شوف تشوف

الرئيسيةسري للغايةسياسية

هذه حقيقة علاقة عباس مدني بمخبر في الجيش اسمه «بوعزة»

يونس جنوحي

يشرح هشام عبود كيف أن جبهة الإنقاذ الإسلامية في الجزائر ارتبطت ببعض الأسماء التي خلقها الجنرالات. أسماء تورطت في الإرهاب وجرائم ضد الإنسانية باسم إسلاميي الجزائر، ثم ما لبثوا أن انسحبوا لكي يستفيدوا طولا وعرضا. وآخر مثال قدمه لنا هشام عبود يتعلق بالوزير السابق والدبلوماسي سعيد گشي.

 

فوضى

يتساءل هشام عبود عن الفرق بين عباس مدني، وهو أحد أبرز وجوه جبهة الإنقاذ الإسلامية، حيث حاربه الجنرالات ورغم ذلك استطاع حشد انتباه الصحافة العالمية إليه وتسابقت كبريات المجلات الدولية على إجراء حوارات معه وأنتجت بورتريهات مطولة عن شخصيته بل وحتى هواياته وصداقاته، وظلت علاقته بالعمليات الإرهابية والمذابح التي كانت تعرفها البلاد موضوعا مثيرا لسيل جارف من المداد. يتساءل عبود، إذن، عن الفرق بين عباس مدني، وبين محفوظ نحناح، أحد أبرز وجوه حركة حماس في تلك الفترة.

 

صديق بوعزة

يتهم هشام عبود عباس مدني بتكوين علاقة مع صديق له، اسمه «بوعزة»، وهو أحد مخبري المخابرات العسكرية. وهذه التهمة الثقيلة، يقول عبود، إن لديه ما يثبتها. إذ يقول إن بوعزة كان يتحكم بشكل كامل في قرارات عباس مدني الذي كان ينفذ، وهذا قوله، التعليمات بغباء. انتقل عباس مدني بعد ذلك إلى العمل مباشرة تحت إشراف الجنرال إسماعيل. وكل هذا لم يشفع له في أن يصبح لاحقا خلف القضبان. إذ الجنرالات لم يكن لديهم «أصدقاء»، وإنما حلفاء مؤقتون. أما نحناح، فقد كان يملك سلطة القرار في فترة من الفترات، وهذا هو الفرق بين الرجلين، حسب ما يرويه هنا هشام عبود في هذه المذكرات.

إحدى أهم النقط التي لعبت دورا كبيرا في الترويج لهذا التفسير، المنصب الحساس الذي كان يشغله هشام عبود خلال فترة وجوده في المؤسسة العسكرية بصفته مديرا لديوان الجنرال بتشين وسلفه. إذ اطلع على مضامين الاجتماعات وحضر بعضها رغم حساسيتها، وتبع بحس الصحافي خيوط اتصالات الجنرالات ببعضهم ليكتشف أنه كان يعمل داخل مؤامرة كبيرة في الجزائر.

يقول إن عباس مدني جرى استغلاله لكي يكون مجرد غطاء سياسي للأعمال الإرهابية. فماذا يعني هذا الأمر؟

 

أصدقاء الإرهاب

كان الجنرالات سنة 1995 يبحثون عن غطاء سياسي مناسب لجعل العمليات التي قضت مضجع الجزائريين تحظى بنوع من الجدية، لكي يصرفوا من خلالها قرارات تجعلهم يضعفون السياسيين ويصبح الجنرالات هم صانعو السياسة في البلاد.

تقول القاعدة إن أفضل وسيلة للحكم هي فرض حالة من الاستنفار والطوارئ. إذ يصبح سن القوانين أسهل من خوض حرب ضد الإرهاب. وهكذا خلق الجنرالات أجواء دموية في البلاد، باستعمال حلفائهم في تيار الإسلاميين، واستطاعوا فعلا خلق مناخ يسهل تدخل الجيش في كل القطاعات منها الاقتصاد والسياسة، وفرض قرارات بعيدا عن سلطة البرلمان، بدعوى مكافحة العمليات الإرهابية.

يفضح هشام عبود رؤساءه السابقين ويقول إنهم كانوا يطلقون مجموعة من التهديدات باحتمال وقوع عمليات تفجير ومذابح جماعية لكي يوفروا غطاء مناسبا لفرض سياسة الجيش وحظر التجول وتطويق السياسيين وجعلهم يبدون للرأي العام مجرد أناس بربطة العنق، لا دور لهم نهائيا في الحياة العامة.

لكن اللعب بالنار لم يكن يعني دائما أن يبقى مُحركها في مأمن من وادي الدماء الذي تسبب فيه هؤلاء الجنرالات. إذ إن أعضاء جبهة الإنقاذ الذين كانوا بعيدين عن التورط مع الجنرالات، انتفضوا ولم يقبلوا أن يصبح تنظيمهم، الذي كان أقوى تنظيم سياسي في البلاد وكادوا أن يكتسحوا نتائج انتخابات 1992 الملغاة، مجرد أداة في يد الجيش يذبح بها الأبرياء من الوريد إلى الوريد، وقرروا أن يواجهوا عصابة الجنرالات من الخارج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى