شاهدت لقاء تلفزيونيا للاعب ريال مدريد المدافع الشهير الفذ ناتشو فرنانديز، لم أكن أعرف أن هذا اللاعب المشاكس الذي لا يمر منه مهاجم منافس إلا بشق الأنفس، هو مريض سكر من النوع الأول، أي أنه قد أصيب به منذ طفولته، وهذا الطفل لو كان قد ولد في مصر لكان مصيره العزلة، إلا القلة القليلة التي يستطيع الأهل الأذكياء إنقاذهم من هذا المصير. حكاية ناتشو فرنانديز لابد من حكايتها لأي طفل مريض بالسكر يريد ممارسة الرياضة، أقدم لكم ملخص ما قاله ناتشو فرنانديز: كان عمري حوالي 12 عاما وكنت في ريال مدريد لمدة عامين.
لقد كان حلما تحقق لصبي صغير أن يلعب بهذا القميص، «كنت على وشك الانطلاق ولعب بطولة مع ريال مدريد، لكني لم أشعر أنني على ما يرام، كانت لدي هذه الحاجة المستمرة إلى التبول، وكنت أشرب الكثير والكثير من الماء. كانت والدتي قلقة، قررت الاتصال بالمستشفى. لقد أجروا بعض الفحوصات وكانت مستويات السكر في دمي متجاوزة السقف».
تم تشخيصي بمرض السكري (النوع 1)، «أخبرني الطبيب، يوم الجمعة، أنه لا توجد طريقة لأستمر في لعب كرة القدم. تخيل أي طفل يبلغ من العمر 12 عاما يتم إخباره بذلك.
كان مروعا، عدت يوم الاثنين إلى المستشفى ورأيت طبيبا مختلفا، الدكتور راميريز، الذي سيصبح طبيب الغدد الصماء الذي أتعامل معه بشكل منتظم والذي أصبحت مغرما به كثيرا، كنت سعيدا جدا لأنه قال إن العكس هو الصحيح، قال إن الرياضة هي أهم شيء بالنسبة إلي وكان علي الاستمرار في اللعب والمنافسة، لم يكن صحيحا أن حالتي تعني أنني لا أستطيع أن أصبح رياضيا، وها أنا ما زلت أقاتل»، «بعد تسع سنوات، أعطى جوزي مورينيو ناتشو أول مباراة لي مع ريال مدريد»، «مرض السكري لا يعني أنه لا يمكنك عيش حياة طبيعية كطفل صغير، وممارسة الرياضة هي أهم شيء في مكافحته»، «يجب أن أعطي لنفسي الحقن كل يوم، ويجب أن أعتني بالطعام والشراب الذي يحتوي على نسبة عالية من السكر، لكن الرياضة بالنسبة إلى شخص مصاب بداء السكري أمر أساسي»، «ليس لدي قيود. أنا محظوظ بما يكفي لألعب كرة القدم على أعلى مستوى، وأحب ممارسة جميع أنواع الرياضة، لأنه من المهم جدا ممارسة الرياضة البدنية. أفعل القليل من كل شيء. عندما نكون في عطلة، أحب أن أتجول في الجبال، أمارس سباقات ثنائية وثلاثية… داء السكري لا يمنعني من فعل أي شيء»، «هناك أنواع طعام أحتاج إلى أن أكون أكثر حذرا بشأنها، لكنني آكل كل شيء. أنا محظوظ أنه تحت السيطرة وأتواصل بشكل جيد مع طبيبي. كما قلت، هذا يجعلك شخصا أكثر مسؤولية وأنت تعتني بنفسك أكثر بكثير. أعلم أنه سيكون موجودا لبقية حياتي – حسنا، ما لم يجدوا علاجا. إنه مثل وجود زميل في الفريق بجانبي».
خالد منتصر