شهدت أشغال انتخاب مكتب الجمعية الخيرية الإسلامية المكلفة بتسيير بستان العجزة، التي انعقدت، أول أمس الخميس، بمقر المركز الاجتماعي المذكور، سجالات حادة بين أعضاء المكتب السابق، وعدد من المنخرطين والجمعويين والمحسنين، وبعض من أفراد الجالية المغربية المقيمين بالخارج، وسط إنزال لافت لعدد من أعضاء المجلس البلدي لسيدي سليمان (المنتمين للمعارضة)، حيث كشف رئيس الجمعية المستقيل (دكتور صيدلي)، عن معطيات تؤكد حجم الأزمة المالية التي ظل يتخبط فيها مكتب الجمعية، على الرغم من الدعم المالي السنوي المتوصل به، كهبة ملكية سنوية بلغت قيمتها 15 مليون سنتيم، إضافة إلى منحة التعاون الوطني البالغ قيمتها 26 مليون سنتيم، ودعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية البالغ قيمته قرابة 10 ملايين سنتيم، ناهيك عن مساهمات بعض الجماعات الترابية وتبرعات المحسنين والمنخرطين، دون أن تتمكن الجمعية الخيرية الإسلامية من أداء مستحقات مؤسسة الضمان الاجتماعي، وأداء مستحقات المكتب الوطني للكهرباء، وغيرها من الالتزامات المالية التي في ذمة الجمعية المشرفة تجاه بعض الممونين.
وكشف مصدر «الأخبار»، أن عملية انتخاب رئيس جديد لمكتب الجمعية الخيرية الإسلامية المشرفة على تدبير شؤون المركز الاجتماعي بستان العجزة، الموجود بحي الليمونة، والتي حضر أشغالها ممثل السلطة المحلية (خليفة قائد الملحقة الإدارية الثانية)، رفقة عون سلطة، تمت في أجواء مشحونة، بعد إقصاء عدد من المحسنين والجمعويين وأفراد من الجالية المغربية المقيمين بديار المهجر، من المشاركة في عملية التصويت، بعلة عدم التوفر على بطاقة الانخراط، قبل انتخاب إدريس وصيف (بائع الفواكه بالتقسيط)، رئيسا للجمعية الخيرية الإسلامية، مع تسجيل عدم التزام الحاضرين إلى أشغال الجمع العام الاستثنائي، بإجراء التصويت على التقريرين الأدبي والمالي المقدمين من طرف المكتب السابق، في وقت تم تفويض الرئيس الجديد، مهمة اختيار تشكيلة المكتب المسير الجديد، الذي يواجه تحديات صعبة، سواء في الشق المتعلق بالاستمرار في أداء أجور المستخدمين بشكل منتظم، حيث لم يتوصل لحدود اللحظة مستخدمو المركب الاجتماعي بالأجرة الشهرية لشهر يوليوز الماضي، أو أداء مستحقات مؤسسة الضمان الاجتماعي والممونين، وحسن تدبير تبرعات المحسنين التي يتوصل بها مكتب الجمعية الخيرية الإسلامية.
جدير بالذكر أن السلطات المحلية والإقليمية، كانت قد أشرفت في وقت سابق على عملية فك الارتباط بين المركز الاجتماعي لبستان العجزة، والمركب الاجتماعي لدار الطالب والطالبة، بعدما جرى الاتفاق على إحداث جمعيتين (بدل جمعية واحدة)، يعهد للأولى بتدبير شؤون دار العجزة، في حين تتكلف الجمعية الثانية بتسيير المركزين الاجتماعيين (دار الطالب/ دار الطالبة)، في وقت التزمت الجهات المعنية الصمت إزاء المشكل الرئيسي، المتعلق بسبل توفير السيولة المالية اللازمة لأداء مستحقات العاملين بالمراكز الاجتماعية المذكورة، ناهيك عن الغموض الذي ما زال يطبع أسباب صمت الجهات الوصية، بخصوص تسوية الوضعية القانونية للعقار المحاذي لدار الطالبة، الموجود وسط المدينة، والذي تعود ملكيته إلى الجمعية الخيرية الإسلامية، وسط تجدد مطالب بضرورة افتحاص مالية الجمعية الخيرية الإسلامية عن الفترات السابقة.