شوف تشوف

الرئيسيةسياسيةوطنية

وزير سابق ضمن شبكة للسطو على أراضي الأوقاف 

مطالب لرئاسة النيابة العامة بالتحقيق في تزوير وثائق لإحداث تجزئات فوق العقارات

محمد اليوبي

توصلت رئاسة النيابة العامة ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بشكايات معززة بوثائق، تكشف تورط وزير سابق يترأس حاليا إحدى أكبر الجماعات الترابية بالمغرب، في السطو على عقارات وأراضي الحبوس تابعة للأوقاف بمدينة صفرو، حيث تحولت هذه العقارات إلى تجزئات سكنية، بعد حصول أصحابها على رخص في ظروف غامضة.

وحسب وثائق توصلت بها «الأخبار»، فإن الوزير السابق وأشقاءه قاموا بالسطو على أراض تابعة للأوقاف، وعمدوا إلى تحفيظها وبيعها إلى منعشين عقاريين أقاموا فوقها تجزئات سكنية، بعد استعمال وثائق مزورة لتحفيظها، رغم تعرض ناظر الأوقاف بإقليم صفرو على عمليات التحفيظ، وصدور أحكام قضائية لصالحه.

وأفاد متضررون من عملية السطو في شكايات موجهة إلى الديوان الملكي والنيابة العامة ووزارة الأوقاف، بأنهم تفاجؤوا كون الوزير السابق وأشقاءه قاموا بالاستيلاء على مجموعة من الأراضي المحبسة، واستصدروا رخصا لإقامة تجزئات سكنية، بعد حصولهم على إذن من محافظ صفرو، عن طريق الإدلاء بعقود هبة، دون الإدلاء بأي سند قانوني من قبيل عقد إراثة أو تملك، رغم تعرض ناظر الأوقاف بصفرو.

وكشفت الوثائق أن أفراد الشبكة استعملوا وثائق مزورة تخص أراض لا علاقة لها مع الاسم الحقيقي للأراضي الحبسية التي قاموا بالسطو عليها، حيث تمكنوا من الحصول على شهادات وعقود إراثة مشكوك في صحتها، وتم الإدلاء بهذه الوثائق المزورة لدى موثق بمدينة صفرو لإبرام عقود تفويت هذه العقارات إلى منعش عقاري بدون الإدلاء بأي عقد تملك، والخطير في الأمر أن هؤلاء المنعشين العقاريين حصلوا على رخص لإقامة تجزئات فوق هذه الأراضي، مستغلين نفوذ الوزير السابق، علما أن الجميع يعرف أن هذه العقارات تابعة للأوقاف، وأنها كانت موضوع تعرض من ناظر الأوقاف على إتمام إجراءات التحفيظ،  لعدم توفر أي سند قانوني.

وأصدر القضاء أحكاما تقضي بتأييد تعرض ناظر الأحباس، كما أمرت المحكمة بإجراء خبرة على بعض القطع الأرضية كانت موضوع سطو من طرف أفراد الشبكة، ورغم هذه الأحكام تمادى الوزير السابق في بيع الأراضي إلى منعشين عقاريين لإحداث تجزئات سكنية فوقها، ومنها قطعة تابعة للأحباس توجد بطريق مدينة «المنزل»، والتي بدورها تمت تجزئتها وبناؤها، وكذلك قطع أخرى تم تغيير أسمائها في الوثائق.

وهناك تجزئة في طور الإنجاز فوق أرض تم السطو عليها وتحفيظها، استفاد منها منعش عقاري (ي. ب) ومقاول (ع. م) الذي ينتمي إلى حزب محسوب على اليسار، وكذلك تجزئة أخرى كانت موضوع عقد بيع أنجزه موثق يتضمن تغييرات في عناوين القطع الأرضية، حيث تمت الإشارة إلى أنها توجد بحي «بنصفار»، لكن التجزئة توجد بطريق المنزل بحي «بودرهم»، وتم التصريح بثمن بيع الأرض في العقد بمبلغ لا يتجاوز 42 درهما للمتر المربع، في حين الثمن الحقيقي يتجاوز 7500 درهم للمتر المربع.

كما تم السطو على قطعة أرضية حبسية تسمى «الحروشية» لا تتوفر على عقد تملك، وتم تغيير اسمها في الوثائق باسم «الحرشة»، اشتراها منعش عقاري معروف بالمدينة قبل أن يحل محله شخص آخر قام بإحداث تجزئة فوقها، كما قام الوزير السابق ومن معه ببيع قطعة أرضية تسمى «غابة الزيتون» مساحتها تفوق 6 آلاف متر مربع، وهي موضوع مطلب التحفيظ العقاري في مراحله النهائية، حيث تم الإدلاء بعقد عرفي مزور.

وطلب المشتكون من رئاسة النيابة العامة تكليف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالقيام بأبحاث قضائية حول السطو على 38 قطعة أرضية تابعة للأوقاف بمدينة صفرو، وفتح تحقيق بشأن الوثائق التي تم استعمالها في الحصول على تراخيص بإحداث تجزئات سكنية، وكذلك الوثائق التي تم الإدلاء بها للمجلس الجماعي والمحافظة العقارية لاستخراج رخص البناء وشهادات الملكية. وأشارت الشكاية إلى أن عمليات السطو ترتب عنها تبديد واختلاس ملايين الدراهم من الأموال العمومية، تخص عقارات حبسية في ملكية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى