طنجة: محمد أبطاش
أسدلت غرفة الجنايات الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بطنجة، أول أمس الثلاثاء، الستار على أحد الملفات المثيرة المتعلقة بالحوادث بعاصمة البوغاز، وذلك عقب إدانة متهم بـ10 سنوات سجنا، بعد متابعته بصك اتهام حول «الضرب والجرح المفضيين إلى عاهة مستديمة والسكر العلني».
وعن تفاصيل هذه الواقعة المثيرة، فقد سبق لمصالح المنطقة الأمنية الثانية لبني مكادة أن تلقت إشعارا، حوالي الساعة الثالثة صباحا، بوجود شجار عنيف وعربدة وسط الشارع العام، على مستوى حي أشناد بمقاطعة بني مكادة بمدينة طنجة، وفور انتقالها إلى عين المكان، وجدت شخصا مغطى في دمائه، بعدما حاول المتهم تصفيته، لأنه رفض تزويجه ابنته، على حد تعبيره، خلال اعترافاته أمام الضابطة القضائية.
وحسب أقوال الظنين، فإنه كان على علاقة بابنة الضحية، وأنه كان ينوي الزواج بها، وسبق أن حاول التقدم لخطبتها، لكن والدها رفض الأمر، لسمعة المتهم، ولشكوكه حول تناوله المخدرات وسجله غير النظيف. ووفقا للمعطيات المتوفرة، فإنه مباشرة بعد رفض والد البنت وأسرتها تزويجه إياها، حاول إيجاد وسيلة أفضل للتواصل مع الأسرة، غير أن الوالد تشبث بالرفض التام، مما حدا بالظنين إلى التوجه لمنزل الأسرة حوالي الساعة الثالثة صباحا، وتناول كميات كبيرة من المخدرات، وتحت السكر العلني الطافح، فضلا عن أنه كان مدججا بالسلاح الأبيض، حيث كان ينوي تصفية والد البنت.
واستنادا إلى المعطيات، فإن المتهم ولما وصل إلى أمام بيت الأسرة بحي أشناد الشعبي، ظل يصيح وينادي باسم البنت، ووالدها، ولما خرج الأخير لتفقد ما يجري أمام بيته، خصوصا وأن الظنين حاول اقتحامه، فقد باغته بواسطة السلاح الأبيض، ووجه إليه طعنات غادرة، غير أنه نجا منها بأعجوبة، ليوجه إليه ضربة بواسطة السلاح الأبيض على مستوى يده اليسرى، نتج عنها قطع أوصال أعصاب يده، مما أفضى إلى عاهة مستديمة لديه.
إلى ذلك، انتقلت مصالح الوقاية المدنية إلى عين المكان، وقامت بنقل المعتدى عليه صوب مستعجلات المستشفى المحلي، حيث قدمت إليه الإسعافات الأولية، سيما وأن التدخل الطبي العاجل أنقذ حياته، بعد فقدانه كميات كبيرة من الدم، وكاد أن يلفظ أنفاسه الأخيرة بسبب الطعنات الغادرة كذلك.
والتمست النيابة العامة خلال الجلسة الأخيرة المتعلقة بالنطق بالحكم، والمداولة في الملف، سجن المتهم لـ15 سنة، حتى يكون عبرة لغيره، نظرا لما تسبب فيه من عاهة مستديمة للضحية الذي كان المعيل الوحيد لأسرته، ناهيك عن تناوله المخدرات ومحاولة اقتحام بيت الأسرة.