طنجة: محمد أبطاش
أسدلت غرفة الجنايات الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بطنجة، في وقت متأخر من عشية الثلاثاء الماضي، الستار على أحد أكثر الملفات المتداولة أمامها حساسية من حيث الاعتداءات الجنسية، التي تطال براءة الأطفال.
ويتعلق الأمر بما يعرف بملف «طقوس شيطانية» أُخضع لها طفلان لسنوات عدة داخل منزل والدتهما، وفي هذا الصدد أدانت المحكمة «ع. خ» و«ح. ح» بخمس سنوات سجنا لكل واحد منهما، والمتهمة «ن. ب» بسنتين حبسا نافذا، والحكم على المتهمة الثالثة «ف. ب» بثلاثة أشهر حبسا نافذا، وتحميل المتهمين المدانين الصائر تضامنا بينهم مجبرا في الأدنى، وعلى المتهمين المدانين بأدائهم تضامنا بينهم للمطالب بالحق المدني تعويضا مدنيا قدره 200 ألف درهم، مع تحميلهم الصائر تضامنا بينهم مجبرا في الأدنى، وذلك في حدود نسبة المبالغ المحكوم بها، وإعفاء الطرف المدني من باقي الصائر.
وتابعت المحكمة جميع الأظناء بتهم «المشاركة في هتك عرض قاصر، والخيانة الزوجية».
وعن تفاصيل هذا الملف الصادم، فإن القصة تعود إلى فترة الحجر الصحي، حين تقدم شخص في مواجهة أقربائه باستغلال طفليه في جلسات جنس جماعية، كما جاء ذلك على لسان الطفلين أمام الضابطة القضائية وأمام قاضي التحقيق، ناهيك عن تقرير طبي في هذا الصدد، حيث افترض المشتكي أنه حين كان يشتغل خارج المدينة، تعرض ابناه لاعتداءات جنسية بشكل مثير في ظروف غامضة، ويقول الطفلان إن أشخاصا كانوا يمارسون عليهما الجنس بشكل جماعي، ناهيك عن وجود ممارسات مخلة من طرف أشخاص غرباء كانوا يدخلون إلى منزلهما بطنجة.
ومباشرة بعد عرض الملف على النيابة العامة المختصة وقتها، أمرت بالاستماع إلى والدي الطفلين، ثم جميع الذين وردت أسماؤهم على لسان الضحيتين، في حين أمرت النيابة العامة بمتابعة الأم المطلقة في حال سراح، بعد أن تمت متابعتها في وقت سابق بتهمة الاتجار بالبشر، بناء على قرار إحالة من قاضي التحقيق، قبل أن يتم إسقاط التهمة عنها في وقت لاحق، لغياب أية أدلة مادية، قبل أن تدينها المحكمة، الثلاثاء الماضي، رفقة المتهمين بالحبس النافذ.
إلى ذلك، شهد الملف مدا وجزرا أمام غرفة الجنايات الابتدائية التي قررت توسيع وتعميق الأبحاث القضائية في الملف، فضلا عن الاستماع إلى جميع الشهود، والذين وردت أسماؤهم في محاضر الضابطة القضائية، ناهيك عن متهمين آخرين تمت تبرئتهم في وقت سابق، قبل أن تنطق بالحكم، الثلاثاء المنصرم، بعد عشر جلسات من تعميق الأبحاث، نظرا إلى خطورة تفاصيل هذه الواقعة، وما ورد على لسان الطفلين من مشاهد مخلة، وتعريضهما لاعتداءات وتحرشات متتالية، وإحضار لباس لطقوس شيطانية، أثناء الممارسات.