شوف تشوف

الرئيسيةصحةن- النسوة

هكذا تتم الاستفادة من العلاج النفسي

إعداد: مونية الدلحي
أي مشكل نفسي أو اضطراب نفسي، كيفما كان نوعه، يحتاج في أغلب الأحيان إلى تدخل طبي وليس أي طبيب بإمكانه التصدي لهذا الأمر. لذا فإنه من الضروري أن يكون المعالج طبيبا نفسيا متخصصا في علاج الأمراض والاضطرابات النفسية.
في هذا المقال سنعرف أكثر بالعلاج النفسي واختلافه عن العلاج الطبيعي، وكيف يتم العلاج وما هي أنواعه.

العلاج النفسي مصطلح يطلق على الطرق التي يتبعها الطبيب النفسي أو الاختصاصي في علم النفس في علاج الأمراض التي تصيب المرضى النفسيين أو من يعانون من اضطرابات نفسية أو ضغوطات نفسية وغيرها.
والعلاج النفسي يختلف عن طرق العلاج الطبية الأخرى، لأنه، في أغلب الأحيان، يعتمد المعالج على محاورة المريض وخلق علاقة ثقة بينه ومريضه ويكون على الطبيب التعرف أكثر على مريضه وفهمه وبعدها تأتي مرحلة الأدوية، عكس اختصاصات الطب الأخرى، حيث يكون الطبيب في حاجة للقيام بفحوصات سريرية والتعرف ودراسة مرض المريض، فيما لا يهمه، بأي شكل من الأشكال، أن يتعرف على طبيعة المريض وشخصيته ودواخله.

طرق للعلاج النفسي
المعالج النفسي، عادة، هو طبيب مختص يملك عيادة خاصة أو يشتغل في أحد المستشفيات وسيكون على المريض زيارته مرة كل أسبوع أو حسب الوقت الذي يحدده له الطبيب، ليخضع لجلسات علاج تتراوح مدتها بين خمس وأربعين دقيقة وساعة من الزمن، ويقوم الطبيب خلال هذا اللقاء بالجلوس مع المريض وتهدئته ومحاولة جعله يتكلم في مواضيع معينة أو يطرح عليه بعض الأسئلة. وبإمكان المعالج النفسي، أيضا، أن يقرر القيام بجلسات جماعية للعلاج، ويتم في هذه الجلسات جمع مجموعة من المرضى مع التركيز على سلامتهم واستقرارهم النفسي، وتساعد هذه الجلسات كثيرا في العلاج.

أهمية الجلسة الأولى في العلاج
عند زيارة طبيب معالج، فإن أولى الجلسات تكون مهمة وحاسمة أيضا، فخلالها يحاول الطبيب المعالج جمع أكبر عدد ممكن من المعلومات عن المريض، وقد يطلب من المريض ملء استمارة خاصة يجيب فيها عن مجموعة من الأسئلة تتعلق بصحته البدنية، وحالته العاطفية وغيرها من الأمور.
هذه الجلسة الأولى الخاصة بالتعرف أكثر على المريض لمعرفة المنهج المحدد للعلاج، قد تستغرق أكثر من جلسة واحدة، لهذا على المريض أن يتفهم هذا الوضع، كما أن المريض في حاجة ماسة لهذه الجلسة الأولى لكي يتعرف بشكل أفضل على الطبيب المعالج، ويتعرف على الطريقة المتبعة في العلاج، وحتى يعرف، أيضا، هل طريقة العلاج المتبعة تناسبه أم لا.
يجب على المريض أو أحد أفراد أسرته الذي يرافقه أن يطرح على الطبيب مجموعة من الأسئلة، من أهمها نوع العلاج المستخدم والذي سيتبعه في طريق العلاج، والهدف من طريقة العلاج هاته، وكم ستستغرق جلسات العلاج، وكم عدد الجلسات التي سيحتاجها، مع أن الطبيب قد لا يستطيع في البداية تحديد مدة الجلسات. ومن المهم جدا أن يرتاح المريض لطبيبه وتكون بينهما علاقة جيدة، كما يجب أن لا يتردد في طرح الأسئلة التي تؤرقه.

من المهم، بالنسبة للمريض، أن يكون مرتاحا لطبيبه لأنه إن لم يكن المريض مرتاحا لطبيبه، فالأكيد أن جلسات العلاج لن تمر بسلام، والمريض سيحاول جاهدا عدم الذهاب للطبيب، لهذا لا يجب على المريض أن يتردد في تغيير طبيبه المعالج من أجل ضمان فعالية العلاج. فالعلاج النفسي واحد من أنواع العلاج التي تتطلب، وبالضرورة، خلق علاقة جيدة بين المريض والطبيب. كما يجب أن يثق المريض في طبيبه، وأن يكون صريحا معه وأن لا يحاول مطلقا الكذب عليه، ويجب أن يدرك المريض أن الطبيب النفسي المعالج أمين على أسراره، فقانون المهنة وأخلاقياتها يمنعانه منعا باتا من البوح بأسرار مرضاه وبخصوصياتهم للغير. لهذا يمكن للمريض أن يتحدث في كل شيء دون الخوف من تسريب كلامه، كما أن الطبيب لن ينتقص من مريضه حتى لو كان ما سيحكيه له المريض خطيرا جدا أو لا يمكن حكيه.

ما تتضمنه جلسات العلاج النفسي
عند البدء في الجلسات، فإن أول ما سيقوم به الطبيب هو دفع المريض إلى التحدث عما يضره وما يضايقه، وأيضا التحدث عن مشاعره وعن معتقداته للتعرف عليه بشكل أوضح. في البداية قد يجد المريض صعوبة كبيرة في التحدث عن هذه التفاصيل أو يتحرج من ذلك، لكن، في المقابل، فإن الطبيب سيقوم بكل ما يلزم من أجل أن يشجع المريض على التحدث عن تلك التفاصيل وعن كل ما يضايقه، وسيقوم الطبيب بمهارة بتشجيع المريض على البوح بتلك الأشياء.
قد يكون الطبيب النفسي هو الشخص الوحيد الذي يستطيع المريض أن يتحدث معه دون أن يشعر بالخوف أو القلق، كأن يتحدث معه في أمور خاصة جدا، وفي بعض الأحيان قد تسيطر عليه المشاعر الجياشة وقد يبدأ المريض في البكاء أو الصراخ، أو يصاب بنوبة غضب أو نوبة بكاء وغيرها، وقد يشعر المريض بإرهاق عاطفي وبدني بعد انتهاء الجلسة، لكن الطبيب سيساعد مريضه على التكيف مع هذه المشاعر الجياشة.

بالرغم من أن المريض قد لا يستشعر أي فائدة من التحدث عن تلك التفاصيل، إلا أن هذا النوع من الجلسات يساعد على تحسين مزاج المريض، ويساعده أيضا على تغيير طريقة تفكيره، كما يساعده على خلق طريقة جديدة للتكيف مع المشاكل التي تواجهه.

الخصوصية بين الطبيب والمريض
على المريض أن يكون صريحا جدا مع طبيبه ويحكي له كل التفاصيل بصراحة ودون كذب، لأن الطبيب المعالج لا يمكنه أبدا البوح بالتفاصيل التي يسمعها من المريض ويخبر بها أصدقاء المريض وعائلته، كما أن أخلاقيات المهنة تمنعه من ذلك، ولا يمكن أن يحكي هذه الأسرار إلا في حالات خاصة جدا، وأولاها في حال التعرض للتهديد الفوري بإيذاء المريض لنفسه أو تفكيره في الانتحار، أو في حال كان يفكر في إيذاء شخص ما أو قتله، أو في حال تسببه في جريمة ما سواء أكانت اغتصابا أو إيذاء جسديا، أو في حال لم يكن المريض قادرا على رعاية نفسه.


مدة العلاج
لا يمكن تحديد مدة العلاج النفسي أو التعرف عليها، لأنها، وبكل بساطة، تخضع لمجموعة من القوانين والعوامل وتختلف من شخص لآخر. ومن بين الأسباب التي تتدخل في مدة العلاج، نجد حالة المريض وشدة مرضه العقلي، وأيضا شدة الأعراض التي تظهر عليه، ومدة معاناته مع المرض وكذا مدى صعوبة الحالة، وأيضا وتيرة تجاوب المريض مع العلاج، وكمية الضغط النفسي التي يعاني منها، وأيضا كيفية تأثير الحياة اليومية على مشاكل المريض الصحية، ونسبة الدعم التي يتلقاها من محيطه، وغيرها من العوامل الكثيرة الأخرى.

ولا يمكن أبدا تحديد مدة العلاج، فقد تستمر لأسابيع كما قد تستغرق أشهرا طويلة، والأمر يرجع لمجموعة من العوامل التي ذكرناها سابقا.


نتائج العلاج النفسي
في بعض الأحيان قد لا يكون العلاج النفسي طريقة للتخلص من مواقف عاشها المريض في حياته، ولكنه أسلوب للقدرة على التعايش مع الوضع ورؤية الحياة من جوانب مختلفة، وأيضا المساعدة على الشعور بشكل جيد وإيجابي مع ضغوطات الحياة.
ومن أجل الحصول على النتائج، من المهم الالتزام بخطة العلاج المقدمة من قبل المعالج وحضور جميع الجلسات، وأن يكون المريض صريحا مع طبيبه ويقدم له كل المعطيات والمعلومات التي يحتاجها، وغيرها من الأمور التي تساعده على السيطرة على حياته، وتساعده على العيش بشكل أفضل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى