شوف تشوف

الرئيسيةحواررياضة

هذه حقيقة اعتقال الاسود بكندا و عزمي بريء من تهمة بيع مباراة السعودية

غلطة العمر : مصطفى الحداوي (لاعب دولي سابق):

 

من الأخطاء التي ارتكبتها في مسارك الرياضي إصرارك على خوض مجموعة من المباريات بالرغم من الأعطاب التي لازمتك، هل ندمت اليوم على هذا القرار وأنت تجتر هذه الإصابات؟

أولا يجب أن يعرف الجمهور الرياضي أن اللجوء للوخز بالإبر ناتج عن إصراري على حمل قميص المنتخب الوطني، حيث يطلب مني المسؤولون اللعب بالرغم من الأعطاب وذلك باللجوء إلى مسكنات. عانيت وأنا مع الفريق الوطني من الإصابات على مستوى الركبة، وخاصة “البيبالجي” الذي دفعني لأجري عمليات جراحية دقيقة، لكن هذا الخطأ ارتكبته حبا في منتخب بلادي ورغبة في الدفاع عن علم وطني.

 

وسعيا للمشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا 1988 التي احتضنتها بلادنا؟

في 19 دجنبر 1987 دخلت مصحة في سانت إتيان لأخضع لعملية جراحية لإنهاء آلام “البيبالجي” أسفل البطن، تصور أن بودربالة الذي كان محترفا في سيون السويسري، وأنا خضعنا لعملتين جراحيتين في نفس المصحة وفي نفس الأسبوع، بعد العملية أصبحت المشاركة في نهائيات كأس إفريقيا بعد أقل من شهرين مستحيلة، حتى الطبيب نصحني بالراحة واستكمال العلاج، لكنني وأمام ذهول الجميع شاركت في شهر مارس في كأس إفريقيا رفقة منتخب بلادي أنا وبودربالة، رغم علمي بأنني لن ألعب بنسبة كبيرة من مؤهلاتي.

 

هذه ليست المرة الأولى التي تصر فيها على خوض مباريات المنتخب وأنت مصاب أو قبل استكمال العلاج والترويض، في مباراة زامبيا حصل نفس الشيء؟

أذكر أنني تعرضت لإصابة رفقة فريقي في مباراة يوم السبت، وفي اليوم الموالي التحقت بتجمع للمنتخب الوطني في كلير فونتين بفرنسا، حيث كنا نستعد لمواجهة زامبيا، عرضت الأمر على طبيب المنتخب وكشفت له عن إصابتي، حينها جاء المدرب عبد الله بليندة وطلب مني المشاركة في هذه المباراة المصيرية ودعا المعالج الزعيتي لتدبير الأمر، طلبت من هذا الأخير وضع شرائح من اللحم الطري فوق موضع الإصابة واكتفيت بحصص للركض، وبعد أيام قليلة وجدت نفسي ضمن التشكيلة الأساسية للفريق الوطني ضد منتخب زامبيا والحمد لله تأهلنا لنهائيات كأس العالم 1994 بالولايات المتحدة الأمريكية.

 

لكن رحلة المنتخب المغربي إلى المونديال رافقتها الكثير من المشاكل، وأثناء التحضير لنهائيات كأس العالم حصلت مشادات بين اللاعبين وبعض مشجعي الفريق الوطني انتهت في مخفر الشرطة، أي أن المنتخب خرج مائلا من خيمته كما يقال؟

هذه فرصة لأوضح بعض الوقائع التي تم تضخيمها، قبل التحاقنا بأمريكا، خضعنا لمعسكر تدريبي بكندا، وهناك اندلع النزاع الذي لم يكن اللاعبون وراءه وأشعله أحد المحبين في الملعب الذي كنا نخوض فيه تحضيراتنا للمونديال، مشكل بسيط تحول إلى مشكل حقيقي بعثر تركيزنا، فقد أجرينا مباراة ودية مع المنتخب الكندي أشرك فيها المدرب التركيبة الأساسية، وبعد ذلك مباراة أخرى مع فريق أمباكت مونريال شارك فيها اللاعبون الاحتياطيون، وكانت الهزيمة عادية في مباراة إعدادية، لكن أفراد من الجمهور المغربي الذي تابع اللقاء، نزل للملعب، وهاجم اللاعبين بالسب والشتم بل وبصق على مكونات المنتخب ومنع الحافلة من مغادرة الملعب، أمام ممثلي السفارة، وكان من الطبيعي أن يكون رد فعل من بعض اللاعبين، مما أثر سلبا على المجموعة، حيث تطور النزاع إلى أن تدخل رجال الشرطة التي اقتادت الجميع إلى الدائرة الأمنية القريبة. لينتهي الأمر بالصلح بل إن المعني جاء إلى مقر إقامة الفريق الوطني وقدمته للاعبين حيث اعتذر لهم وطويت صفحة الخلاف.

 

إذن ما قيل عن اعتقال عناصر المنتخب في مونريال لا أساس له من الصحة؟

كل ما في الأمر أن الحافلة التي كانت تقل عناصر المنتخب تم اقتيادها إلى الدائرة الأمنية وتم الاستماع لبعض اللاعبين ثم عدنا إلى الفندق بعد الصفح على المشجع أيضا، ثم لماذا سيتم اعتقالنا “واش قاتلين كيندي”؟

 

لكن المشاركة المغربية في مونديال 1994 اعتبرت الأسوأ بالنظر للأداء العام للفريق الوطني ولما رافقها من جدل، أليس كذلك؟

تواضع منتخب 1994، يرجع أولا لعدم مشاركته في كأس إفريقيا للسنة ذاتها والتي أقيمت في تونس، إضافة إلى عدم وجود لاعبين مجربين بما فيه الكفاية، إذ كنت الوحيد المشارك في تظاهرة عالمية سابقة، فيما كان باقي اللاعبين مازالوا شبابا رغم الثقل الكروي الذي كانوا يتوفرون عليه. واجهنا في أول لقاء منتخب بلجيكا، وقدمنا عرضا محترما رغم الهزيمة الصغيرة بهدف لصفر وكان بإمكاننا تعديل الكفة، علما أن إحصائيات المباراة تعكس احتكارنا للكرة. وقد صنفت الفيفا هذه المباراة ضمن الأحسن ضمن دورة 1994.

 

لكن المباراة الثانية شهدت فوضى عارمة وصل صداها إلى القصر؟

بعد مواجهة منتخب بلجيكا بمدينة أرولاندو، توجهنا لنيويورك، حيث استأنفنا التداريب هناك، وذلك بالاعتماد على نفس المجموعة الرسمية التي واجهت بلجيكا، لكن وقعت المفاجأة حيث تم تغيير كلي للتشكيلة التي كانت محددة سلفا، لتندلع الفوضى داخل مستودع الملابس، ساعات قبل انطلاق المباراة أمام السعودية، وشخصيا كنت أصارع الألم وأتلقى العلاج بالحقن تحت إشراف المعالج الدزاز عبد الرحيم، وكنت مضطرا للتدخل قصد فض النزاعات، حاولت أن أقنع المدرب بخطورة الموقف لكنه لم يسمع لكلامي، وكان لهذا الحادث تأثير كبير على معنويات اللاعبين وسط رقعة الملعب، إذ دخل الجميع بمعنويات مهزوزة، وبدون انسجام، والنتيجة أننا خسرنا أمام السعودية بهدفين لواحد، رغم أننا كنا المرشحين للفوز، والغريب أننا وقبل هذا اللقاء، التقينا لاعبي منتخب السعودية في حصة تدريبية، ولاحظنا كيف كانوا منبهرين بنجومية لاعبينا، حيث حرصوا على أخذ صور مع نجوم المنتخب المغربي.

 

أدى الحارس عزمي ضريبة الهزيمة أمام السعودية واتهم بتفويت نتيجة المباراة، وكانت تلك المواجهة النهاية الحقيقية لمساره؟

بعد هزيمتين أمام بلجيكا والسعودية، كان الخروج من الدور الأول، وفضل المدرب بليندة رحمه الله منح الفرصة للاعبين الاحتياطيين فرصة لعب مباراة بالمونديال، انهزمنا أمام منتخب هولندا بفارق هدف. دارت هذه المباراة في أجواء مناخية صعبة وسط حرارة ورطوبة عاليتين، والساعة كانت الساعة الثانية عشر زوالا، بدرجة حرارة بلغت 34 درجة. المشكل يكمن في اتهام حارس المنتخب ببيع المباراة بسبب تسديدة سكنت مرماه ولا مسؤولية له فيها، الضغط الجماهيري لم يرحمه ومسحت فيه الخسارة، وكانت سببا لإنهاء مسيرة حارس كبير في المغرب، حيث رحل إلى أمريكا وبفضل المدرب ماندرو الذي سبق أن درب حسنية أكادير أعاد بناء مساره من جديد، وظل شبح مباراة السعودية يطارده.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى