شوف تشوف

الرئيسية

ماريا.. شقيقة الطيب الصديقي التي تعرفت على الزوغي في كواليس المسرح

اشتغل حميد الزوغي مبكرا في قطاع السكك الحديدية، وأصبح يملك بطاقة سفر مجانية مكنته من ممارسة هواية الرحلات وحب الاستطلاع. ركب الشاب العشريني القطار متوجها إلى العاصمة السويدية استوكهولم مستغلا إجازته الصيفية، حيث كان يسكنه حب التمثيل ويرقد في وجدانه المخرج السويدي بيركمان، ولم يغادر المقصورة إلا نحو الأكاديمية الفنية التي كان مخرجه المفضل يدرس بها.
بعد العودة من السويد، وجد الزوغي نفسه خارج السكة الحديدية، فقرر العودة إلى باريس تلبية لحلم السينما الذي يسكنه، لكن الالتحاق بالمعهد الباريسي مشروط بالتوفر على منحة من المركز السينمائي المغربي، وهو ما عجز عنه الزوغي فعاد أدراجه إلى الحي المحمدي وهو يمني النفس برحلة أخرى.
طرق حميد باب مسرح الطيب الصديقي، الذي كان يعرفه منذ أن كان طالبا، وكشف عن رغبته أمام الطيب حين قال له «أريد أن أصبح مخرجا مثلك». حينها فوجئ الصديقي بالملتمس؛ «سخر مني وقال: هكذا؟ من الوهلة الأولى؟ فأمدني بمكنسة لأقوم بتنقية الشوائب من المسرح.. وبقيت مداوما على ذلك شهرا كاملا، إذ كان غرض الصديقي أن أتعرف على المهن المسرحية والاستئناس بها. وبعد مرحلة «التشطاب» وتعرفي على المهن المرتبطة بالمسرح، منحني الصديقي في المشهد الأول دور «كومبارس» أدخل من باب إلى باب آخر في مسرحية «محجوبة». وبعد ذلك، أسند إلي العديد من الأدوار المهمة، من بينها دور مولاي ادريس في إحدى الملاحم، قبل أن تأتي تجربة «الحراز»، التي مهدت لظهور مجموعة «ناس الغيوان»».
لم تكن علاقة الزوغي بالصديقي جيدة، فقد كانت كالبحر فيها مد وجزر، سيما في ظل وجود شاب انتفخت أوداج طموحاته فجأة فكشف عنها أمام الطيب، بل وصل الأمر بينهما إلى حد الاصطدام والتلاسن خلال التمارين بسبب خروج بسيط عن النص. وكان الزوغي حينها طالبا في مستوى الباكلوريا، «عدت في اليوم الموالي لتصحيح العلاقة حتى لا أواجه مشاكل معه، لأنه أستاذي وسيكون ضمن لجنة الامتحانات، وقد يساهم ذلك في رسوبي»، يقول حميد.
زال التوتر من علاقة الرجلين بعدما دخلت ماريا على الخط، فهي شقيقة الطيب الصديقي التي سقطت في حب الزوغي، الذي لطالما تلاسن مع أخيها على مرأى من الجميع. كانت الفتاة مشبعة بروح «الصويريات»، فقد عاشت أسرتها في «موكادور» حيث تعايشت مع كل الأديان السماوية، في زمن كان اليهود والنصارى يستوطنون الصويرة، قبل أن تقرر الأسرة الانتقال إلى الدار البيضاء.
طلب حميد يد ماريا من شقيقها الطيب، معلنا الانتماء إلى عائلة الصديقي. حينها أصبحت آصرة الدم حاضرة في علاقة الرجلين، سيما أن اللقاء جاء بعد علاقة حب انطلقت من كواليس المسرح البلدي، وخلال فترات التمرين، حيث إن ماريا كانت مكلفة بالملابس قبل أن تصبح عنصرا أساسيا في الفرقة. لكن الزواج كان يتطلب موافقة السعيد الصديقي، شقيق ماريا، الشيء الذي تطلب إقناعا ميدانيا.
رافقت ماريا زوجها في رحلته الجديدة مع «ناس الغيوان» وكمؤسس لـ«جيل جيلالة»، وكانت تحضر جميع السهرات التي تنظم داخل وخارج المغرب باعتبارها منتجة، بل إنها لعبت دورا كبيرا في تذويب جليد الخلاف كلما ذب إلى المجموعة الغنائية، كما كانت وراء استقطاب بعض العازفين حتى أصبحت عنصرا لا محيد عنه في «جيل جيلالة» بالخصوص. ورافقت ماريا زوجها في بعض البرامج التي كان يعدها، خاصة الأعمال التلفزيونية والسينمائية.
يحكي الفنان الكوميدي محمد ظهرا عن نشأة ثنائي «الصداقة» رفقة زميله عبد الخالق فهيد، فيقول: «قبل المشاركة في أول عمل تلفزيوني بفقرة فكاهية في برنامج «الوقت الثالث» الذي كان يسجل في محطة عين الشق، وقفنا أمام اللجنة التي قبلتنا، وكانت تضم كلا من الممثل عبد الرحيم المحجوبي وجميلة الوافي والثنائي عاجل وفلان. وكان علينا أن نمر أمام لجنة أخرى يترأسها الفنان حميد الزوغي وزوجته ماريا، أخت الفنان الطيب الصديقي. وأتذكر أنهما تعاملا معنا بحس فني كبير، وقيل لنا إننا سنمثل أمام الكاتب العام للعمالة، الحاج فوقار، المسؤول الآن عن مسجد الحسن الثاني».
كبرت الأسرة الفنية، وتولدت عنها أسر أخرى، فبعد أن تزوج الزوغي بماريا الصديقي، ارتبط مامون صلاح، ابن شقيقة الطيب، بأميرة فتوسعت شجرة العائلة لتتفرع عنها أغصان فنية أخرى جعلت أغلب أفراد العائلة الموسعة تستنشق في جلساتها هواء الفن، من المسرح إلى الطرب إلى التشكيل، مرورا بباقي الأجناس الفنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى