وفاة امرأة حامل بسبب الإهمال وغياب الأطباء بمستشفى طانطان
طانطان: محمد سليماني
توفيت، مساء أول أمس الاثنين، امرأة حامل تبلغ من العمر 33 سنة، نتيجة مضاعفات صحية بمستشفى الحسن الثاني بطانطان. وبحسب مصادر مطلعة، فإن الضحية وصلت إلى المستشفى حوالي الخامسة صباحا بعد إحساسها بآلام على مستوى القلب، ومضاعفات الحمل الذي وصل شهره السابع. ومنذ دخول الضحية إلى المستشفى، لم يتم فحصها ولم تقدم إليها أية أدوية أو مهدئات، بل ازدادت حالتها سوءا نظرا لعدم وجود طبيب متخصص في أمراض القلب، وعدم وجود طبيب متخصص في أمراض النساء والتوليد.
وبعد انتظار طويل بحثا عن تدخل لإنقاذ المرأة الحامل دون جدوى، عمدت عائلة الضحية إلى طلب تمكينها من وثيقة إدارية لنقلها إلى المستشفى الجامعي بمراكش، غير أن المستشفى كان خاليا حينها من المسؤولين والإداريين، الذين غادروا إلى حال سبيلهم تاركين بعض الممرضين يواجهون الأمر الواقع دون أن تكون لهم القدرة على التدخل.
وكشف مصدر مقرب من الضحية، في تصريح لـ«الأخبار»، أنهم ظلوا ينتظرون تدخلا أو على الأقل وثيقة الخروج للذهاب إلى مراكش لإنقاذ الضحية، غير أنه لم يكن هناك أي مسؤول أو طبيب لاتخاذ القرار. وقبيل وفاة الضحية بلحظات، تدخل أحد العاملين بالمستشفى قصد السماح للأسرة بنقلها إلى كلميم فقط، غير أن أسرتها رفضت ذلك، لكونهم سبق لهم أن زاروا المستشفى الجهوي لكلميم قبل أسبوع دون جدوى.
وبذلك، توفيت الضحية الحامل مساء داخل المستشفى بسبب الإهمال، بعد أن قضت فيه يوما كاملا في غياب طبيب القلب وطبيب النساء والتوليد.
وتعيد هذه الحالة التي خلفت استياء عارما في المدينة، إلى الواجهة، حالة المركز الاستشفائي الإقليمي، الذي يعاني منذ سنوات بسبب غياب التجهيزات الطبيبة والبيوطبية، إضافة إلى انعدام الأطباء الاختصاصيين، الذين يرفض أغلبهم الالتحاق بهذه المدينة للعمل. وحتى بعض الأطباء المعينين للعمل بطانطان، يشتغلون 15 يوما ويغيبون عن المدينة لأسابيع، ليعودوا بعد ذلك لقضاء 15 يوما أخرى ثم يختفون، بل منهم من يشتغل في مصحات خاصة في مدن أخرى، في الوقت الذي من المفترض أن يكون في مقر عمله بطانطان. فلا يكاد يمر أسبوع دون أن تسجل حالة إهمال أو وفاة بهذا المستشفى. ففي الأسبوع الماضي، حلت سيدة حامل بالمستشفى من أجل الولادة، غير أن الطبيب لم يكن موجودا، وأثناء محاولة زوجها نقلها إلى المستشفى الجهوي لكلميم، رفض هذا الأخير استقبالها بدعوى أن كل الأمكنة المخصصة لجناح الولادة غير شاغرة، وبعد احتجاجات عارمة لأسرة هذه الحامل داخل المستشفى، ثم نقلها على مضض إلى كل