شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرحوادثمجتمعمدن

«فايسبوك» وراء سقوط شبكة الاتجار بالأعضاء البشرية بطنجة

«الديستي» والفرقة الوطنية اقتفتا أثر المعلنين للوصول لهوية أعضاء الشبكة

طنجة: محمد أبطاش

كشفت مصادر أمنية مطلعة، أن منشورات على «فايسبوك»  كانت وراء الإطاحة بشبكة للاتجار في الأعضاء البشرية، على مستوى مدينتي طنجة والدار البيضاء. وأكدت المصادر، كون أولى مسارات البحث في هذه القضية، انطلقت من إعلان منشور على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، يحمل اسم «سوق بيع الكلى»،  والذي يعرض خدمات لبيع الأعضاء البشرية مقابل مبالغ مالية مُغرية. وتبقى الملاحظة الأولية أن هذا الإعلان لم يكن يتضمن أي رقم هاتفي لتسهيل التواصل مع الجهة التي تتولى استئصال الأعضاء والمتاجرة بها، وإنما كان يصطدم الراغب في التواصل مع أصحاب هذا الإعلان بتعليق مكتوب مدون عليه «دوز على الخاص إلى كنت جاد»، وهي المنشورات التي اطلعت عليها «الأخبار»، ولا تزال بعض منها تتحين لحدود الأيام القليلة الماضية، قبيل الإطاحة بهذه الشبكة.

هذا، وتضيف المصادر، أنه بمجرد أن يبعث أي شخص برسالة نصية على الخاص حتى يتوصل برسائل متتالية تطالبه بإرسال رقمه الهاتفي، وفصيلة دمه، وبعد مرور ما يربو عن أسبوع تقريبا من هذه المحادثات النصية، تشرع سيدة مجهولة في الاتصال بالطالب على رقمه الهاتفي، وتطالبه بإجراء تحليلات طبية للتحقق من فصيلة دمه ووضعه الصحي، كما تحضُّه على ضرورة إنجاز جواز سفر إذا لم يكن متوفرا عليه وقتها، مع ضرورة تسليم هذه الوثائق لشخص آخر يتم تحديد موعد اللقاء به بالمدينة التي يقطن بها.

وبعد الانتهاء من هذه المرحلة التمهيدية، والتوصل بالضوء الأخضر من المصحة الأجنبية التي تقوم باستئصال وزرع الأعضاء البشرية، يتوصل الشخص الذي يتفاعل إيجابًا مع إعلانات البيع بمكالمة هاتفية جديدة من السيدة نفسها، تحدد له فيها موعد السفر نحو تركيا لإجراء العملية الجراحية، كما تخبره بكل تفاصيل هذه العملية وعائداتها المالية غير المشروعة.

والغريب حسب المصادر، أن هذه الشبكة تتاجر أيضا في المخدرات، حيث  اكتشفت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية ومصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني مفاجأة مثيرة،  فخلال عملية تعقب أحد الضحايا المفترضين لهذه الشبكة الإجرامية، الذي كان قد تواصل مع أعضائها بغرض بيع كليته، سوف تطالبه السيدة المجهولة نفسها بالتوجه إلى المحطة الطرقية بالدار البيضاء لاستلام طرد من سائق حافلة لنقل المسافرين، دون أن تكشف عن فحوى الطرد ووجهته.

لكن خلال تفتيش هذا الطرد فور استلامه سيتم العثور بداخله على «جاكيط» رجالي مدسوسة فيه كميات من المخدرات ملفوفة بعناية في الألياف الداخلية لهذه السترة. وفي أعقاب ذلك، سيتوصل المعني بالأمر مرة أخرى بمكالمة هاتفية من السيدة نفسها تطالبه فيها بتسليم الطرد لشخص آخر قادم من مدينة طنجة على مستوى محطة القطار. واكتشف المشرفون على التحقيق، أن أعضاء هذه الشبكة الإجرامية يتلاعبون بضحاياهم وفق لعبة «المتاهة». فعندما تم توقيف الشخص الثاني القادم من مدينة طنجة لتسلم الطرد، اتضح أنه هو الآخر من ضحايا هذه الشبكة، وأنه بدوره كان يستعد للسفر نحو تركيا لبيع كليته، وأنه تم تسخيره لاستلام الطرد واصطحابه معه خلال سفره لإجراء العملية الجراحية، دون أن يعي بأنه محمل بالمخدرات.

وفي سياق هذا الموضوع، أحال المكتب الوطني لمكافحة الهجرة غير المشروعة التابع للفرقة الوطنية للشرطة القضائية على أنظار النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، أول أمس  الثلاثاء، أربعة أشخاص، من بينهم ثلاث نساء، وذلك للاشتباه في ارتباطهم بشبكة إجرامية تنشط في الاتجار بالأعضاء البشرية وتهريب المخدرات.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى