شوف تشوف

الرئيسية

فاطمة الزهراء ابنة أخت محمد الخامس التي تزوجها الجنرال مولاي حفيظ العلوي وعاشت في الظل

لأنه كان ظل الملك الحسن الثاني، فإن زوجته كانت تدخل أيضا في ذلك الظل. كيف لا؟ وهي أيضا ابنة محيط القصر ومن أفراده أيضا.
الجنرال مولاي حفيظ العلوي، الذي كان قريبا جدا من الملك الحسن الثاني بشكل لم يفهم الكثيرون السر الكامن وراءه، تزوج فاطمة الزهراء، ابنة لالة جمانة، أخت الملك محمد الخامس.
هذا القرب الملكي جعل من مولاي حفيظ العلوي أكثر من قريب للعائلة، ليصبح من المقربين الكبار من الحسن الثاني حتى قبل أن يصبح ملكا. والمعروف أن الجنرال لم يحمل هذه الرتبة العسكرية إلا بعد أن أصبح الحسن الثاني ملكا. فقد كان عسكريا سابقا من المغاربة الذين اشتغلوا لصالح الجيش الفرنسي في الحرب العالمية، لكنه لم يقض فترة طويلة به حتى تسلق الرتب العسكرية، بل كان من الذين ألحقوا بالإدارة، واشتغل باشا في مدينة سطات، وهناك كان احتكاك المغاربة الأول بشخصيته. وعندما صار قريبا من الحسن الثاني أيام ولايته للعهد، نُقل إلى الرباط ليصبح من الذين يتحكمون في من يدخل القصر ومن يخرج منه، وفي تلك الفترة تطورت علاقته بالقصر ليصبح صهرا للعائلة الملكية.
زوجته فاطمة الزهراء تعد من الجيل الفريد للعائلة الملكية، لأن جدها هو المولى يوسف، والد الملك محمد الخامس، وقد عاصرت فترة انتقال السلطة إلى الملك محمد الخامس، وتذبذب العلاقات بين القصر الملكي والحماية الفرنسية. والدتها، لالة جمانة، عاشت تلك المرحلة من نقطة أقرب، لأنها كانت ترى كيف أن بعض الأسماء النافذة أيام المولى يوسف، كانت تريد أن تتحكم في الاسم الذي سيجلس على العرش، وقد عاش أبناء المولى يوسف فترة عصيبة جراء المعارك التي سبقت جلوس محمد الخامس على العرش.
كل أفراد العائلة الملكية الذين عاشوا تلك الأحداث، صارت لديهم فكرة واضحة عن حجم الدسائس التي تحيط بانتقال السلط إلى الملوك بعد وفاة آبائهم. خصوصا وأن بعض الأسماء، من قبيل المقري واعبابو، تقوت بفضل العلاقات مع الفرنسيين، لتصبح لها كلمة أقوى في مثل تلك المواقف.
كانت فاطمة الزهراء وقتها شابة في مقتبل العمر، ورأت كيف أن والدتها لالة جمانة، حزنت كثيرا على خسارة المولى يوسف، الذي ورث العرش في فترة عصيبة جدا من تاريخ المغرب، وكيف أن انتقال السلطة لم يكن سلسا، وأعاد إلى أذهان الأسرة ما وقع بعد وفاة الحسن الأول، بعد أن ظنت الأسرة الملكية أنها قطعت مع عهد التسيب والتنطع والدسائس التي توقع بين الإخوة.
الجنرال مولاي حفيظ العلوي، بعد أن أصبح صهرا للحسن الثاني، وبعد زواجه من ابنة أخت الملك محمد الخامس، صار ظهوره أقوى من السابق، فرغم أنه وصل إلى المربع الملكي بفضل علاقته الوطيدة بالحسن الثاني ملكا ووليا للعهد، إلا أن زواجه من فاطمة الزهراء كان له ثقل على مستويات أخرى.
لم يعد الباشا القديم يتحكم فقط في من يقترب ومن يبتعد من القصر، بل صار هو الخيط الناظم بين الحسن الثاني ومحيطه، ولم تكن تفلت منه أية تفاصيل مهما كانت صغيرة. ورغم أنه انفتح، بإيعاز من الملك بطبيعة الحال، على شخصيات مهمة في عالم المال والأعمال والفن في العالم العربي والغرب أيضا، إلا أنه كان ناجحا جدا في إبقاء أسرته الصغيرة بعيدة تماما عن تلك الأجواء.
يشهد الكثيرون أن الجنرال مولاي عبد الحفيظ العلوي كان ينظم حفلات باذخة على شرف الحسن الثاني، يستضيف خلالها مشاهير السينما المصرية خصوصا، وبعض الفرنسيين والأمريكيين الذين كانوا يختارون المغرب لقضاء العطل، أو يتلقون دعوات خاصة لحضور الحفلات، لكن لا أحد منهم يذكر يوما أنه التقى زوجة الجنرال مولاي حفيظ العلوي، علما أن تلك الحفلات كان يحضرها الأزواج في الغالب.
كان الجنرال متأثرا بفلسفة الملك الحسن الثاني في هذا الباب. الأمر لا يعود فقط إلى أن زوجة الجنرال من العائلة الملكية، لكنه يعود إلى أن الحسن الثاني كان يترك حريمه بعيدا تماما عن الأنظار، والجنرال لم يكن ليخرج عن تلك القاعدة. لهذه الأسباب كانت شخصية الجنرال مثار أسئلة كثيرة، خصوصا وأن بعض الوزراء وقتها، بالإضافة إلى سياسيين معروفين وسفراء، كانوا يصطحبون زوجاتهم معهم لحضور الحفلات التي تنظم في القصر الملكي.
حتى أن البعض تحدثوا، بعد وفاة الجنرال، ولم تكن تفصل وفاته عن وفاة الملك الحسن الثاني إلا فترة قصيرة، عن كونه صهرا للعائلة الملكية، ولم يعرفوا طبيعة المصاهرة التي ربطته بالملك بسبب السرية التي كان يطوق بها حياته الخاصة. القليلون فقط كانوا يعرفون أنه تزوج بحفيدة المولى يوسف، والد الملك محمد الخامس، وجدّ الحسن الثاني، ولم يُذكر يوما أن أحدهم شاهدها برفقة الجنرال ولو في لقاء رسمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى