شوف تشوف

اقتصادالرئيسيةتقاريرخاص

مكتب الفوسفاط يستعد لتنظيم حدث ضخم تحت اسم OCP» « InnovX Days

يدخل ضمن استراتيجية التطوير الصناعي 2023-2027

تخطط مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط (OCP) لتنظيم حدث كبير في أبريل 2025، يركز على نظامها البيئي الصناعي. وتهدف هذه المبادرة إلى تعزيز استراتيجيتها الصناعية، مع التركيز على الابتكار والاستدامة. الهدف من هذا الحدث هو بناء شراكات استراتيجية جديدة، وتعزيز التعاون داخل نظامها البيئي.

مقالات ذات صلة

 

لمياء جباري

 

تندرج هذه الخطوة، التي يعتزم المكتب الشريف للفوسفاط الإقدام عليها، في إطار خطة التطوير الصناعي للمجموعة، التي تم إطلاقها في عام 2022 وتمتد حتى عام 2027، والتي تهدف إلى تحويل هيكلها التنظيمي. وتسعى مجموعة «OCP» إلى الانتقال نحو نموذج متعدد الأنشطة، يتألف من وحدات أداء متماسكة استراتيجيا ومسؤولة بالكامل عن أدائها المالي، وتُعرف باسم الوحدات الاستراتيجية للأعمال (Strategic Business Units – SBU)، ويتم دعم هذا التحول من خلال وظيفة مؤسسية مُعاد تصميمها لدعم هذه الوحدات. المجموعة التي يرأسها مصطفى التراب، والتي تنفذ منذ عام 2022 خطتها الجديدة والطموحة للتنمية الصناعية في أفق 2027، بدأت عملية إعادة هيكلة تنظيمها التشغيلي.

وتهدف هذه التحولات، كما تم التوضيح سابقا، إلى مواءمة الأنشطة المختلفة للمجموعة، مع الاستفادة من الفرص التي توفرها الأسواق المالية والتحالفات الاستراتيجية في مجال رأس المال. وتشمل هذه التحولات «تطوير النموذج التشغيلي نحو مجموعة متعددة الأنشطة، مكونة من وحدات أداء متناسقة استراتيجيا ومسؤولة بالكامل عن أرباحها وخسائرها، أي وحدات الأعمال الاستراتيجية (SBU) ووحدات الأعمال  (Business Units)، إلى جانب وظيفة مؤسسية معاد تصورها لدعمها».

وحسب مصادر إعلامية، يستعد الرائد العالمي في مجال الفوسفاط لاتخاذ خطوة جديدة، من خلال الانفتاح بشكل أكبر على النظام البيئي الصناعي والابتكاري، الهدف: «استكشاف أفكار جديدة وتقنيات مبتكرة تتماشى مع الأهداف الاستراتيجية لوحدة الأعمال الاستراتيجية للتصنيع (SBU Manufacturing)، وهي الوحدة المسؤولة عن تنفيذ أنشطة التشغيل والاستكشاف على منصات التحويل الحالية لمجموعة OCP، بهدف تعظيم قدرة إنتاج الحمض والأسمدة والمنتجات المتخصصة.

 

تنظيم حدث كبير

يستعد الرائد العالمي في مجال الفوسفاط لتخطي خطوة جديدة، من خلال فتح أبوابه بشكل أكبر نحو النظام البيئي الصناعي والابتكاري. الهدف هو استكشاف أفكار جديدة وتقنيات مبتكرة تتماشى مع الأهداف الاستراتيجية لوحدة SBU»

«Manufacturing، وهي الوحدة المسؤولة عن تنفيذ أنشطة التشغيل والاستكشاف على منصات التحويل الحالية التابعة لمجموعة OCP، بهدف تعظيم القدرة الإنتاجية من الأحماض والأسمدة والمنتجات المتخصصة. ولتحقيق ذلك، يتم التحضير لحدث كبير تحت اسم «OCP InnovX Days».

وحسب الموقع الإلكتروني للمكتب الشريف للفوسفاط، من المقرر أن يُعقد في أبريل 2025، في قلب جامعة محمد السادس متعددة التخصصات (UM6P) في بن جرير، ويجمع ما لا يقل عن 350 مشاركا، بما في ذلك الخبراء والصناعيين ومقدمي المشاريع. وحسب الموقع، فلن يقتصر هذا الحدث على مجرد تبادل الأفكار، بل يهدف إلى التقاط أفكار ذات إمكانيات كبيرة، متوافقة مع استراتيجية تطوير المجموعة، وتحديد فرص الشراكات الاستراتيجية في المجالات ذات الأولوية بالنسبة إلى المجموعة. وستتمحور المناقشات حول سبعة مواضيع محددة مسبقا، وهي: المياه والطاقة، الاستدامة، الرقمنة، الصيانة، عملية التصنيع لمجموعة OCP، السلامة، واللوجستيات والنقل البحري. ومع ميزانية تقدر ما بين 2.5 و2.7 مليون درهم، سيكون «OCP InnovateX Day»  فرصة للمجموعة لإقامة حوار مباشر مع الشركات الناشئة والصناعيين والخبراء من مختلف المجالات، من أجل تقديم مقترحات للاستثمار أو الشراكة أو حتى استكشاف الفرص التجارية (من حيث المبلغ والمدة).

وتم على الموقع الإلكتروني للمجموعة إطلاق دعوة لتقديم المشاريع، موجهة إلى جمهور متنوع يشمل الشركاء الخارجيين والشركات الناشئة المحلية، بهدف تحديد اقتراحات للأفكار والحلول المبتكرة. وستتم عملية ما قبل الاختيار بناء على معايير تقييم محددة مسبقا لاختيار المرشحين، الذين سيعرضون مشاريعهم خلال الحدث. سيتم اختيار حوالي ثلاثين مشروعا لكل موضوع، ليتم عرضها في يوم الحدث.

بعد الحدث، سيتم تنظيم اجتماعات لإجراء مناقشات معمقة مع المرشحين المختارين حول أفكارهم واقتراحاتهم، بهدف «تحليل التعاون المحتمل بشكل أكثر تفصيلا وترتيب المشاريع ذات التأثير الكبير». مع هذا الحدث، تسعى المجموعة إلى تعزيز دورها كقائدة في صناعة الفوسفاط، معتمدة على نهج تعاوني ومنفتح على الابتكار. ويتماشى هذا الحدث مع رغبة المجموعة في «تعزيز ثقافة الابتكار داخل المجموعة».

من خلال تعبئة موظفيها، وشركائها، وشبكة خبرائها الداخليين والخارجيين، وأهم الفاعلين في النظام البيئي المغربي والدولي، ترغب مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط في فرض نفسها كمحرك للتحول الصناعي والتكنولوجي.

التزام المجموعة في برنامج استثماري واسع النطاق للطاقة الخضراء وكثرة المشاريع في مجال الطاقة المتجددة، يسلط الضوء، من خلال هذا الحدث، على حلول مستدامة واستراتيجية لدعم تطويرها الصناعي.

علاوة على ذلك، يندرج يوم «InnovateX» أيضا في رؤية المجموعة لجعل جامعة محمد السادس متعددة التقنيات مركزا للابتكار والتميز، من خلال التركيز على الشراكات مع الشركات الناشئة والفاعلين الرئيسيين في النظام البيئي الصناعي المغربي والدولي.

 

خطة استثمار شامل

في مواجهة طلب متزايد على الأسمدة على الصعيد الدولي، تستمر الحاجة بشكل متزايد إلى الماء والطاقة. وتواجه المجموعة بذلك تحديا كبيرا يتمثل في تحسين إنتاجية المحاصيل، مقرونا بالأهداف البيئية التي تتمثل في تقليل وتنويع استخدام المياه وتنفيذ برنامج طاقة مسؤول.

واستجابة لذلك، يعتزم المكتب الشريف للفوسفاط، في إطار برنامجه الجديد، تزويد جميع منشآته الصناعية بالطاقة الخضراء بحلول سنة 2027، إلى جانب الاستثمار في الطاقة الشمسية والطاقة الريحية.

وستزود هذه الطاقة الخالية من الكربون القدرات الجديدة لتحلية مياه البحر، بغية تلبية احتياجات المجموعة من إمدادات مياه الشرب والري في المناطق المجاورة لمواقع المجموعة.

ويتعلق الأمر بخطة استثمار شامل تهم عدة أوجه، بما في ذلك الجوانب الخارجية لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط المتعلقة بالمياه والطاقة والأمونياك، ويفرض البرنامج الجديد استخدام الموارد المائية غير التقليدية، بما في ذلك اعتماد تحلية مياه البحر ضمن المسلسل الصناعي للمجموعة.

البرنامج يهتم أيضا بـ«الجوانب الخارجية المرتبطة بالطاقة»، حيث يطمح هذا البرنامج إلى تغطية احتياجات المجموعة بنسبة 100 بالمائة من الكهرباء من خلال إنتاج الطاقة الريحية والشمسية، مما سيقلل البصمة الكربونية بشكل كبير.

كما ستحد المجموعة من البصمة الكربونية من خلال استخدام الهيدروجين الأخضر في إنتاج الأمونياك، كعنصر أساسي في إنتاج الأسمدة.

إنتاج الأمونياك لم يكن في متناول المكتب الشريف للفوسفاط، لكون العملية التقليدية لإنتاجه تستند إلى حد كبير على الغاز الطبيعي. أما اليوم وباللجوء إلى الهيدروجين الأخضر بفضل الطاقات المتجددة وتحلية المياه سيكون من السهل إنتاج الأمونياك في المغرب. كما أن هذا الانتقال من الماء، والكهرباء، وصولا إلى إنتاج الأمونياك الأخضر (من المتوقع إنتاج مليون طن بحلول سنة 2027)، فمن شأنه أن يعزز الانتقال الطاقي وتحقيق الحياد الكربوني المستهدف بلوغه في أقل من 20 سنة.

وتشير الأرقام الرئيسية المعلن عنها في إطار البرنامج الاستثماري الجديد لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، والتي تتمثل في مواكبة 600 مقاولة صناعية مغربية وخلق 25 ألف منصب شغل مباشر وغير مباشر بحلول سنة 2027، إلى أثر إيجابي على دينامية النسيج الصناعي برمته.

وتجدر الإشارة إلى أن جلالة الملك محمد السادس كان قد ترأس يوم 3 دجنبر 2022 بالقصر الملكي بالرباط، مراسيم تقديم البرنامج الاستثماري الأخضر الجديد للمجمع الشريف للفوسفاط (2023-2027)، وتوقيع مذكرة التفاهم بين الحكومة ومجموعة المكتب الشريف للفوسفاط المتعلقة بهذا البرنامج.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى