افتتحت أمس الأربعاء بالدار البيضاء، أشغال الدورة الأولى لليوم الوطني للصناعة، الذي ينظم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، بمبادرة من وزارة الصناعة والتجارة، والاتحاد العام لمقاولات المغرب.
وتميزت الجلسة الافتتاحية لهذه الدورة برسالة ملكية إلى المشاركين، تلاها وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور. وأبرز الملك في الرسالة أن المغرب أصبح اليوم وجهة عالمية لا غنى عنها بالنسبة لقطاعات متطورة.
وقال إن هذا التقدم تم تسجيله بفضل اعتماد الصناعة المغربية لمبدأ الانفتاح الاقتصادي العالمي واستنادها إلى استراتيجيات طموحة وواضحة، نابعة من رؤية مجالية شاملة.
وذكر الملك محمد السادس على سبيل المثال صناعة السيارات، التي تتبوأ فيها المملكة مركز الريادة على الصعيد القاري، وصناعات الطيران، حيث توفر منصة ذات جاذبية لإنتاج ما تتطلبه هذه الصناعات من معدات ومكونات وقطع غيار. وأكد الملك أنه بما تنعم به المملكة من استقرار سياسي وماكرو-اقتصادي، وخبرة صناعية، “تمكنت الصناعة المغربية، من أن تركز تموقعها على مهن وتخصصات على درجة عالية من التقنية، وتصبح محركا للنمو والإنتاج والتصدير”.
وقال وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور بأنه تم إحداث حوالي 94 ألف منصب شغل في قطاع الصناعة منذ بداية الولاية الحكومية، وقال خلال أشغال الدورة الأولى لليوم الوطني للصناعة إن قطاع الصناعة حدد كهدف إحداث 410 ألف منصب شغل، مشيرا إلى إحداث حوالي 94 ألف منصب شغل صاف في هذا القطاع منذ بداية الولاية الحكومية.
وشدد في هذا الصدد على أهمية “إدخال مهن جديدة، وتعزيز قدراتنا في مجال التكنولوجيا والبنيات التحتية التقنية والبحث والتطوير وتسريع إزالة الكربون من صناعتنا”.
وفي مجال التصدير، سجل مزور أن 86 في المائة من الصادرات المغربية من البضائع ذات القيمة هي منتجات مصنعة، مشيرا إلى أنه تم تحقيق مستويات قياسية في تصدير المركبات بأكثر من 110 مليار درهم ، و40 مليار درهم في النسيج ، وأكثر من 40 مليار درهم في الصناعة الغذائية، وأكثر من 20 مليار درهم في صناعة الطيران.
وبخصوص الرسالة التي وجهها الملك محمد السادس إلى المشاركين في الدورة الأولى لـ “اليوم الوطني للصناعة” ، قال مزور إن هذه الرسالة رسمت الطريق نحو أهداف جريئة وطموحة، مشيرا في هذا الصدد إلى أن جلالة الملك شدد على مفهوم السيادة، كهدف ووسيلة، فضلا عن أهمية خلق مناصب الشغل.
وفي هذا الصدد، أبرز الوزير دعوة الملك لتوفير تكوين ذي جودة للشباب، لتلبية الاحتياجات الجديدة، في إطار شراكة أقوى بين القطاعين العام والخاص.
من جهة أخرى، قال مزور إن هذا اليوم الوطني هو ثمرة فكرة مشتركة مع الاتحاد العام لمقاولات المغرب بهدف تحديد موعد للتمكن من تقييم الإنجازات والتخطيط للمستقبل.
وأكد رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، شكيب لعلج، أن القطاع الخاص معبأ بقوة للارتقاء بالصناعة الوطنية. وأبرز لعلج، في كلمة له انخراط القطاع الخاص في مواصلة توطيد الصناعة الوطنية وتسريع خلق فرص الشغل من خلال الاستثمار.
وأشار إلى أن هذه الدورة الافتتاحية تسعى إلى أن تكون منصة للحوار بين القطاعين العام والخاص، حول مواضيع تقع في صلب اهتمامات الفاعلين الصناعيين المغاربة، مسجلا أن الهدف من هذه التظاهرة يتمثل في وضع خارطة طريق واضحة وإجراءات ملموسة من أجل “تسريع الارتقاء بصناعتنا خلال السنوات القادمة وخلق فرص شغل مستدامة لشبابنا”.
وعلاوة على ذلك، أكد لعلج على ضرورة دعم الصناعة للأوراش الملكية الكبرى، لا سيما تطوير الطاقات المتجددة وتعميم الحماية الاجتماعية، داعيا الفاعلين الصناعيين إلى الاستفادة من ميثاق الاستثمار وتفعيل آليات صندوق محمد السادس للاستثمار.
من جهته، قال محمد بنشعبون، المدير العام لصندوق محمد السادس للاستثمار، إن تشجيع الاستثمار يحتاج عملا منسقا ومعقلنا من طرف السلطات العمومية.
وأشار بنشعبون، إلى أن عمل السلطات العمومية لتشجيع الاستثمار يجب أن يهتم بتقديم مختلف آليات الدعم والمواكبة بشكل مبسط للمستثمرين. حسب بنشعبون، فإن الصناعة ستكون ضمن القطاعات التي سيتدخل فيها الصندوق، حيث قال إن هذا القطاع بات يُمثل 17 في المائة من الناتج الداخلي الخام بعدما كانت قبل سنوات في حدود 14 في المائة.