنايات الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بطنجة، بحر الأسبوع الماضي، متهمًا، وهو نزيل بمستشفى الرازي للأمراض العقلية بطنجة، بـ15 سنة سجنًا، بعد تورطه في قضية مقتل أستاذ كان هو الآخر نزيلًا داخل هذا المستشفى بسبب معاناته من مرض عقلي. ورغم محاولة المتهم الإنكار وادعائه عدم ارتكاب هذه الجريمة، فإن الغرفة الجنائية، بناءً على الدلائل التي بحوزتها، سواء من خلال محاضر الضابطة القضائية أو ما توفر من معطيات أخرى، أدانته بالعقوبة السجنية المذكورة.

وبحسب بعض المصادر القضائية، فإن المتهم حاول طيلة مراحل البحث إبعاد التهمة عنه، زاعمًا أنه لم يكن هو من قتل الأستاذ الضحية، الذي دخل مستشفى محمد الخامس بسبب معاناته من أمراض مزمنة، ليتم تحويله لاحقًا إلى مستشفى الرازي بسبب أمراض نفسية كان يعاني منها، لمحاولة وضعه تحت الرعاية الطبية. غير أنه تم الإجهاز عليه داخل المؤسسة الصحية الخاصة بالأمراض النفسية في ظروف غامضة. في المقابل، قال المتهم، أثناء البحث معه، إن الجن هو من ارتكب الجريمة.

وقالت مصادر إن هذه الجريمة وضعت المحققين أمام فرضيات حول وجود «قاتل متسلسل» داخل هذا المستشفى، بسبب كثرة الجرائم التي تقع داخله. ومع ذلك، نفى المتهم تورطه في أي جريمة سابقة، لتتم إدانته بالعقوبة المشار إليها نظير أفعاله الإجرامية بحق الضحية.

وأشارت بعض المصادر إلى أن هذا المستشفى يستوجب إعادة النظر فيه، بسبب ما يعيشه من ظروف مزرية، وفرار المرضى من حين لآخر، ناهيك عن تسجيل حريق في وقت سابق تسبب في وفاة ثلاثة مرضى، ما يكشف عن كون هذه المؤسسة لم تعد قادرة على تقديم أدنى الخدمات، وعلى رأسها الحراسة، خاصة وأن المستشفى يضم أشخاصًا خطرين في صفوف المرضى. وهو ما يؤكد الشكوك التي راودت المحققين، في وقت سابق، بشأن وجود «قاتل متسلسل» بين المرضى، نتيجة وفيات غامضة اهتزت على وقعها المؤسسة الصحية المعنية خلال السنوات الماضية، ما جعل النيابة العامة المختصة تعطي الضوء الأخضر لتعميق الأبحاث حول هذه الوقائع، ضمنها انتحارات غامضة وقعت في جناح النساء أيضًا، ما عجل بحلول المفتش العام لوزارة الصحة للكشف عن تفاصيل ما يجري داخل هذه المؤسسة الصحية، وبالتالي رفع تقرير رسمي للوزارة الوصية حول عملية تدبيرها من طرف الإدارة المعنية.

ويُعتبر هذا المستشفى المؤسسة الصحية الوحيدة في الشمال التي تستقبل المئات من المرضى النفسيين والمدمنين، وأعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، أخيرًا، أن مخطط إحداث مستشفى جديد بطنجة، في ظل رصد انتشار المشردين والمرضى، غير حاضر لديها في الوقت الراهن.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى