اللجنة العلمية تبحث آثار الحقنة الثالثة وتؤكد قرب الوصول للمناعة الجماعية
النعمان اليعلاوي
قالت رشيدة السليماني، مديرة المركز الوطني لليقظة الدوائية ومحاربة التسمم، إن «هناك بعض المخاطر المتعلقة بالعلاجات والأدوية واللقاحات، ولكن هناك جانبا علاجيا مهما لها، ولا يمكن أن نمنع هذه اللقاحات بسبب بعض المخاطر». وأوضحت السليماني، في ندوة صحافية مشتركة بين اللجنة العلمية لمواجهة كورونا، واللجنة الوطنية للتلقيح ضد كورونا، أنه «في مجال اللقاحات لا يصح الحديث عن أعراض جانبية، بل حدث جانبي، مبرزة أن حالات الوفيات هي أحداث زمنية تتزامن مع تلقي اللقاح، ولا يمكن أن نحمل المسؤولية للقاحات».
واعتبرت مديرة المركز الوطني لليقظة الدوائية ومحاربة التسمم أن «نظام اليقظة الدوائية يعتمد على التبليغات التي يتلقاها من المواطنين أو الأطباء، ويشتغل هذا النظام بالتعاون على الصعيد الدولي مع المنظمة العالمية للصحة»، وأنه تم تسجيل حوالي 35 ألف حادث غير مرغوب فيه، منذ بدء رصد آثار تلقي اللقاح. مضيفة أن التصريحات بالأعراض حول اللقاحات «70 في المائة من التبليغات الصادرة من إفريقيا، تأتي من المغرب». واعتبرت السليماني أن
«99.2 في المائة من التبليغات عن أعراض جانبية للقاح هي حالات بسيطة»، موضحة أن عدد الحالات المستعصية من آثار اللقاح ضد كورونا هو «280 حالة، وبعد التدقيق في هذه الحالات تبين أن عددها مرتبط بحادث متزامن، وليس هناك علاقة مؤكدة باللقاح».
من جانبه، قال عز الدين الإبراهيمي، عضو اللجنة الوطنية لمواجهة كورونا، إن العالم يعيش اليوم أربع موجات «غير أن المغرب استطاع تفادي موجتين، بفضل القرارات الاستباقية»، موضحا أن «المغرب تجاوز الموجة الرابعة لانتشار الوباء، وذلك بفضل التلقيح الذي يترك آثارا إيجابية كبيرة على أرض الواقع، وهو ما نصبو إليه من خلال الحديث عن ضرورة الوصول إلى المناعة الجماعية». وأضاف الإبراهيمي أن عدد الحالات المعدية من الأشخاص الذين تلقوا اللقاح ضد «كوفيد – 19» تقل بما يزيد على 80 في المائة، بالمقارنة مع الذين لم يتلقوا اللقاح، والذين يمكن أن ينقلوا المرض بشكل كبير.
واعتبر مولاي هشام عفيف، رئيس اللجنة الوطنية للتلقيح ضد كورونا «أن المغرب استطاع بفضل حملة التلقيح تحقيق نتائج مهمة في خفض عدد الوفيات، بـ3000 حالة تم تجنب وفاتها». وأضاف عفيف في الندوة الصحافية المشتركة للجنتي الوطنيتين للتلقيح ضد كورونا ومواجهة انتشار كورونا، أن «83 في المائة من حالات الوفيات المسجلة بسبب كورونا، هي الحالات التي لم تتلقى اللقاح أو من لم تستكمل تلقي الجرعة الثانية»، مبينا أن «المناعة ضد كورونا تقل لدى الملقحين بعد ستة أشهر من تلقي الجرعة الثانية»، موضحا أن «هذا الأمر دفع إلى اقرار الجرعة الثالثة من اللقاح»، معتبرا أن «الإصابات ارتفعت في صفوف الأطفال، بعد موجة تحور الفيروس، وهو ما دفع إلى إقرار تلقيح الأطفال الأكثر من 12 سنة».
وبين عفيف أن هناك معطى سيحدد ما إذا كنا سنكون في حاجة إلى حقنات أخرى من اللقاح (الرابعة والخامسة)، وهو المعطى المرتبط بالذاكرة المناعية، مؤكدا أن هذا الجانب هو الذي يحدد الحاجة إلى جرعات معززة أم لا، وقال إنه «تتم دراسة نتيجة الجرعة الثالثة، ولا يمكن اليوم أن نحدد هل سنكون في حاجة إلى الجرعات الإضافية أم لا، ونتمنى أن نقف عند حدود الجرعة الثالثة فقط».