شوف تشوف

الرئيسيةرياضة

قصة وفاة مدرب الوداد بأزمة قلبية وإصرار اللاعبين على وضع كأس العرش فوق قبره

أبو بكر اجضاهيم (رئيس الوداد الرياضي سابقا)

 

 

كيف علمت بوفاة الحسن الجندي، رئيس الوداد؟

توصلت بمكالمة هاتفية من إسماعيل الخطابي على الساعة الخامسة صباحا، قال لي إن الجندي بين الحياة والموت، فانتقلت على الفور إلى المستشفى لأكتشف أن الروح انتقلت إلى الباري عز وجل، بسكتة قلبية بعد ساعات من نهاية المباراة، علما أن معالم الاختناق ابتدأت أثناء تجاوز المباراة لحاجز الوقت القانوني والأشواط الإضافية. شيعنا الجثمان في مقبرة الشهداء في موكب حضره جمهور غفير من محبي الوداد. عرف عن الجندي حبه القاتل للوداد، وكان من تجار مدينة الدار البيضاء في مجال النسيج، وهو شقيق المدير العام للجمارك في تلك الحقبة الزمنية. بعد أن رحل الرئيس إلى دار البقاء عقد المكتب المسير للوداد جمعا استثنائيا، انتخب على إثره أحمد حريزي رئيسا للفريق، وهو الذي كان يشغل منصب نائب الرئيس في عهد الفقيد، فقاد مركب الوداد من سنة 1967 إلى 1971، ليسلم المشعل إلى عبد الرزاق لحلو الذي كان مقربا من الملك الحسن الثاني.

عاشت أسرة الوداد مأساة حقيقية إثر وفاة المدرب عبد الحق القدميري بسكتة قلبية..

بعد رحيل الرئيس الجندي سيفقد الوداد مدربه القدميري إثر أزمة قلبية أثناء عودة الفريق من أكادير بعد أن واجه نظيره الحسنية المحلي وعدنا بانتصار. مباشرة بعد انتهاء المباراة قرر عبد الحق العودة فورا إلى الدار البيضاء، استغل اللاعبون طول المسافة الرابطة بين العاصمة الاقتصادية وعاصمة سوس للخلود إلى الراحة والانخراط في نوم عميق، وهو في جلباب. كانت الحافلة التي تقل الفريق، وهي تابعة لشركة «بيلمان الجنوب»، تطوي الكيلومترات وسط حالة صمت. شعر مدرب الوداد، عبد الحق القدميري، باختناق شديد لكنه حاول التكتم وتدبير الأزمة إلى حين وصول وفد الفريق إلى الدار البيضاء.

ألم يشعر اللاعبون بأزمة مدربهم الصحية وتركوه يتحمل الآلام لأزيد من عشر ساعات؟

كان يتكتم عن آلامه رغم أنه كان محاطا باللاعبين، وخاصة اللاعب الباكيلي، وحين اقتربت الحافلة من الدار البيضاء، كان القدميري يعاتب بعض اللاعبين الذين لم يتركوه ينعم بالنوم في محاولة منهم للتخفيف من حدة ألم يعتصره. في تلك الرحلة كان قاسم قاسمي هو المدير التقني للوداد وكان القدميري يشاركه الرأي بل كانا معا يضعان التشكيلة بتوافق تام.

كيف توصلت بخبر وفاته؟

قيل لي إن الفريق وصل في ساعة مبكرة من صباح اليوم الموالي إلى الدار البيضاء، وحين توقفت الحافلة، التي كانت تقل على متنها لاعبي ومؤطري وإداريي الوداد البيضاوي، بشارع محمد الخامس غير بعيد عن مطبعة «لوبتي ماروكان»، التي تحولت إلى مقر لجريدة «لوماتان»، علمت أن القدميري نزل بصعوبة من الحافلة وهو يستند إلى جسد اللاعب الباكيلي، ورفض التوجه رفقة بقية العناصر صوب مقر الوداد الذي كان يتواجد بالمكان الحالي لفندق «شيراتون»، من أجل تناول وجبة الفطور. اعتذر وامتطى سيارة أحد اللاعبين وتوجه على الفور إلى منزله. بعد ساعات قليلة، وصل خبر نقله على الفور إلى المستشفى، حيث كان الرئيس لحريزي يتابع وضعه الصحي. لم يصدق أحد أن القدميري، الذي كان يصيح في كرسي البدلاء قبل ساعات فقط، أصبح في عداد الموتى.

من ناب عنه في الإدارة التقنية للوداد؟

كما أشرت سابقا، كان قاسم قاسمي مديرا تقنيا، وحين توفي عبد الحق انتدب الرئيس الحريزي مدربا يعرف الوداد وهو اللاعب السابق كبور، لكن جو الحزن استمر فلا أحد صدق الخبر. أنا عايشت الوداد في فترة زمنية طويلة، ولم يخطر ببالي أبدا أن يموت القدميري بطريقة مفاجئة وهو الذي كان يعيش حياة طبيعية، وكان كله حماس ورغبة في قيادة الوداد نحو الألقاب. إنه من طينة المدربين المربين، كان مثاليا في تعاملاته، مشبعا بالروح الاحترافية التي عاشها خلال فترة تواجده في فرنسا لاعبا في ريد سطار وأنجي، وكان حريصا على أن تكون الأخلاق الحميدة ميزة أساسية للاعبين ولكل مكونات الفريق، وكان صديقا للأمير مولاي عبد الله. قبل كل مباراة كان اللاعبون يصرون على إهداء الانتصار للقدميري، لقد أقسم لاعبو الوداد على ترجمة حلم مدربهم إلى حقيقة وفازوا بكأس العرش سنة 1970 على حساب النهضة السطاتية.

قبل إجراء المباراة النهائية أمام نهضة سطات، رفض رئيس الوداد خوض إياب نصف نهائي كأس العرش في فاس؟

تعادلنا في الدار البيضاء أمام المغرب الفاسي، وكان علينا أن نخوض مباراة الإياب في فاس وتحديدا في ملعب الحسن الثاني، لكنه كان يخضع للإصلاح، ففكر مسؤولو المغرب الفاسي بنقل المباراة إلى ملعب مترب اسمه ملعب المرينيين، وكان في وضعية سيئة، لهذا قام رئيس الوداد، لحريزي، بالتقاط صور للملعب واعترض على إجراء المباراة على أرضيته، فنقلت إلى مكناس وانتصر الوداد بهدف.

هل صحيح أن لاعبي الوداد حملوا كأس العرش إلى المقبرة ووضعوه على قبر مدربهم الراحل؟

في شهر ماي، فاز الوداد بلقب كأس العرش تحت إشراف المرحوم كبور، ورفع اللاعبون الكأس وهم يرددون اسم الفقيد، بل إنهم أصروا، في اليوم الموالي، على التوجه إلى مقبرة «الشهداء» بالدار البيضاء وهم يحملون كأس العرش ليضعوه على قبر الفقيد في مشهد مؤثر.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى