الأخبار
أفادت مصادر موثوق بها بأن عناصر المركز القضائي بسرية الدرك الملكي بالصخيرات أحالت، صباح أول أمس الأربعاء، شابا من ذوي السوابق القضائية من مواليد 1992 على النيابة العامة المختصة بمحكمة الاستئناف بالرباط، وذلك على خلفية تورطه في مقتل شاب عشريني، بعد طعنه بالسلاح الأبيض في العنق.
مصادر «الأخبار» أكدت أن الوكيل العام للملك استنطق المتهم تمهيديا، قبل إحالته على قاضي التحقيق الذي قرر إيداعه سجن تامسنا بتهمة الضرب والجرح المفضيين للموت، في انتظار إخضاعه للتحقيقات التفصيلية للإحاطة بكل ملابسات الجريمة البشعة التي تورط فيها الجانح الملقب على مستوى الصخيرات بـ «ولد الزغراتة».
وارتباطا بتفاصيل الجريمة التي هزت مدينة الصخيرات، قبل ثلاثة أيام، أكدت مصادر «الأخبار» أن نزاعا حادا اندلع بين المتهم والضحية حول فتاة قاصر تبلغ من العمر 14 سنة، أنهاه المتهم بالاعتداء على غريمه بواسطة السلاح الأبيض، حيث أفاد شهود عيان عثروا على الضحية مضرجا في دمائه، بعد محاولة ذبحه، حيث انتقلت عناصر الدرك إلى عين المكان مباشرة بعد إخطارها بالواقعة، معززة بسيارة إسعاف تكلفت بنقل الضحية إلى المستشفى، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بالجروح الخطيرة التي تعرض لها في عنقه.
عناصر المركز القضائي بالصخيرات استنفرت كل أطقمها ومجهوداتها لفك لغز الجريمة، حيث تمكنت بعد ساعة من تحديد هوية المتهم وإيقافه بمنزل عائلته وسط مدينة الصخيرات، حيث تبين أنه ابن سيدة معروفة على مستوى المدينة ظهرت مؤخرا بفيديوهات هزلية على مواقع التواصل تحاكي فيها إحدى السيدات العربيات المتخصصة في «توقعات المستقبل».
مصادر الجريدة أكدت أن البحث الأولي مع المتهم كشف أنه من ذوي السوابق المتعددة، وغادر السجن قبل شهر فقط بعد قضاء عقوبة حبسية مدتها سبعة أشهر، وخلال ذات الفترة انتهى إلى علمه أن شابا من أبناء الحي تطاول على فتاة قاصر تربطه بها علاقة غرامية، حسب ادعاءاته، قبل أن يخرج من السجن ويترصد الفتاة القاصر بالقرب من الاعدادية التي تدرس بها بالصخيرات، حيث ضبطها في وضعية تلبس رفقة غريمه بالقرب من المؤسسة، ما دفعه إلى استدراجه إلى أرض خلاء مجاورة للمدرسة وقام بالاعتداء عليه بالسلاح الأبيض، بعد محاولة ذبحه، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة قبل وصوله للمستشفى.
وتفيد معطيات البحث بان عناصر الدرك الملكي استمعت للفتاة القاصر موضوع النزاع بين الشابين، بحضور ولي أمرها، حيث أدلت بشهادتها في الموضوع، خاصة ما يتعلق بيوم المواجهة الذي انتهى بجريمة القتل.
وارتباطا بالوضع الأمني بالصخيرات الذي أثار جدلا في الآونة الأخيرة، علمت الجريدة أن عناصر الدرك الملكي بسرية الصخيرات وبتنسيق مع المصالح الجهوية، واصلت حملاتها اليومية من أجل التصدي لكل مظاهر الجريمة بالمدينة، التي تضاعف عدد سكانها بسرعة البرق، بسبب استقبالها لآلاف المواطنين المرحلين من الدواوير الصفيحية بتمارة، ما شكل إكراها كبيرا على المستوى الأمني ومجالات التشغيل وتوفير الخدمات الاجتماعية اللازمة.
وتشن مصالح الدرك الملكي بشكل يومي حملات أمنية تطيح بعشرات الجانحين الذين يحاولون إحداث الفوضى عبر مواجهات بين فصائل وأحياء، فضلا عن التصدي لتجار المخدرات والخمور ومحترفي السرقة واعتراض السبيل.
وفي انتظار مواكبة الانزالات السكانية الضخمة المترتبة عن برامج إعادة إسكان قاطني دور الصفيح بإحداث مفوضية للشرطة، ودوائر أمنية موزعة على عشرات الأحياء الجديدة بتراب الجماعة، يبقى رهان التحدي مطروحا أمام مصالح الدرك الملكي من أجل كسب معركة الأمن واستتباب الطمأنينة لدى الساكنة الأصلية والوافدة على المنطقة، وارتباطا أيضا بالوضع الخاص الذي يطرحه موسم الاصطياف على مستوى الواجهة البحرية للصخيرات، حيث تتطلب تدخلات ومجهودات أمنية موازية خاصة.