شوف تشوف

ثقافة وفن

136 دولة باليونسكو تكرم محمد بنعيسى بدرع «جلال الدين الرومي» لحوار الثقافات

اختتمت، أول أمس السبت، فعاليات موسم أصيلة الثقافي في دورته السابعة والثلاثين بآخر ندوة ضمن برنامج ندوات الموسم الثقافي الذي انطلق يوم 24 يوليوز الماضي، حيث شارك على طول أسبوعين من الزمن عدد من الشخصيات السياسية والدبلوماسية والثقافية في فعاليات الموسم والندوات، التي تنوعت بين تقييم حالة الشعر والشعراء العرب وأيضا الدعوة إلى الحرب الباردة الثانية، بالإضافة إلى نقاش العلاقة بين السينما والرواية وبين الصحافة التقليدية والإعلام الإلكتروني وهي الندوات التي أثثت فضاءات الموسم النقاشية، وكانت بمثابة أنشطة مركزية بالتزامن مع أخرى موازية كورشات الرسم والجداريات والأمسيات الفنية التي كانت تحتضنها مكتبة الأمير بندر بن سلطان.

وقد اكتمل عقد الندوات الثقافية للموسم بالجزء الأخير من «العرب نكون أو لا نكون»، حيث اعتبر عدد من المتدخلين خلال تتمة الندوة التي احتضنها مركز الحسن الثاني للندوات الثقافية، أن «الكينونة العربية في ظل نظام عالمي جديد أصبح يتبلور» واجبة وضرورية، واعتبر عمرو موسى، الرئيس السابق لجامعة الدول العربية والمرشح الأسبق لرئاسة مصر، أن أصل المشكل لدى الدول العربية أنه «لم تكن لدينا فلسفة الحكم، وأن هناك الكثير من الدول التي لا تطبق الديمقراطية»، على حد تعبير موسى، مضيفا أن «من أنواع سوء إدارة الحكم لدى العرب هو اضطراب الأولويات، في المقابل أن الخلافات العربية خلافات حكم، بينما تبقى الروابط العربية بين الشعوب قوية للغاية وتتجاوز العلاقات الرسمية».

في السياق ذاته، اعتبر عمرو موسى أن «الوضع الإقليمي مرشح لنظام جديد، في ظل تنامي التيار الإرهابي واضطراب العديد من البلدان العربية كسوريا والعراق واليمن وليبيا، وهي الدول والاضطرابات التي تجعلنا نقول إن العالم العربي هو الذي سيحدد النظام الإقليمي الجديد الذي سيسود العالم»، موجها سهام النقد نحو إيران، التي قال عمرو موسى إنها «تحاول التوسع في البلدان العربية، وبالأخص في سوريا والعراق، والحصول على موقع ريادي في المنطقة وبالتالي تسيير العالم العربي، وهو الأمر غير المقبول، فالعالم العربي لن تسيره إلا دولة عربية، ومستقبلنا في أن نساير مستقبل المنطقة»، حسب المتحدث، الذي قال إنه «يجب تعزيز فلسفة الحكم».

من جانبه، قال حسن عبد الله جوهر، رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الكويت، إن «العرب في حدود النصف الثاني من القرن الحادي والعشرين سيبلغون نصف مليار نسمة، بعد أن بلغوا اليوم 400 مليون»، حسب أرقام المتحدث الكويتي، الذي أضاف أن «السؤال الذي يجب أن يطرح هو ليس في نكون أو لا نكون، لكن في أين نكون وكيف نكون، ومتى نختار أن نكون في ظل النظام العالمي الجديد»، مشددا على أن «النظام العالمي رهين بتوزيع القوى بين كياناته، ويشير علماء السياسة إلى أن النظام العالمي يتشكل بعد حروب عالمية قاسية، حيث تنهار دول وتبرز دول أخرى، لكن النظام العالمي الذي كان مبنيا على القطبية بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأمريكية سقط دون خروج رصاصة واحدة، بل بسبب القوة الاقتصادية والتكنولوجية والمعلوماتية والإرادة الشعبية»، يشير المتحدث.

في سياق مختلف جرى تكريم محمد بنعيسى، أمين عام مؤسسة منتدى أصيلة، من قبل مجموعة 77 زائد الصين في اليونسكو، والتي منحت بنعيسى، «ميدالية مولانا جلال الدين الرومي»، تكريما لدوره في إرساء أسس الحوار بين الثقافات، وقد سلم السفير أحمد الصياد (اليمن)، رئيس المجموعة التي تتشكل من 136 دولة، الميدالية إلى محمد بنعيسى، في ختام الجلسة الافتتاحية لندوة «العرب .. نكون أو لا نكون»، المنظمة في إطار الدورة 37 لموسم أصيلة الثقافي الدولي، وقال الصياد بالمناسبة إن «هذه الميدالية التكريمية هي اعتراف بالمجهودات التي يقوم بها محمد بنعيسى على رأس منتدى أصيلة الثقافي الدولي، من أجل نشر ثقافة السلام والتعايش والحوار بديلا عن العنف والتنابذ والعداء».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى