إعداد: إكرام أوشن
الأزمات متعددة في الحياة الزوجية، يمكن أن تأتي مع بداية الزواج أو في فترة من مراحله، وقد يصل الأمر في ذروة الأزمة إلى وصول الزوجين لحل الطلاق أو في الأدنى إلى فتور العلاقة الزوجية.
فزواجك لا بد له أن يمر بظروف عصيبة، وهذا أمر طبيعي في الغالب. لكن لا ينبغي للأزمة أن تستمر، بل من الأفضل أن تقوم ببعض الخطوات الضرورية حتى تعمل على حل المشاكل الطارئة بمساعدة الشريك لتجنب أي نتائج من شأنها أن تهدم العلاقة من أساسها.
أولى الأزمات التي تواجه الزوجين
أول مشكلة تعترض طريق الزوجين بعد الارتباط تحولهما من حبيبين إلى زوجين. وهناك من المحبين من كانوا يعيشون في هناء ووئام، وما كاد الزواج يربط بينهم حتى انقطعت الصلات الحميمية وانتهى الزواج بالطلاق أو الانفصال.
فالأزمة التي تعقب الزواج تنبع من الشعور بأن الزواج ليس ما تم تصوره وتوقعه، لتتغير نظرتك إلى زوجك، لأن ما كنت تتحملينه من المحب لم تعودي تقبلين به من الزوج، وقد تشعرين بأن هويتك في خطر..
فجأة انتهت الفردية وأصبحت ثنائية مفروضة بأن تعملي كل شيء في وحدة قائمة بذاتها، وتتساءلين عما حل بك. عليك أن تنظري إلى الزواج نظرة واقعية، فالزوج الذي كان حبيباً يحمل معه كل يوم زهراً وورداً، ويهمس في أذنك بكلمات الشوق والوجد، أصبح بعد الزواج يحمل نفسه فقط ولم يعد يسمع الحبيبة تلك الكلمات الرقيقة المدغدغة، والزوجة التي كانت محبة وحبيبة وبذلت جهدها قبل الزواج لتظهر في أبهى حلة، أهملت مظهرها نوعاً ما بعد الزواج لتغدو في نظر زوجها امرأة عادية مثل سائر النساء، لا حورية تفتنه.
يكتشف الاثنان أخطاء لم يشعرا بها من قبل، أو اعتقدا أنها من لزوميات الكمال والحب، ولو أنهما فكرا قليلاً لأدركا أنهما قبل الزواج كانا يتغاضيان، ويتظاهران بأنهما لا يريان ويمنيان نفسيهما بإصلاح العيوب كلها متى تزوجا، ولأدركا أن العيب الذي تجاهلاه سيقاوم كل إصلاح بالقوة لأنهما سيعالجانه بأساليب الإرغام إظهاراً للسلطة.. ومع ذلك لابد للمياه أن تعود إلى مجاريها أخيراً متى تفتحت العيون، وتصفى القلبان، واستوعب الاثنان أن الحياة الزوجية تتطلب التنازلات من كليهما.
إن من أسوأ أزمات الزواج ما يكتشفه الزوجان من ابتعادهما الصامت المستمر وعلى مدى سنين، عن بعضهما البعض، غير أن الابتعاد لا يكون صامتاً أحياناً، بل يرافقه الصخب والعنف والتصعيد في خلاف تصل ذروته إلى الطلاق.
النزاع بين الزوجين أمر طبيعي، بل ومفيد أحياناً لأنه يميط اللثام عن مواقف مكتومة مضغوطة، أما التصعيد الخطر فسببه على الأرجح تجنب المصارحة والتضحية إبقاء على الانسجام. فهذه الكياسة المصطنعة تنقلب إلى معول يهدم الشراكة التي أقاماها بينهما بالزواج، وسكوتهما المستمر وكبتهما للمشاعر يجعلان كل واحد منهما أشبه بقنبلة موقوتة لا تلبث أن تنفجر فتدمر كل أمل وكل رجاء.
إن التحول إلى أب أو أم قد يقدح زند المشكلات، فيستمر الخلاف وتكثر التعقيدات. والمشكلات أحياناً تنبع من التناقض بين موقفي الزوجين من الأطفال: أحدهما يحبذ فكرة المجيء بطفل فيما الآخر بفضل إرجاء الأمر، ومن هذه النقطة تحديدا تتولد شرارة تحرق الزواج وتقضي عليه متى أصر كل طرف على موقفه.
الزوجان يعملان اليوم ويؤسسان ويخططان للمستقبل، ويبقى التصادم العاطفي قائماً. فالزوج قد يشعر بالامتنان لما تأتي به زوجته من دخل إضافي، ويمكنه كذلك أن يخشى من تفوقها عليه، سيما في ما يجنيه من مال ويشعر بالوضاعة والهوان.. مواقف تتغير وتختلف باستمرار، ولكن الواقع لا يتغير، فالزوجة ربة البيت والزوج رب الأسرة والمكلف بكسب ما يقيم أودها، وينشب الخلاف حتى بين أصحاب الآراء العصرية متى خضعت مناطق التأثير والنفوذ هذه إلى تبدل كبير.
الانتقال من منزل إلى آخر يمكن أن تكون له ذيول سيئة، فأحد الزوجين قد يفارقه شعور الأمان وكأنه انتزع من وسط كثر فيه الأصدقاء والجيران والباعة المألوفين، والشعور بفقد بيتك العزيز على قلبك.. لذا فأولى لك متى قررت الانتقال إلى بيئة مختلفة عن بيئتك، أن تتشاور مع شريكك بصبر وأناة، وتثقا معا بأن التغيير لن يغير من حبكما أو يشكل خطراً على زواجكما.
كيف تجدين حلا للأزمات المستعصية في الزواج..
كشفت دراسة لمعهد «سيناي» البرازيلي للشؤون الاجتماعية والإنسانية، أجريت على 2000 عينة من جنسيات مختلفة عبر الإنترنت، أن معظم العلاقات الزوجية تمر أحياناً بأزمات قد تكون على جانب كبير من الخطورة تهدد مستقبلها، وربما يكون عدم التوصل إلى حلول وسط أو تفاهمات تنهي أو على الأقل تخفف من وطأة الأزمات، أمراً غريباً وغير طبيعي، فهناك دائماً الدبلوماسية التي يجب أن نتحلى بها؛ حتى نصل إلى طريق السلام.
وأضافت الدراسة أنه إذا تعذر على زوجين يعيشان معاً لسنوات طويلة، حل أزمة أو أزمات يمران بها، فهذا يعني أن هناك خطأً ما يجب البحث عنه، فضلا عن أن العصر الحديث يملك وسائل كثيرة تساهم في حل الأزمات الزوجية، فهناك عيادات نفسية منتشرة في دول كثيرة من العالم، يلجأ إليها الزوجان لتلقي معالجة نفسانية، والتوصل إلى تفاهمات مشتركة، تجنب تدمير حياة زوجية ربما يكون لها مستقبل عظيم.
ما هي الأزمات الخمس الشهيرة؟ وما الحلول المقترحة لها؟
رغم كثرة الأزمات التي يمكن أن يمر بها الزواج، فإن هناك خمساً منها تعتبر مشتركة بين عدد لا يحصى من الأزواج، وحلها ليس بالأمر المعقد على الإطلاق، فما هي هذه الأزمات؟ وما طرق حلها بالنسبة للمرأة على وجه الخصوص؟
الالتزام:
الالتزام في هذا المجال لا يعني فقط تجنب الخيانة الزوجية، بل إن هناك أموراً كثيرة تتطلبها الحياة الزوجية، هناك الالتزام بالواجبات نحو الأولاد، والالتزام بالعمل، وهناك الالتزام بالقضايا الأخلاقية والتعامل مع الآخرين. ووجهت الدراسة نصائحها للمرأة:
ماذا تفعلين؟
• إذا كان زوجك من النوع غير الملتزم بقضايا كثيرة من الزواج، يمكنك أن تتركيه في عالمه إلى أن يحين الوقت لاكتشاف إهماله للقضايا الزوجية.
• إذا كان من النوع غير الملتزم بالزواج بشكل عام، يمكنك أن تتحدثي معه وتطلبي منه أن يشرح لك الأسباب.
• إذا كان السبب بعضاً من تصرفاتك يمكنك أن تحاولي تغييرها، إذا لم تكن تمس بكرامتك وشخصيتك.
• إذا كان عدم الالتزام متأصلا في شخصية زوجك، ينبغي عليك قبول نقطة الضعف هذه، وتركزي على المزايا والإيجابيات التي يملكها. فمن المستحيل أن يكون الإنسان سيئاً في كل شيء 100 بالمائة، حيث لابد أن تكون عنده نقاط جيدة.
إثبات الوجود للشريك:
هنا تعتبر المرأة الضحية من حيث عدم اعتراف زوجها بالإيجابيات الكثيرة التي تملكها، وعليها ألا تتعب من محاولات إثبات وجودها وأهميتها عند زوجها، فإذا تعبت من ذلك، فإن الوضع سيدخل إطاراً من الخطورة هي في غنى عنه.
ماذا تفعلين؟
• إذا كان زوجك من النوع الصعب، فلا تحاولي التنافس معه على من هو المهم أو الأهم في الحياة الزوجية.
• حاولي أن تغيبي عنه لفترات متكررة، بالذهاب إلى بيت أهلك قبل العودة؛ من أجل فهم ما إذا كان قد شعر بغيابك وأظهر أنه كان في شوق إليك.
• إذا لم يكن ذلك، فلا تجعلي من الموضوع قضية خلاف كبيرة تهدد علاقتك الزوجية، عامليه ضمن حدود عقليته.
• يمكنك أيضاً أن تظهري إثبات وجودك من خلال بعض النشاطات، مثل قيامك بعملك على أكمل وجه، والاعتناء بالأولاد والمنزل بشكل مرض، فلابد أن يأتي يوم ويشعر زوجك بأهميتك في الحياة الزوجية.
إنعاش الزواج:
إذا شعرت بأن زوجك بدأ يشعر بالملل نتيجة الروتين، فحاولي أن تعطي زواجك حقنة من أجل إنعاشه، وهذا لا يتطلب منك جهوداً كبيرة. فالرجل يمكن أن ينقاد باتجاه الأفضل ببادرة بسيطة منك.
ماذا تفعلين؟
• حاولي أن تطرحي عليه القيام بشهر عسل جديد بعد سنوات من الزواج في مكان جميل، فليس هناك من رجل لا يحب ذلك.
• تجنبي إحداث المشاكل بسبب العلاقة الحميمية، وحاولي قدر الإمكان أن تلبي احتياجاته في هذا الإطار.
التأقلم مع العالم الخارجي بعد الزواج:
كثير من الأزواج يقعون في فخ عدم معرفة التعامل مع العالم الخارجي بعد الزواج، هنا يجب أن تدركي أن تغيرات كثيرة ستحدث بعد الزواج ربما أنت غير متعودة عليها.
ماذا تفعلين؟
• إذا كنت ممن يملكون عدداً كبيراً من الأصدقاء، إن كان أصدقاء دراسة أو عمل، فعليك أن تقللي اتصالك بهم؛ لأن الرجل لا يحب أن يرى زوجته تخرج كثيراً مع الأصدقاء، ويبقى هو وحيداً في المنزل.
• من الضروري أن تحاولي تغيير أشياء كثيرة، من حيث علاقاتك مع الآخرين بعد الزواج.
• اعلمي أن هامش حريتك قد يضيق بعض الشيء بعد الزواج، ومن المهم فهم ذلك وتقبله.
استمرارية الحب بعد الزواج:
أكدت الدراسة أيضاً أن عدداً كبيراً من الأزواج يدخلون عالم البرودة بعد الزواج، فمن المعلوم أن الرجال لا يحبون نطق عبارة «أنا أحبك» كثيراً بعد الزواج.
ماذا تفعلين؟
• استمري في قول عبارة «أنا أحبك» له، فمهما أظهر الرجل أنه لا يهتم بذلك، فهو في الحقيقة ينتظر أن تنطق زوجته هذه العبارة في كل الأوقات؛ ليشعر برجولته وأهميته في حياتك.