![](https://www.alakhbar.press.ma/wp-content/uploads/2025/02/1-1.jpg)
المضيق: حسن الخضراوي
بعد فشل الحوار الذي باشرته السلطات المحلية بالفنيدق، مع المحتجات من النساء اللائي كن يعملن سابقا في التهريب المعيشي، تم نقل المسيرات والاعتصامات إلى مقر عمالة المضيق، أول أمس الاثنين، حيث شهد محيط العمالة استنفارا أمنيا قويا من أجل التعامل مع المحتجات وضمان عدم اعتراضهم موكب العامل ومسؤولين في العمالة للمطالبة ببديل عن توقف الاشتغال بشركات كانت تحصل على تراخيص مؤقتة في الاستيراد.
ورفعت المحتجات شعارات قوية تنادي بتوفير بدائل حقيقية لفوضى القطاعات غير المهيكلة، فضلا عن المطالبة بالتشغيل لتسديد الديون التي تراكمت على ظهر الأسر المعنية، والعجز عن أداء واجبات الكراء وشراء المواد الغذائية الضرورية، ناهيك عن العجز عن أداء استهلاك الماء والكهرباء، حيث تم توقيف الجميع عن العمل منذ شهور دون مساعدة أو إيجاد حلول على المستوى القريب.
وحسب مصادر مطلعة، فإن بعض النساء ممن تم طردهن من الشركات التي كانت تعمل بتراخيص مؤقتة توجهن إلى طنجة للبحث عن فرص الشغل بالمناطق الصناعية هناك، لكن الأغلبية اللائي يقطن بشكل رسمي بالفنيدق ولهن أسر يعلنها استحال عليهن الأمر، وهددن بالتصعيد وخوض اعتصام مفتوح حتى تلبية مطالب تشغيلهن من جديد وضمان قوتهن وقوت أسرهن.
واستنادا إلى المصادر عينها، فإن هناك تخوفات من انتشار عدوى الاحتقان الاجتماعي بالأحياء الهامشية بالفنيدق، خاصة في ظل ارتفاع الأسعار وقرب شهر رمضان الكريم والحاجة لمصاريف إضافية، وحديث البعض بشكل مسبق عن توقف تام لمساعدات كان يتقدم بها بعض الأعيان للأسر الفقيرة بسبب صراعات وتطاحنات انتخابوية وتبعات الجمود الاقتصادي بالمدينة وتراجع المعاملات المالية.
وأضافت المصادر عينها أن الاحتقان، الذي شهدته مدينة الفنيدق سابقا، كان ظاهرا للعيان ويمكن رصده بسهولة، على عكس الاحتقان الاجتماعي الآن بالهوامش، الذي ينتشر بشكل صامت وسط سخط وتذمر السكان من عدم الوفاء بوعود التشغيل وغياب دور المجلس الجماعي وفضائح المنتخبين التي زادت الطين بلة، وتمييع العمل المؤسساتي وغياب الثقة المطلوبة في الحوار والحاجة لفتح باب الأمل عوض السوداوية التي ترعى انتشارها جهات بطرق خفية تعمل بشكل شبه يومي وتتفاعل مع محيطها بالمناطق العشوائية.
وحذرت العديد من الأصوات المهتمة بالشأن العام المحلي بالفنيدق من تبعات الاحتقان الاجتماعي، والانتباه لانتقال نقاش الاحتجاجات والهجرة السرية إلى فضاء المؤسسات التعليمية وخطورة والجهل بردود الفعل وتعامل التلاميذ مع الأمر، خاصة وتسجيل مشاركة تلاميذ وقاصرين بشكل كبير جدا في احتجاجات سابقة دون سابق إنذار وتسببهم في مشاكل أمنية لا حصر لها، بالإضافة إلى خطر الركوب على مؤشرات الاحتقان الاجتماعي بطرق ملتوية، والأخذ بعين الاعتبار الصراعات الخطيرة وتصفية الحسابات الشخصية بين مسؤولين ومنتخبين بالفنيدق.