شوف تشوف

الرئيسيةحوادث

مصرع طفل غرقا بـ«الواد الحار» في آسفي

المهدي الكراوي

 

فارق الطفل محمد بياض، 8 سنوات، الحياة نتيجة غرقه في بركة للمياه العادمة وسط الحي الشعبي ديور السي عباس، جنوب وسط مدينة آسفي.

وكشفت معطيات ذات صلة أن الضحية نقل على وجه السرعة عبر طائرة مروحية من مدينة آسفي إلى قسم العناية المركزة بمستشفى محمد السادس بمراكش، حيث مكث هناك 5 أيام قبل أن يفارق الحياة.

وتعرض الضحية لاختناق حاد جراء غرقه في بركة للمياه العادمة موجودة وسط حي ديور السي عباس، بدون أي سياج واق، وفي حي يعرف بتوفره على أعلى معدلات الفقر والبطالة، مع غياب كلي للبنيات التحتية، حيث يعيش السكان في منازل تخترقها المياه العادمة ومحاصرة بالأتربة والقاذورات والأزبال.

وحمل سكان حي ديور السي عباس مسؤولية ما وقع للعمدة عبد الجليل لبداوي، عن حزب العدالة والتنمية، الذي سبق له أشهرا قبل حادث سقوط الطفل محمد بياض في بركة للمياه العادمة، أن قام بزيارة ذات أهداف انتخابية إلى حي ديور السي عباس، ووعد السكان بالقضاء على بحيرة المياه العادمة وتأهيل الحي وإيصال جميع الخدمات الجماعية إليه، خاصة الربط بشبكة التطهير والإنارة العمومية وإنشاء محطة حديثة لتجميع وتصريف مياه «الواد الحار».

ويأتي حادث مصرع طفل لم يتجاوز عمره 8 سنوات في بحيرة للمياه العادمة موجودة أمام منزل والديه بآسفي عوض أن يكون يلعب في حدائق ومساحات خضراء وداخل دور الشباب، ليعري حقيقة  ارتفاع نسبة الهشاشة والتهميش وسط الأحياء الشعبية بمدينة آسفي، التي تفتقر إلى التجهيزات الضرورية كالطرقات والأرصفة والإنارة العمومية والمساحات الخضراء، بعدما فشل العمدة عبد الجليل لبداوي عن حزب العدالة والتنمية منذ 3 سنوات على انتخابه، في معالجة ملف الأحياء ناقصة التجهيز، التي تعتبر نقطة سوداء على مستوى التنمية البشرية.

وكشف الحادث المأساوي لمصرع الطفل محمد بياض، أيضا عن فشل المشروع الملكي لتعميم شبكة التطهير السائل على كل أحياء مدينة آسفي ووضع نظام لمكافحة الفيضانات وإنشاء محطة بيئية لمعالجة المياه العادمة، وهو المشروع الكبير الذي أعطى الملك محمد السادس أشغال انطلاقته في أبريل من سنة 2013، وكان مبرمجا تسليمه واستفادة المدينة منه في سنة 2016، قبل أن يتبين أن المشروع الذي كلف غلافا ماليا يصل إلى 747 مليون درهم، لم ينجز إلى اليوم، خاصة وأن العامل الحسين شاينان لم يعقد، منذ تعيينه قبل سنتين، أي اجتماعات للتتبع الميداني والمواكبة التقنية لإخراج وإنجاح المشروع الملكي لتعميم شبكة التطهير السائل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى