محامي ترامب يتهمه بالغش والكذب والعنصرية
إعداد: سهيلة التاور
وصف مايكل كوهين، المحامي السابق للرئيس الأمريكي، هذا الاخير بأقذع الأوصاف التي من الممكن أن تنسب إلى شخص في مركز سياسي حساس مثل رئاسة دولة عظمى. وصرح كوهين بأن دونالد ترامب «عنصري» و«محتال» و«غشاش» أمام الكونغرس، كما أنه قدم وثائق تدعم تصريحاته. وامتثل المحامي السابق لترامب أمام لجنة تابعة لمجلس الشيوخ في جلسة مغلقة، هي الأولى من بين ثلاث جلسات مقررة في الكونغرس هذا الأسبوع، واحدة منها فقط علنية، هي أمام لجنة الإشراف في مجلس النواب، يوم الأربعاء 27 من الشهر الماضي، وجلسة أخرى مغلقة أمام لجنة الاستخبارات في مجلس النواب يوم الخميس 28 من الشهر نفسه.
وكان كوهين أعلن، في وقت سابق، أن ترامب أمره بدفع 130 ألف دولار لممثلة أفلام إباحية اشتهرت باسم ستورمي دانيالز للسكوت عن علاقة بينها والرئيس، وذلك انتهاكا لقوانين تمويل الحملات الانتخابية. فضلا عن أن ترامب طلب منه الكذب في هذا الأمر على السيدة الأولى ميلانيا ترامب. وكان قد صرح لآني ديفيس، محامي كوهين، بأن موكله سيكشف عن تفاصيل «شخصية وتجارب مباشرة» لحوادث وسلوكيات قام بها ترامب سيجدها الكثيرون صادمة. ومن المؤكد أن تتسبب هذه الجلسات في متاعب جديدة لترامب، سيما مع وصول تحقيق المدعي العام روبرت مولر، حول العلاقة بين حملة ترامب الرئاسية وروسيا، إلى مراحله الأخيرة.
مسودة المحامي
قبل الجلسات، كتب كوهين مسودته التي سيدلي بها أمام الكونغرس بما في ذلك الجلسات العلنية والسرية. فقد نُشرت وأظهرت مسودة الشهادة بأنه سيقول إن ترامب كان يدير المفاوضات لمشروع عقاري في موسكو، أثناء حملة الدعاية في انتخابات الرئاسة، وذلك رغم إعلانه على الملأ أنّه لا مصالح له في روسيا في مجال الأعمال. وسيصف كوهين ترامب في شهادته، بأنه «عنصري» و«محتال» و«غشاش» وقال إنّه سيقدم وثائق تدعم أقواله.
كما ذكر مصدر إعلامي لم يُكشف عنه، بأن كوهين مستعد للكشف عن «الأكاذيب والعنصرية والخداع»، وكذلك «أدلة على السلوك الجنائي منذ أصبح ترامب رئيساً»، إلا أنّه لم يكشف للصحيفة عن تفاصيل.
ترامب يستعين بـ«تويتر»
دون تردد، وكما جرت العادة، اتجه دونالد ترامب إلى موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» ليهاجم محاميه السابق، الذي اتهمه بـ«الكذب» من أجل تقليل مدة سجنه. ومن فيتنام حيث ذهب لعقد قمة مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، صرح في تغريدة: «كان مايكل كوهين أحد المحامين العديدين الذين مثلوني (للأسف) »، مشيرا إلى أنه كان لديه عملاء آخرون أيضا، تم شطب اسمه فقط من قبل المحكمة العليا للدولة بسبب الكذب والاحتيال. وأضاف أن كوهين قام بأعمال سيئة لا علاقة لها بترامب، مشددا على أنه يكذب من أجل تقليل وقت سجنه وأنه «يستخدم محامياً محتالا!».
ومن هانوي، عاصمة فيتنام التي استضافت القمة بين الرئيس الأمريكي والرئيس الكوري، شككت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، أيضا، في مصداقية كوهين، وقالت إن «المجرم المخزي مايكل كوهين سيذهب إلى السجن بسبب كذبه على الكونغرس وتقديمه إفادات كاذبة. وللأسف، فإنّه سيمثل أمام الكونغرس هذا الأسبوع ونتوقع المزيد من ذلك»، وأضافت «من المضحك أن يصدق أحد الكاذب المدان كوهين».
يذكر أنه، في العام الماضي، أقر كوهين بذنبه بتهم لا علاقة لها بروسيا. وفي دجنبر، حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات، بتهمة التهرب الضريبي ومخالفة قانون الانتخابات، وسيودع السجن في 6 ماي المقبل.
تصريحات معلنة
صرح مايكل كوهين بأن ترامب «عنصري» و«محتال» و«غشاش»، وكان على علم مسبق بتسريب موقع «ويكيليكس» لرسائل بريد إلكتروني تهدف إلى الإضرار بمنافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون في انتخابات الرئاسة عام 2016.
وأضاف كوهين، الذي كان يتولى يوما تنفيذ أعمال سرية لحساب ترامب، أن الرئيس الأمريكي كان يدير مفاوضات بشأن مشروع عقاري في موسكو أثناء السباق إلى البيت الأبيض، رغم إعلان ترامب أنه لا مصالح تجارية له في روسيا.
وأضاف المحامي، أمام لجنة بمجلس النواب: «أشعر بالخجل لأني أعرف ماهية السيد ترامب. إنه عنصري ومحتال وغشاش».
وتابع: «ترشح دونالد ترامب للرئاسة ليجعل علامته التجارية عظيمة وليس لجعل بلدنا عظيما. لم تكن لديه أي رغبة أو نية في قيادة هذا البلد، وإنما كان يريد فقط الترويج لنفسه وبناء ثروته وقوته».
وذكر كوهين، الذي قال إنه سيقدم وثائق تدعم تأكيداته، أن ترامب أمره بدفع 130 ألف دولار لممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيلز مقابل السكوت عن علاقة بينها والرئيس، وذلك في انتهاك لقوانين تمويل الحملات الانتخابية. وقال أيضا إن ترامب طلب منه الكذب بشأن ذلك على السيدة الأولى ميلانيا ترامب.
وأوضح أنه «كان في مكتب ترامب في يوليوز 2016 عندما علم أنه سيكون هناك كشف لرسائل إلكترونية من قبل موقع ويكيليكس، في غضون يومين، من شأنها الإضرار بحملة كلينتون».
ورغم ذلك، قال كوهين إنه لا يملك دليلا مباشرا على تواطؤ ترامب أو حملته مع روسيا، لكنه كشف أنه سيقدم رسائل كتبها بأمر من ترامب يهدد فيها مدرسته الثانوية والكليات التي ارتادها، كي لا تكشف عن درجاته.
مشروع ترامب العقاري في موسكو
صرح كوهين، في شهادته العلنية أمام لجنة الرقابة بمجلس النواب، يوم الأربعاء 27 فبراير، بأن ترامب كان يعلم ويدير خططا لإنشاء «برج ترامب موسكو»، بينما كان قد صرح علنا بأنه ليس لديه تعاملات في روسيا وتسريب رسائل للمرشحة المنافسة هيلاري كلينتون. وأضاف كذلك: «في الوقت نفسه كنت أتفاوض بنشاط في روسيا من أجل ترامب»، «كان ينظر في عيني ويقول لي لا يوجد عمل في روسيا ثم يخرج ويكذب على الشعب الأمريكي ويقول نفس الشيء. وفي طريقه للبيت الأبيض، كان يطلب مني أن أكذب». وتابع المحامي السابق «لقد أرادني أن أكذب».
ورغم ذلك، فقد تمت إدانة كوهين بالكذب على الكونغرس، عندما أدلى بشهادته سنة 2017، والتي تحدث خلالها عن أن محاولات الرئيس ترامب لبناء ناطحة سحاب ترامب في موسكو توقفت بحلول يناير 2016. واعترف حينها بالمفاوضات التي استمرت حتى يونيو 2016، في خضم الحملة الانتخابية، على الرغم من أن المشروع العقاري لم يستمر في نهاية الأمر.
واعتذر كوهين، يوم الأربعاء 27 فبراير، عن تصريحاته الكاذبة السابقة أمام الكونغرس، والتي زعم أن محامين تابعين لترامب هم من «راجعوها وحرروها».
تسريب الرسائل الإلكترونية
أعلن كوهين أنه كان في مكتب ترامب في يوليوز 2016، عندما اتصل روجر ستون، وهو مستشار سياسي مخضرم، بالمرشح الجمهوري للرئاسة آنذاك دونالد ترامب.
وأضاف الشاهد كوهين أن ستون اتصل بترامب ليخبره أنه تحدث إلى مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج، الذي أخبره أنه سيكون هناك مكب نفايات ضخم من رسائل البريد الإلكتروني خلال يومين، من شأنه إحراج حملة هيلاري كلينتون الانتخابية سياسيا. وقال كوهين إن ترامب أعرب عن سعادته، ورد على الهاتف «ألن يكون ذلك عظيما؟».
وكان ترامب نفى، في وقت سابق، أن يكون علم بشكل مسبق بالرسائل البريدية المسربة عن الحزب الديمقراطي التي نشرها موقع ويكيليكس خلال الانتخابات.
وتسببت الرسائل، التي تتهم السلطات الأمريكية المخابرات الروسية بأنها وراء سرقتها ونشرها، في حدوث شرخ مدمر داخل الحزب الديمقراطي، خاصة بعد فضح اختيار مسؤولي الحزب دعم هيلاري كلينتون ضد منافسها بيرني ساندرز للفوز بترشيح الحزب. كما يواجه ستون حاليا اتهامات بالكذب على الكونغرس حول اتصالاته مع ويكيليكس وشهادة الزور.
العنصرية
في تصريحاته، أعلن كوهين للمشرعين بأن ترامب عنصري، وأضاف: «سألني ذات مرة ماذا أقول عن بلد (يقصد أمريكا) يحكمها رجل أسود (يقصد باراك أوباما)، وقال (أليس هذا أمرا مقززا؟)». وكان هذا عندما كان باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة. وتابع: «بينما كنا نسير مرة في حي شيكاغو الذي يعاني بشدة، علق بأن السود فقط هم الذين يستطيعون العيش بهذه الطريقة»… «وقد أخبرني أن السود لن يصوتوا له أبدا لأنهم كانوا أغبياء للغاية. ومع ذلك استمررت في العمل معه».