حسن البصري
كيف كانت حصيلة لقائك مع حنات بعد الجمع العام؟
انتهى الجمع العام والتقيت في اليوم الموالي بعبد السلام وزكي السملالي عضو المكتب المسير، وجددت طلبي بتعزيز الترسانة البشرية، لكن الجواب كان مقلقا لي: «الظروف المالية لا تسمح بتعزيزات، عليك بالاعتماد على شبان الفريق». تصور أن عددا من اللاعبين يحتاجون لتفاوض من أجل تجديد عقودهم، على غرار الصالحي والرباطي وغيرهما من اللاعبين. كان الرئيس صارما في قضية التعزيزات حيث قال لي بالحرف إن «توجهات المكتب المسير تسير في اتجاه الاعتماد على شبان الفريق»، رفضت هذه الرؤية، وقلت لزكي، بعد أن غادرنا الرئيس، «لن أدرب الرجاء بهذا الرصيد البشري ونحن على بعد أسبوعين من مباراة قارية هامة، خاصة وأن الجمهور الرجاوي كان يبني آماله على فريق يعيد الرجاء إلى سكة الانتصارات في إفريقيا».
معنى هذا أن مغادرتك لمعسكر الرجاء بأكادير لا علاقة لها بما تم ترويجه حول غضبتك على محسن متولي، أليس كذلك؟
لا علاقة لمغادرتي معسكر الفريق باللاعب متولي، أما ما تردد حوله، فكل ما في الأمر أنه حل ذات مرة بالفندق في ساعة متأخرة، وطلبنا منه استفسارا حول هذا التأخير، علما أنني كنت رفقة إداريين وأفراد الطاقم التقني نقوم بجولة في الفندق للاطلاع على أحوال اللاعبين.
ماذا حصل بعد استقالتك من تدريب الرجاء؟
في اليوم الموالي بدأت الاتصالات مع بعض اللاعبين الذين لم يشاركوا في المعسكر من بدايته، فقد عرف مقر إقامة الرجاء في أكادير حركة غير عادية، حيث سجلت عودة بعض لاعبي الرجاء إلى المعسكر، أمثال بوشعيب لمباركي الذي انضم لزملائه من أجل استئناف حصصه التدريبية، التحق أيضا حسن الطاير وأمين الرباطي الذي مدد عقده مع الفريق تلبية لدعوة مسيري النادي إضافة للاعبين آخرين منهم من كان خارج حساباتي. بل إن مسؤولي الفريق وافقوا على منح متولي فرصة السفر إلى الإمارات لأجل الخضوع لاختبارات تقنية وطبية مع نادي الإمارات، كما حل بأكادير مجموعة من اللاعبين الأفارقة للخضوع للتجربة، في وقت رفض مطلبي بتعزيز الفريق بانتدابات. بعد الانفصال بيني والنادي، للأسباب التي أشرت إليها، سيقوم أعضاء المكتب المسير للفريق بزيارة لإقامة الرجاء بأكادير، بغرض الاطلاع على الأجواء العامة للمعسكر الإعدادي لناديهم، وحث اللاعبين على بذل أقصى جهدهم في الإعداد للمباراة الموالية، التي كانت ستجمع الرجاء بضيفه كوطون سبور الكاميروني التي لم يكن يفصلنا عنها سوى أسبوعين. أنا طالبت فقط بالحد الأدنى من شروط العمل، أي تعزيز الفريق بانتدابات وازنة حتى نعود بقوة إلى منصات التتويج الإفريقي. في مثل هذه الظروف المدرب هو الخاسر لأنه إذا انفصل عن الفريق سيظل تحت رحمة المسيرين وسيعيش البطالة، هنا أتكلم عن زمن لم تكن فيه غرفة المنازعات دخلت حيز التنفيذ.
كيف تم إعفاؤك من مهامك مدربا للرجاء قبل أيام قليلة من كأس العالم للأندية سنة 2013؟
قبل 13 يوما على انطلاق «موندياليتو الأندية» المنظم في المغرب بين مراكش وأكادير، علمت بإقالتي من تدريب الرجاء بسبب خسارة ضد الدفاع الجديدي. اتخذ القرار في اجتماع للمكتب المسير لنادي الرجاء الرياضي، وتم تعيين هلال الطير مدربا مؤقتا للفريق ريثما يتم تعيين مدرب جديد، وهو التونسي البنزرتي، الذي جيء به مباشرة للحضور في مونديال الأندية. لكن، الحمد لله، تحولت إلى مشجع أساند الفريق في مبارياته، فرحت بالوصافة العالمية وفرحت أكثر بالاستقبال الملكي الذي حظيت به بعد كأس العالم للأندية وتوشيحي بوسام ملكي كان بمثابة اعتراف لن أنساه.
كان رد اعتبار إذن؟
ليست المرة الأولى التي سأقال من منصبي مدربا لفريقي الأم، ففي الموسم الرياضي 95/96، قمنا بمسار رائع في منافسات كأس العرش بداية بالمباراة التاريخية أمام الوداد برسم ربع النهائي ووصولنا إلى المباراة النهائية أمام الجيش الملكي، وهي المواجهة التي جرت بالمركب الرياضي بفاس، وكان الفوز حليفنا بهدف دون رد من تسجيل عبد اللطيف جريندو. مباشرة بعد هذا الإنجاز سيشعرني أعضاء المكتب المسير بقرار إقالتي. لم أسأل عن الأسباب ولم أكلف نفسي عناء الحديث عن الانفصال، علما أنني قدت الرجاء للظفر بهذه الكأس الغالية لاعبا سنتي 1974 و1977 ومدربا، وأعتقد أنها كانت آخر مباراة يحضرها الملك الحسن الثاني ويترأسها شخصيا.