لنُشاهد «إنديانا جونز»
يونس جنوحي
تصوير الجزء الجديد من «إنديانا جونز» في مدينة فاس، جعل المغرب يصبح الوجهة المفضلة لدى متابعي هذا العمل السينمائي الضخم، حول العالم.
الجزء الماضي حقق إيرادات حول العالم تجاوزت 791 مليون دولار، وهو ما يعني أن الأمر يتعلق بأحد أكبر الإنتاجات حول العالم، وليس مجرد تصوير فيلم عادي وتنتهي القصة.
بعض المشاهد التي تصور الآن في فاس، تتضمن لقطات لمرور سيارات من طراز الخمسينيات ومشاة بلباس مغربي تقليدي، وهو ما سيجعل المشاهدين حول العالم يتعرفون بسرعة على بلد التصوير.
عندما ضمنت إحدى مغنيات «البوب» الشهيرات، المغرب، في بضع ثوان ضمن أغنية لها، تعرف الملايين حول العالم على المغرب، وعندما أنجبت قررت أن تُسمي مولودها «موروكو» تيمنا بالمغرب. وهكذا أصبحت «ماريا كاري» سفيرة فوق العادة للمغرب حول العالم، وجعلت مئات الآلاف من السياح الفضوليين يقررون زيارة المغرب، تيمنا بمغنيتهم المفضلة التي اختفت أخيرا عن الأضواء.
تصوير «إنديانا جونز» حاليا في مدينة فاس، استأثر باهتمام الصحافة حول العالم، نظرا لأن التصوير يُستأنف لأول مرة منذ بداية وباء كورونا، ويتساءل الصحافيون المهتمون بهذا العمل السينمائي الضخم، عن سر اختيار المغرب لتصوير الجزء الجديد، وما إن تم تعديل السيناريو ليناسب أجواء التصوير في المغرب، أم أن الاختيار وقع على فاس قبل أن تبدأ جائحة «كوفيد – 19».
وفي كل الحالات، يبدو أن المستفيد الأكبر هم «كومبارس» مدينة فاس، الذين يلعبون دور المشاة والجالسين في المقاهي. فكم من ممثل تحول إلى أسطورة في السينما، بدأ أول عمل له مجرد وجه في المقهى أو الباص، لتأثيث مشهد ما.
وفي الوقت الذي تمضي فيه عملية التصوير في فاس بدون مشاكل، حسب ما تناقلته مواقع هوليوود، فإن عمليات تصوير أخرى في أرجاء من العالم توقفت، بسبب صعوبة مواصلة التصوير جراء إصابة أفراد الطاقم بالوباء، أو إغلاق الأجواء أمام بعض الممثلين وأفراد الطاقم التقني للالتحاق بفريق التصوير، أثناء تنقلاته للتصوير في أماكن أخرى، مثل البرازيل ودول أوروبا الشرقية.
وهذا المعطى لوحده كفيل بحشد دعاية مجانية للمغرب، باعتباره وجهة آمنة لمواصلة تصوير الأعمال السينمائية بدون مشاكل. إذ يكفي التزام إدارة التصوير بإجراء فحوصات سريعة ضد كورونا كل صباح، لكي يواصل الطاقم الاشتغال بدون أي مشاكل مع السلطات. وهو ما أشار إليه مخرج ومنتج تصوير «إنديانا جونز»، الذي يصرف يوميا إمكانيات كبيرة لإجراء الفحوصات لكل أفراد الطاقم، الذين يتجاوز عددهم المائتي شخص.
بينما تعرض التصوير بالنسبة لأعمال أخرى في أوروبا للتوقف، بسبب خرق تدابير الاحترازات الصحية، أو بسبب قرارات الحكومات إغلاق بعض المناطق، تحسبا لموجة جديدة من الوباء.
تضرر السينما من وباء كورونا، بدا واضحا وملموسا أثناء عرض حصيلة الأعمال التي تم تصويرها خلال السنة الجارية، والتي انخفضت بشكل كبير. هذا دون احتساب الأعمال التي توقفت بسبب عجز وحدات الإنتاج عن تأمين بقية مبالغ تكاليف الإنتاج، نتيجة فوائد تأخر بيع الأفلام، التي أصبحوا مدينين بها للأبناك.
تصوير «إنديانا جونز» سوف يجر آلاف السياح حول العالم لزيارة مدينة فاس، وكلهم أمل في أن يعيشوا الأجواء نفسها التي عاشها أبطال العمل السينمائي، الذي ينتظر الملايين حول العالم تحديد موعد عرضه. وطبعا، سوف يصاب هؤلاء السياح بخيبة أمل كبيرة، عندما يجدون أن بعض المشاهد التي تسربت من الكواليس، كانت مجرد مؤثرات وديكورات أبدعها المخرج. إذ بالنسبة لبعض مواطني أمريكا وأوروبا، فإن المغرب لا يزال دولة تعيش في القرن التاسع عشر. ورغم أننا في عصر الإنترنت، حيث يسهل التحقق من كل شيء تقريبا، ما زال البعض في ألمانيا والولايات المتحدة وبريطانيا، يعتقدون أنهم سوف يجدون الجِمال والحمير وباعة الماء، أمام بوابة مطار محمد الخامس.