وصمة عار
ستبقى عملية قصف مستشفى المعمداني بغزة كواحدة من المذابح التاريخية وصمة عار على جبين الذين ارتكبوها دون ذرة من الإنسانية، وسيبقى العار الأكبر هو أن يقف العالم متفرجاً على المذابح التي ترتكب بحق المدنيين في قطاع غزة، في مشهد مخزٍ مليء بالتخاذل عن الوقوف في وجه الآلة الوحشية التي تستهدف المدنيين خارج كل القوانين.
والحقيقة أن النظام العالمي أطلق يد إسرائيل وسمح لها بانتهاك القانون الدولي الإنساني وبارك لها المس بحياة المدنيين وقصف المستشفيات والمساجد والمباني الآهلة بالسكان، وانبرى يتفرج على ما يُرتكب من جرائم بشعة في غزة. بل إن المجتمع الدولي بشعاراته البراقة والكاذبة لم يقدر حتى على استصدار مواقف عملية للتصدي لهذه الجرائم المرتكبة، وكأن ما يقع في غزة مجرد مشهد سينمائي لفيلم عنيف يشاهده النظام الدولي، بينما هو مجزرة حقيقية وإبادة جماعية وشكل من أشكال العقاب الجماعي لشعب مغلوب على أمره وضحية أجندات دولية معقدة.
وخيرا فعلت الدبلوماسية المغربية التي سارعت إلى إعلان بلاغ يدين بشدة قصف القوات الإسرائيلية مستشفى المعمداني في قطاع غزة وما خلفه من ضحايا بالمئات من بين الجرحى والمصابين، ويجدد المطالبة بحماية المدنيين من قبل كل الأطراف وعدم استهدافهم. فلا يمكن لأي دولة تملك قدرا من المبادئ والقيم الإنسانية أن تصمت تجاه ما يقع في غزة مهما كانت المبررات والدوافع للقيام برد الفعل، فما بالك بالدولة المغربية التي جعلت القضية الفلسطينية في مصاف القضايا الوطنية.
والسؤال المطروح اليوم، هو كم سنحتاج من الأرواح والدماء والدمار لكي تتوقف هذه الأعمال الوحشية؟ والجواب واضح.. إن أعمال القتل التي تقوم بها إسرائيل هي جريمة حرب معلنة ضد الفلسطينيين، لم يكن لها أن تتم لولا مباركة المجتمع الدولي، والذي لم يُظهِر خلال 13 يوما من انفجار العنف أيَّ ردودَ فعلٍ تتناسب مع حجم الجرائم المرتكبة يوميا، وما لم يتدخل المنتظم الدولي بالحزم المطلوب فإن حمام الدم لن يتوقف في غزة.