محمد سليماني
أخذت قضية “عصابة الكنوز” الموجودة رهن الاعتقال بالسجن المحلي بورزازات منعطفا جديدا، بعدما قرر أعضاء الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بورزازات، إحضار الضحية سعاد من المستشفى إلى المحكمة، للإدلاء بأقوالها في قضية استغلالها من قبل أفراد “الشبكة”.
واستنادا إلى المعطيات، فإن هيئة المحكمة قررت إحضار الضحية سعاد إلى جلسة يوم غد الخميس، كما تم توجيه استدعاءات إلى بقية المصرحين التسعة في هذه القضية، من بينهم ستة إخوة للضحية، للإدلاء بشهاداتهم أمام أعضاء الهيئة القضائية.
ورفضت المحكمة تمتيع أفراد الشبكة التسعة المعتقلين بالسراح المؤقت، رغم تقدم دفاع المعتقلين بملتمسات لتمتيع موكليهم بالسراح المؤقت مقابل ضمانات مالية، غير أن المحكمة من جديد رفضت التجاوب معها تماشيا مع حكمها الصادر يوم 26 أكتوبر الماضي، والقاضي بتأييد قرار قاضي التحقيق المتعلق بمتابعة أفراد العصابة في حالة اعتقال، ورفض تمتيعهم بالسراح المؤقت مقابل كفالات مالية تقدر بـ300 ألف درهم.
وشرعت غرفة الجنايات الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بورزازات منذ يوم 27 أبريل الماضي في فتح ملف محاكمة “عصابة الكنوز” بزاكورة، والتي يتزعمها رئيس قسم بعمالة المدينة، ورئيس جماعة ترابية وأحد كبار رجال الأعمال المعروف بالمنطقة. ويأتي استئناف محاكمة العصابة المكونة من تسعة أشخاص، بعدما أنهى قاضي التحقيق لدى المحكمة ذاتها فصول عمليات التحقيق والبحث والتحري التي انطلقت منذ شهر أكتوبر من السنة المنصرمة، بعدما فتح القضاء وعناصر الشرطة القضائية ملفات اختفاء أطفال كثر بضواحي إقليم زاكورة.
واستنادا إلى المعطيات، فإن المحكمة تتابع تسعة معتقلين متهمين، من بينهم رئيس قسم بعمالة زاكورة، ورئيس جماعة ترابية بالإقليم وأحد المقاولين الكبار بالمنطقة، إضافة إلى فقيه، وأشخاص آخرين بتهم ثقيلة تتعلق بتكوين عصابة إجرامية، والاتجار في البشر في حق امرأة وفي حق قاصر يقل عمره عن 18 سنة، وهدم مبنى مملوك للغير. فيما تتابع المحكمة ثلاثة معتقلين بالتهم نفسها، بالإضافة إلى تهمة الاغتصاب.
وبحسب المعلومات، فإن تفاصيل هذا الملف تعود إلى سنة 2017، غير أن القضية ظلت في الرفوف لعدم وجود أي أدلة تورط المتهمين، إلى حدود سنة 2019، عندما عثر على جثة الطفلة (نعيمة. ر) في منطقة خالية بإحدى جماعات زاكورة، بعدما اختفت عن الأنظار، حيث حلت عناصر الفرقة الوطنية للدرك الملكي بعين المكان بطلب من الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بورزازات، للبحث في قضية الطفلة نعيمة. كما طلب الوكيل العام من عناصر الفرقة ذاتها وهو بعين المكان مواصلة البحث في قضية تعود إلى سنة 2017، وتتعلق بشكاية تقدمت بها سيدة تدعى سعاد من منطقة “أسكجور” نواحي زاكورة تتهم فيها أشخاصا، بينهم مسؤول بعمالة زاكورة، ومقاول وفقيه باستغلالها في أعمال البحث عن الكنوز والشعوذة. الأمر الذي أدى إلى اكتشاف خيوط كثيرة تُوَرِّطُ المتهمين، ليتم اعتقالهم بعدما أحيل البحث على الوكيل العام للملك.
واستنادا إلى المعلومات، فإن هذه السيدة اتهمت فقيها موقوفا ضمن هذه الشبكة الموجودة بالسجن على ذمة التحقيق، باستغلالها في الشعوذة واستخراج الكنوز، بعدما كان يقوم بعلاجها من مرض الصرع، حيث تزوجها بعد ذلك، كما اتهمته بأنه قام بهدم مسكن والديها، واعتدى على ابنها القاصر.