حسمت هيئة الحكم بغرفة جرائم الأموال الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بالرباط، أول أمس الأربعاء، ملف مخدرات بشفشاون توبع فيه 9 متهمين في وضعية اعتقال، بينهم أربعة جنود، حيث أصدرت عقوبات بالسجن في حق المتهمين التسعة، بلغت في مجموعها حوالي 21 سنة سجنا، 6 سنوات منها كانت من نصيب الجنود الأربعة، حيث وزعت عليهم بالتساوي، علما أن غرفة الجنايات الابتدائية بقسم جرائم الأموال بالمحكمة نفسها كانت قد أدانتهم، قبل سنة، بسنتين حبسا نافذا لكل واحد منهم.
وضمن تفاصيل الأحكام التي نطق بها القاضي الركيك، رئيس غرفة جرائم الأموال الاستئنافية، في وقت متأخر من ليلة أول أمس الأربعاء، أدين المتهم الرئيسي في هذا الملف وهو بارون يتحدر من شفشاون بأربع سنوات حبسا نافذا بدل خمس سنوات التي كانت قد صدرت في حقه ابتدائيا، كما أدين مساعده الرئيسي بالعقوبة ذاتها، فيما أيدت المحكمة الأحكام الصادرة في حق ثلاثة متهمين، بينهم بحري وميكانيكي وشقيق البارون، حيث أدانتهم بعقوبات تراوحت بين سنة ونصف السنة وثلاث سنوات حبسا نافذا.
وتوبع الأظناء التسعة بتهمة التهريب الدولي للمخدرات، وتنظيم الهجرة السرية، والارتشاء من أجل تسهيل عملية تهريب المخدرات.
وكانت عناصر المركز القضائي بسرية الدرك الملكي بشفشاون، قد أحالت المتهمين على النيابة العامة المختصة بقسم جرائم الأموال بمحكمة الاستئناف بالرباط، بعد تورطهم في محاولة تهريب كمية كبيرة من المخدرات فاقت حمولتها طنا ونصف الطن، جرى إحباطها من طرف البحرية الملكية بشاطئ الجبهة بشفشاون، إضافة إلى محاولة تهجير ثلاثة أشخاص، بينهم شقيقان لمالك الشحنة، أحدهما قاصر يبلغ من العمر17 سنة ويدرس بمستوى البكالوريا تخصص علوم رياضية، وقد أحالهم الوكيل العام على قاضي التحقيق، ملتمسا منه إخضاعهم لتحقيقات تفصيلية حول التهم المنسوبة إليهم، قبل أن يأمر بإيداعهم السجن.
وحسب معطيات الملف، تمكنت مصالح البحرية الملكية بشاطئ الجبهة بشفشاون في يناير من سنة 2021، من إحباط محاولة تهريب شبكة متخصصة في التهريب الدولي للمخدرات لحوالي طن ونصف الطن من مخدر الشيرا على متن قاربين مائيين، أوقفت على متنهما سبعة أشخاص وهم من مواليد ما بين 1997 و2003، موزعين بين سائقي القاربين وتاجر مخدرات وثلاثة أشخاص كانوا يستعدون للهجرة إلى أوروبا بشكل سري، بينهم شابان أحدهما قاصر مزداد سنة 2003، كشفت التحريات المنجزة أنهما شقيقان لمالك شحنة المخدرات التي تم حجزها .
وحسب المعطيات نفسها، فإن التحريات التي باشرتها عناصر المركز القضائي بسرية شفشاون مع المتهمين بعد وضعهم رهن الحراسة النظرية تحت إشراف النيابة العامة، فجرت تطورات مثيرة أثمرت اعتقال أربعة عناصر من القوات المساعدة، من مواليد 1990 و1994و1995 و1996، وذلك بعد أن فضحت التحريات علاقتها بالعملية ومساهمتها المباشرة في تسهيل مرورها عبر المعابر البحرية، التي كانت مكلفة بتأمينها، مقابل تسلم رشاوى مالية من بارون المخدرات الذي تمكن من الفرار.
ووفق معطيات الملف، قادت الصدفة إلى اعتقال «المخازنية»، بعد إيقاف أحدهم بأحد السدود القضائية على متن سيارة مكتراة من نوع «داسيا»، وتم حجز حوالي 30 مليون سنتيم مخبأة بصندوقها الخلفي، حيث اعترف الموقوف منذ الوهلة الأولى بأنه تسلمها من بارون المخدرات من أجل تأمين مرورها والتغاضي عن تفاصيل تهريبها، قبل أن يسترسل في اعترافاته ويطيح بثلاثة من زملائه ساهموا إلى جانبه في تيسير مرورها عبر المعابر البحرية التي كانوا يحرسونها، وقد تم إخضاعهم للتحريات اللازمة، حيث أكدوا اعترافات زميلهم بعد محاصرتهم من طرف عناصر المركز القضائي بسرية شفشاون.