شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرملف الأسبوع

فخر المغرب مغاربة بالمهجر غيروا نظرة الأجانب للمهاجرين

مواقف بطولية حجزت لمغتربين مساحة في قلوب الغربيين

يجمع علماء الاجتماع وخبراء الهجرة على أن صورة المغربي لدى الرأي العام الغربي تتشكل من خلال الإعلام، ما يساهم في ترسيخ صورة نمطية عن المغرب، غالبا ما تكون بعيدة عن الحقيقة.

هذه الصورة النمطية تربط في كثير من الأحيان الهجرة بالجريمة والفشل الدراسي، مما يؤثر سلبا على الأجيال الجديدة، ويخدش صورة المملكة في الخارج، بالرغم من وجود نماذج ناجحة لرياضيين وأطباء وفاعلين جمعويين مغاربة، مع الإشارة إلى أن صورة النساء أفضل من صورة الرجال، وذلك راجع إلى تطور الوضعية الاجتماعية للمرأة المغربية المهاجرة، من ربة منزل إلى نماذج ناجحة في الوسط الاجتماعي.

التاريخ يسجل وقوف المغاربة مع حلفاء أوروبا في الحرب العالمية الثانية، حيث قدموا ببطولاتهم وجها من أوجه المشاركة المغربية في حروب أجنبية، كتب لها أن تغير مجرى التاريخ وتعيد كتابته.

 في غمرة الحديث عن مشاركة المغاربة في الكتائب العسكرية للفرنسيين والإسبان، وفي هيئات أممية حيث خاضوا حروبا بعمق أوروبا دعما للسلام، لا بد من استحضار مغاربة كلفهم تحرير أوروبا من النازية أرواحهم أو أطرافا من أجسادهم، ولا بد من إعادة ترتيب حكايات شجعان تصدوا للإرهاب والإرهابيين، ضمانا لاستقرار بلدان الاستقبال.

ومن أجل تصحيح الصورة النمطية عند الغرب، يجب الاستثمار في المجتمع المدني والإعلام والسياسة، ودعم تعاون المغرب مع بلدان الاستقبال، لتعزيز مساهمة المهاجرين المغاربة في تنمية المجتمع، مع ضرورة إعطاء قيمة لثقافة الأصل، لأن فهم الرأي الآخر لا يمكن أن يؤثر على الحقيقة، التي مفادها أن المهاجرين المغاربة يساهمون في إثراء ثقافة بلدان الاستقبال وكذا بلد الأصل.

في الملف الأسبوعي لـ«الأخبار»، محاولة لرصد مواقف مهاجرين مغاربة ومبادراتهم، التي مسحت عن وجه المغربي خدوش إعلام ربط صورة المهاجر بالقهر والجريمة والفشل.

 

 

حسن البصري

 

مغربي يخاطر بحياته لإنقاذ طفل وأمه من حريق بإيطاليا

وصفت صحيفة «لاريبيبليكا» الإيطالية المهاجر المغربي صلاح الدين الخراز بـ«البطل المغوار»، وسيطرت صورته على منصات التواصل الاجتماعي، وأصبح الرجل المقيم في الديار الإيطالية نموذجا للمهاجر الصالح، بعدما خاطر بحياته لإنقاذ حياة طفل وأمه من ألسنة النيران التي التهمت منزلهما.

قام المهاجر المغربي بعمل بطولي بعدما أنقذ طفلا من الموت المحقق، أثناء اندلاع حريق في منزل أسرته، بنواحي مدينة بييلا، وتحديدا في منطقة أندورنو ميكا، الواقعة شمال غرب إيطاليا، ومن المفارقات الغريبة أن تحصل هذه الواقعة في 16 ماي، وهو تاريخ يجد فيه الإعلام المتطرف فرصة لربط المغربي بالإرهاب، على خلفية تفجيرات الدار البيضاء الإرهابية في هذا اليوم.

بدأت الحكاية حين سمع صوت طفل صغير يصرخ داخل منزل أسرته، بعدما اندلع حريق امتدت ألسنة نيرانه إلى الخارج، وشرع الحاضرون في الاتصال بمركز الحماية المدنية وفرق محاربة الحرائق، قبل أن يجازف الشاب الخراز بحياته ويقتحم المنزل وينقذ الطفل، بعدما تبين له أن الانتظار سيحول الطفل إلى جثة متفحمة.

وحسب «لاريبيبليكا»، فإن أسباب الحريق ترجع إلى خلاف أسري بين والدة الطفل وزوجها، حيث قرر هذا الأخير إضرام النار بالمنزل، باستعمال قارورات الغاز، والتي أحدثت انفجارا كبيرا سمع صوته من بعيد.

وأضافت الجريدة أن عملية الإنقاذ تطلبت من المهاجر المغربي أزيد من نصف ساعة، وحين حضرت الشرطة إلى عين المكان بادرت إلى اعتقال الأب المتهم، فيما تم إنقاذ الأم من طرف عناصر الوقاية المدنية والمسعفين، وخرج منقذ الطفل من وسط الدخان تحت عاصفة من التصفيق كبطل فيلم أمريكي، حيث تدخل دون أن يبالي بالأذى الذي يمكن أن يعرض نفسه له، قصد إنقاذ حياة الطفل وأمه من ألسنة النيران، التي أضرمها رب الأسرة عن قصد في شقتهم. وما زاد في إقدامه على المخاطرة صوت الأم وهي تتوسل إليه، وتطلب منه إنقاذ طفلها البالغ من العمر 13 سنة، بعدما ألقت هي بنفسها من على ارتفاع يفوق ثلاثة أمتار. وشددت الصحيفة ذاتها على أن رب الأسرة المسمى «فيديريكو أودي»، البالغ من العمر 41 سنة، قد تم اعتقاله من طرف السلطات الإيطالية، بعدما حاول إحراق شريكة حياته وطفلهما وربط الجريمة بحريق.

يذكر أن صلاح الدين شاب في العشرينات من العمر، وهو خريج مدرسة للهندسة، أصوله من مدينة تطوان التي يتردد عليها مرة كل سنة. وقد ظل هذا الشاب المغربي حديث الرأي العام الإيطالي بموقفه النبيل، الذي غير إلى حد ما صورة المهاجر المغربي في وجدان الإيطاليين.

مغربي ينقذ ملعب «سان دوني» بباريس من فاجعة

تعددت الروايات حول الحارس الخصوصي، الذي كان يقف في الممر المؤدي إلى مدرجات ملعب «سان دوني»، أثناء المباراة الودية بين منتخبي فرنسا وألمانيا لكرة القدم، يوم 13 نونبر 2015 الأسود. وقد تحدثت صحيفة «لوفيغارو» عن شاب مغربي، يدعى زهير وقالت إنه منقذ 80 ألف شخص، من بينهم فرانسوا هولاند، رئيس جمهورية فرنسا آنذاك، من الموت المحقق، بعدما تمكن من منع أحد الإرهابيين من دخول «سطاد دو فرانس» وتفجيره.

وحسب رواية الصحيفة الفرنسية، فإن زهير «شك، أثناء عمله في حراسة البوابة الخارجية للملعب، في وجود ارتباك وتردد لدى أحد المشجعين، وحين راوده الشك في مظهره وحركاته قرر إيقافه، قبل أن يهرب من فحص الأجهزة الأمنية، ليتم الكشف بعدها بالفعل عن ارتداء هذا الرجل سترة ناسفة، حيث قام بتفجيرها، أثناء محاولته الهرب».

كان زهير يعتقد أن العمل الإرهابي كان منفردا، لكنه علم بأن سلسلة من التفجيرات قد هزت العاصمة الفرنسية باريس في تلك اللحظات، علما أن الانتحاري قد حل بالملعب في حدود منتصف الجولة الأولى من المباراة، وقد زال الضغط والاختناق على الأبواب.

لكن صحفا أخرى تحدثت عن شخص آخر، اعتبرته منقذ «سان دوني»، ويتعلق الأمر بشاب مسلم مغاربي يدعى سالم تورابالي، المهاجر البالغ من العمر 42 سنة الذي يعيش في شقة بسيطة ضواحي «لو بلان ميسنيل»، رفقة زوجته وابنتهما يزا البالغة من العمر 15 عاما. وقالت صحيفة «ميل أون صنداي» إن سالم وزهير هما المنقذان، لوجودهما ضمن الحرس الخاص للمنفذ الشمالي، الذي حاول الانتحاري بلال حديفي التسرب منه.

زهير وسالم عنصران من ضمن 150 رجلا وامرأة كانوا يؤمنون الحراسة الخاصة للولوجيات الإلكترونية، قالا إنهما يعينان لأول مرة في هذه المهمة، لذا حلا منذ الصباح للتدرب على العصا الإلكترونية، وتلقيا تعليمات بإخضاع الجميع لهذا الإجراء الاحترازي.

استقبل رئيس البلدية زهير وسالم، وثلاثة أفراد من عمال النظافة أفارقة أصيبوا خلال الحادث، الذي هز محيط الملعب، كانت علامات القلق بادية على الجميع، من خلال صور تؤرخ للتكريم الرمزي.

بلجيكا تنوه بمهاجر مغربي أنقذ مسنة من الغرق

لم يكن المهاجر المغربي عز الدين خرشوش يتوقع أن يصبح يوما حديث وسائل الإعلام، بعد إنقاذه سيدة مسنة اجتاحت مياه الأمطار منزلها في بلجيكا، إثر الفيضانات المدمرة التي ضربت عدة دول في غرب أوروبا.

في منتصف يوليوز من العام الماضي، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع شريط فيديو، يكشف عن لحظة تدخل شاب مغربي لإنقاذ سيدة بلجيكية، كانت عالقة لساعات طويلة وسط المياه التي غمرت منزلها.

حين شاهد عز الدين محنة هذه السيدة ووقف على عجز الجيران عن فعل شيء يجنبها الفاجعة، استنجد بشقيقه وأفراد من عائلته، لإنقاذ السيدة من موت محقق، وإخراجها من الطابق الأرضي لأحد المباني في مدينة فيرفيرس، الواقعة شرق بلجيكا، بعد أن غمرتها الفيضانات.

أجمعت الكتابات الصحفية، خاصة في الإعلام الجهوي للمنطقة، على صعوبة المهمة التي كانت تبدو للناس شبه مستحيلة، لكن خرشوش قام على الفور بهدم أحد جدران منزل السيدة العالقة وسط المياه، فيما تسلق شاب آخر واجهة المبنى ودخل شقتها، ليتمكنا من إخراجها وتسليمها إلى فرق الإنقاذ، التي تكفلت بإسعافها.

قال الشاب المغربي، الذي تجاوزت شهرته حدود مدينته فيرفيرس، في حديث للصحافيين: «الماء كان باردا وكنت أعاني من إصابة قديمة في معصمي. كنت أشعر بألم شديد، أثناء تحطيم الجدار، لكنني قاومت ذلك. كان الهدف الوصول إلى السيدة، ثم الخروج بها إلى بر الأمان».  

حلت قناة «آر تي بي إف» البلجيكية بمسكن البطل المغربي، وتحدث إليها عن اللحظات الأولى لتواصله المباشر مع السيدة الغارقة، من خلال الحفرة التي أحدثها على الجدار، قائلا: «كنت أحاول تهدئتها، بينما كانت هي سعيدة بوجودي، وكأن الشمس قد أشرقت عليها من جديد».

أما أيوب، شقيق عز الدين، الذي ساعد أيضا في عملية الإنقاذ، فقال إن السيدة بدت عليها علامات الإرهاق والتعب، مضيفا: «تدخلنا في الوقت المناسب، ولا نعلم ما كانت ستؤول إليه الأمور، لو لم نتدخل لإخراجها من المنزل».

تفاعل الآلاف من رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع الفيديو الذي وثق عملية الإنقاذ، وتمت مشاركته على نطاق واسع وحصد الكثير من الإعجاب، وأثنى المتابعون على العمل البطولي الذي قام به الشاب المغربي برفقة أفراد من عائلته، لإنقاذ حياة المسنة التي حاصرتها المياه.

ومن المفارقات الغريبة أن يقوم مهاجر مغربي آخر في مدينة هال البلجيكية، وفي الأجواء نفسها للفيضانات التي غمرت أوروبا، بإنقاذ طفلين شقيقين من الغرق ببركة مائية، إلا أنه دفع حياته ثمنا لذلك. وسلطت وسائل الإعلام البلجيكية الضوء على بطولة هذا الشاب القادم من المغرب، الذي ما أن لمح طفلين يقفزان خلف كرتهما التي سقطت في البحيرة، حتى قفز خلفهما محاولا انتشالهما من خطر الغرق في البحيرة، لكنه غرق بدلا منهما.

 عم الحزن بين جميع المواطنين البلجيكيين والأجانب الذين حضروا الواقعة، التي تؤكد مرة أخرى أن المغاربة يحملون رصيدا من الشهامة ويضحون بأنفسهم لإنقاذ الآخرين، إذا اقتضى الأمر.

تكريم حلاق مغربي في بيلباو أعاد 400 بطاقة يانصيب لأصحابها

خصصت صحيفة «الشرق الأوسط» حيزا كبيرا لشاب مغربي مقيم في مدينة بيلباو، شمال إسبانيا، عبر عن موقف شهم حين سلم إلى سلطات المدينة 400 بطاقة يانصيب (لوتري) أعياد الميلاد، المعروفة باسم «الغوردو»، كان قد عثر عليها بعدما فقدت من أصحابها.

أثار الموقف الشهم للمهاجر المغربي، عبد الله المكاوي، ردود أفعال إيجابية في منطقة عرفت بمواقفها الصارمة ضد المهاجرين المغاربة. 

وحسب الصحيفة العربية، فإن جمعية التجار في مدينة بيلباو، كبرى مدن بلاد الباسك بشمال إسبانيا، نظمت حفلا خاصا بهذه المناسبة شارك فيه عدد من المسؤولين لتكريم الشاب المغربي الأمين، ومنهم مايتي مادارياغا، مسؤول لجنة اليانصيب. وجرى خلال الحفل تسليم البطاقات، وتكريم المكاوي تقديرا لشهامته وأمانته. وأشاد مانويل هيريرو، رئيس جمعية التجار في بيلباو، بتصرف الشاب المغربي وقلده ميدالية تقديرية. ومن جانبها قالت آنا ريكا، منسقة «جمعية بيلباو التاريخية»، التي شاركت في الحفل، إن «هذا التصرف من جانب الشاب المغربي إنما يعبر عن أمانة مثالية، وهي أمانة من الواجب أن يكافأ عليها»، وأضافت أنها كانت تبحث عن الشاب المغربي للتعرف عليه، لتقديم الشكر له شخصيا.

اكتشف الحاضرون أن عبد الله المكاوي مهاجر بسيط يشتغل حلاقا في مدينة بيلباو، وأنه عثر على بطاقات اليانصيب حين كان متوجها إلى عمله في شارع آلاميدا دي سان ماميس، حيث وجد فجأة بطاقات مرمية في الشارع، ويبلغ مجموع قيمتها المالية 8000 أورو.

صرح المكاوي لوسائل الإعلام الإسبانية، خلال لقاء صحافي، قائلا: «لقد كنت في طريقي إلى العمل، فلفتت نظري بطاقات يانصيب مرمية في الشارع، فانحنيت لالتقاطها، وإذا بها بطاقات يانصيب أعياد الميلاد الغالية الثمن، وعندها قلت في نفسي: لا بد لي أن أبحث عن صاحبها لأعيدها إليه». وأضاف: «كل إنسان عليه أن يعيد الحاجة المفقودة إلى صاحبها، أو يبحث عن وسيلة لتسليمها إليه». وفي سياق كلامه تكلم حول النظرة الدونية من قبل البعض نحو المهاجرين الأجانب، ودعا إلى تغيير هذه النظرة قائلا: «أنا أعرف أن الجميع متساوون، ولكن هذا ليس ما نجده على أرض الواقع، فثمة من يحكم على المهاجر سلفا بصورة جائرة، لمجرد أنه من هذا البلد أو ذاك، والحقيقة أنه في كل مكان يوجد أشخاص طيبون وغير طيبين، وأنا أسمع دائما بعض الكلمات المسيئة وأرى أشياء تؤلمني».

نوال.. الوادزمية الناشطة التي نالت لقب «ملاك اللاجئين»

في عيد العرش من سنة 2016، وشح الملك محمد السادس بالقصر الملكي الناشطة الحقوقية، نوال صوفي، بوسام المكافأة الوطنية من درجة ضابط. هذه الناشطة التي تتحدر من مدينة وادي زم، وشحت لدورها الكبير في مناصرة القضايا الإنسانية، خاصة فئة اللاجئين. ونالت نوال وسام الاستحقاق الوطني هذا، بعد المجهودات النبيلة والخدمات الجليلة التي قدمتها لفائدة اللاجئين السوريين، حتى أصبحت تلقب بـ«ملاك اللاجئين».

هنأ الملك نوال على دورها الإنساني واعتبرها سفيرة للمغرب في إيطاليا، وفي عجالة كشفت له عن شغفها بالعمل الاجتماعي منذ نعومة أظافرها، خدمة للقضايا العادلة للفئات المحرومة عبر العالم وبالخصوص اللاجئين.

قدمها المسؤول عن البروتوكول الملكي، بعبارات شدت انتباه الحاضرين: «نوال صوفي ناشطة إنسانية مغربية مقيمة بإيطاليا، من الشخصيات الاستثنائية في المساعدة الاجتماعية للمهاجرين، تلقب بـ«ليدي إس. أو. إس» وكذا «ملاك اللاجئين»».

الناشطة الجمعوية استطاعت أن تصنع لنفسها اسما في الساحة السياسية والإعلامية لهذا البلد الأوروبي، حتى أن الكاتب الإيطالي المعروف «دانيال بيلا» كتب عنها مؤلفا عنوانه: «ملاك المهاجرين»، تضمن الوجه الآخر لشخصيتها، ودورها كوسيط اجتماعي للتخفيف من معاناة المهاجرين.

وخلال تتويجها بجائزة «صانع الأمل»، التي تقدمها مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، تحدثت نوال عن سعادتها بوصول أصداء انشغالاتها إلى الملك، وانتزعت تصفيقات الحاضرين، حين كشفت عن هاتفها البسيط «غير الذكي»، من الطراز القديم، الذي تستقبل فيه مكالمات اللاجئين السوريين التائهين في البحر، «السبب في احتفاظي بهذا الهاتف، هو عدم حاجته إلى الشحن اليومي، وقدرته على الاشتغال دون تجديد كهرباء لمدة أسبوع، ومن خلاله أنقذت حياة آلاف السوريين من الغرق»، تقول نوال صوفي في تصريح صحافي.

نالت نوال، التي تقطن في جزيرة صقلية جنوب إيطاليا، مكافأة مالية قدرها 360 ألف دولار، نظير عملها الإنساني الذي لم يتوقف منذ قرابة ثمان سنوات، ولم تقض نوال في بلدها الأم، المغرب، إلا أشهرا معدودة، قبل أن تتجه رفقة والديها إلى صقلية بإيطاليا، حيث درست هناك القانون الدولي، وعملت في الترجمة من العربية إلى الإيطالية. ولما اندلعت الحرب السورية، كانت نوال من المتابعين لها، لتزور خلال مارس 2013 مدينة حلب السورية في قافلة طبية، وكانت تلك الرحلة سببا في توزيع رقمها، لتبدأ عملية مساعدة اللاجئين في إيطاليا.

مقتل صاحب متجر «السلام» أثناء التصدى لإرهابي كيبيك

حين ووري جثمان عز الدين سفيان الثرى، بمقبرة سيدي مسعود بمدينة الدار البيضاء، يوم الأحد 5 فبراير 2017، وقف الجميع لتحية هذا المهاجر المغربي المقيم بالديار الكندية الملفوف في كفن، الذي توفي نتيجة الإرهاب، بعد تعرضه لإطلاق رصاص من قبل مواطن كندي في مسجد «سانت فوي» بكيبيك في كندا.

بكى المشيعون خلف جثمان الفقيد، وهو أب لثلاثة أبناء، حاصل على شهادة الدكتوراه في البيولوجيا من جامعة لافال، وخصص له استقبال رسمي وهو ميت من المطار إلى بيت أسرته، ثم إلى المقبرة بحضور عامل عمالة عين الشق وسلطات المنطقة، بتعليمات من وزارة الداخلية، لإعطاء الحدث بعده الإنساني، سيما وأن الملك محمد السادس قد بعث ببرقية تعزية إلى أسرة عز الدين سفيان، ضمنها تعازيه الحارة، ومواساته الصادقة. فضلا عن رسائل من حكومة كيبيك تشيد بشهامة هذا الرجل، الذي حاول الوقوف في وجه الإرهابيين.

يذكر أن هذا العمل الإرهابي الذي استهدف الجالية المسلمة في كندا، وراح ضحيته ستة أشخاص من جنسيات مختلفة، شكل حدثا صادما للرأي العام الكندي، وهو ما جعل كافة أطياف المجتمع الكندي، على رأسها جاستن ترودو، رئيس الوزراء الكندي، ورئيس حكومة كيبيك، والعديد من الشخصيات العمومية تسارع إلى إدانته، والتعبير عن تضامنها مع الجالية المسلمة في كندا، البلد المعروف بتنوعه الثقافي ونموذجه الاستثنائي في الانفتاح وضمان العيش المشرك لجميع الجنسيات والديانات.

وقد سلط الإعلام الكندي الضوء على شهامة عثمان وموقفه البطولي، حين حاول التصدي لإرهابي، قبل أن يجد نفسه تحت وابل من الرصاص. وتعددت الشهادات في حق الفقيد، سواء من طرف مهاجرين مغاربة أو مواطنين كنديين، وقد أجمعت على حسن أخلاق الراحل وانفتاحه على جميع أفراد المجتمع الكندي، وأيضا ابتسامته الدائمة في وجوه زبنائه، في المركز التجاري الذي يملكه في كندا، والذي يحمل اسم «السلام»، كما أثنى أفراد أسرته وبعض من المصلين الذين وجدوا في المركز الثقافي الإسلامي في كيبيك، أثناء الهجوم الإرهابي، بشهامة عثمان ونبله وشجاعته في مواجهة الإرهابي المسلح، دفاعا عن باقي المصلين من مختلف الجنسيات.

بائع متجول في إيطاليا ينقذ طبيبة من الموت

نظمت السلطات الإيطالية حفل تكريم على شرف مصطفى العودي، المهاجر المغربي الذي أنقذ طبيبة إيطالية من القتل، أمام المستشفى الذي تشتغل فيه. وأعلن أوغو بوغليس، رئيس بلدية كروتوني، عن تخصيص جائزة الشهامة سنويا، وهي أعلى تكريم في المدينة، وتسلمها إلى رجال ونساء أبانوا عن مواقف بطولية لخدمة الآخر. وأكد العمدة في مداخلته أنه لولا تدخل المهاجر مصطفى لكانت النتائج خطيرة، وربما كانت النهاية أسوأ.

ووصف تدخل البائع المغربي المتجول بالعمل البطولي، «الذي قد يساهم في إعطاء صورة مشرفة عن المهاجرين الأجانب العرب في إيطاليا» حسب صحيفة «الإيطالية نيوز»، التي قالت في وصفها للواقعة إن مصطفى «قد انطلق من دون أن يفكر مرتين، لنجدة طبيبة إيطالية وتخليصها من رجل هاجمها بوجه مغطى، ببلدية كروتوني».

وأفادت وكالة الأنباء الإيطالية «أنسا» بأن الضحية طبيبة تدعى كارميلا كاليندرو، يبلغ عمرها 56 سنة، تعرضت للاعتداء من قبل إيطالي عاطل عن العمل، بينما كانت قد تركت بناية المستشفى عند نهاية المناوبة في العمل.

وتقول تقارير أمنية إن المعتدي يسمى لويدجي أموروزو، يبلغ من العمر 50 عاما، وجه للضحية طعنة بـ«مفك البراغي» في العنق، ولولا تدخل البائع المتنقل المغربي، البطل «مصطفى العودي»، الذي تمكن من شل حركة الظنين إلى أن حضرت عناصر الأمن، لكانت الطبيبة في عداد القتلى.

وأكدت التقارير ذاتها أن المجتمع الإيطالي والمدينة ممتنان له ليس فقط لتدخله الفوري، ولكن قبل كل شيء على تأكيده أن الإنسانية واحترام الناس هما المساران الوحيدان القابلان للتطبيق، وأن وضعيته كبائع متجول لا تعفيه من رصيد الشهامة الذي يسكنه.

وقال المهاجر المغربي المقيم منذ أكثر عشرين سنة في إيطاليا لوكالة «آكي»، إنه ليس بطلا، «لقد فعلت ما كان من واجبي فعله، وأفعله مع كل من هو في حاجة، أنا أعرف الطبيبة معرفة سطحية وهي دوما تسلم علينا هنا، وقد قمت بواجبي».

وفي محضر الاستماع قال المتهم إن سبب هجومه على الطبيبة، يرجع إلى موت زوجته على يدها، بسبب خطأ طبي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى