
الأخبار
أدانت الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالرباط، في وقت متأخر من مساء أول أمس الأربعاء، متهما في جريمة قتل بمنطقة تيداس بإقليم الخميسات بالسجن لمدة 12 سنة، فيما أدانت عون سلطة قرويا متهما بعدم التبليغ عن تفاصيل الجريمة التي عاينها بالحبس النافذ لمدة ستة أشهر .
وتعود أطوار هذه القضية إلى غشت من السنة الماضية، عندما سجلت مصالح الدرك الملكي بسرية والماس مقتل شاب عشريني بسبب شجار عنيف مع المتهم الذي تحرش بعشيقته خلال جلسة خمرية، حضر عون السلطة بعضا من تفاصيلها، ما جعله موضوع اتهام بعدم التبليغ عن جناية القتل العمد التي نجحت عناصر الدرك الملكي بالمركز الترابي بتيداس في فك لغزها في زمن قياسي، بتنسيق مع مصالح السرية بوالماس والقيادة الجهوية بالخميسات.
وكانت جريمة القتل البشعة، التي هزت منطقة تيداس بجماعة والماس بإقليم الخميسات، أطاحت بعون السلطة بعد أن كشفت التحريات تورطه في جناية عدم التبليغ عن تفاصيلها المروعة.
وأحالت عناصر المركز القضائي بسرية الدرك الملكي بوالماس، التابعة للقيادة الجهوية للدرك بالخميسات، منتصف شهر غشت الماضي، على أنظار النيابة العامة المختصة بمحكمة الاستئناف بالرباط، سيدة في حالة سراح وشخصين في حالة اعتقال، بينهما «مقدم قروي»، وبعد استنطاقهم تمهيديا من طرف الوكيل العام للملك لدى المحكمة نفسها، تمت إحالتهم على قاضي التحقيق الذي قرر إيداع المتهم بارتكاب جريمة القتل السجن، رفقة عون السلطة المتهم بعدم التبليغ عن الجريمة، فيما تقرر متابعة الفتاة موضوع النزاع بين الجاني والضحية في حالة سراح.
وضمن تفاصيل مرتبطة بهذه القضية، تفردت «الأخبار» بنشرها في حينها، انطلقت تفاصيل الجريمة من سهرة ماجنة جمعت الجاني الرئيسي وعون السلطة والضحية رفقة فتاة، قبل أن يتفجر نزاع حاد بين الجاني والضحية حول الفتاة أثناء السهرة، تحول إلى مواجهة قوية بحضور عون السلطة، حيث غادر الضحية واصطحب معه الفتاة إلى منزله، قبل أن يتعقبه الجاني ويداهمه بعقر داره، حسب ما تداولته مصادر محلية، حيث انهال عليه بالضرب باستعمال آلة حادة ما تسبب في مقتله على الفور.
وفور علمها بالخبر، حلت فرقة من المركز القضائي للدرك الملكي، التابعة لسرية والماس، بعين المكان من أجل معاينة الواقعة ورفع البصمات، قبل أن تنجح في ظرف ساعات قليلة، بتنسيق مع القيادة الجهوية للدرك بالخميسات، في فك لغز الجريمة واعتقال المشتبه فيه الرئيسي رفقة عون السلطة الذي لم يبلغ عناصر الدرك الملكي بوقائع الجريمة التي عاين كل تفاصيلها، كما حددت عناصر الدرك هوية الفتاة التي كانت برفقة المتهمين والضحية، ونجحت عناصر الدرك في استنطاق المتهمة التي اعترفت بتفاصيل مدوية جعلت عون السلطة في صلب الفضيحة، بعد تورطه في مشاركة المتهم والضحية سهرة ماجنة ومعاينة جريمة قتل وعدم التبليغ عنها.
وباشر قاضي التحقيق لدى استئنافية الرباط الأبحاث التفصيلية مع المتهمين، للتأكد بشكل دقيق من تفاصيل وملابسات الجريمة، كما واجه الجاني و«المقدم» بحجج قاطعة متضمنة في محاضر الدرك الملكي، وهي المتعلقة تحديدا بنتائج التشريح الطبي لجثة الضحية التي أكدت تعرضه لضربات قاتلة باستعمال آلة حادة، نجحت عناصر الدرك بوالماس في العثور عليها، فيما حاصر القضاة المتهمين ببعض المكالمات التي أجريت بينهما بعيد تنفيذ الجريمة، والتي ورطت «المقدم» في تهمة التستر وعدم التبليغ عن الجريمة.