شوف تشوف

الرئيسيةثقافة وفنحوار

غلطة العمر حوارات جريئة ناطقة بالندم والاعتراف :حسن فولان (منتج وممثل)

حسن البصري:

تعرف عليك الجمهور كوجه كوميدي ضمن الثنائي عاجل وفولان، هل كان الثنائي في حد ذاته مجرد بداية مسار أم غلطة في مسار؟

 أنا لا أعتبر الأخطاء المرتكبة في بداية المسار غلطة عمر، لأن الغلطة الحقيقية لا تأتي إلا إذا أثرت سلبا على المسار، إذن فكل الهفوات والأغلاط هي فرصة للتأمل لإعادة قرارة سيرتك كفنان، خاصة إذا كان محيطك يتيح لك النقد بغاية التصحيح. بالعودة إلى الثنائي عاجل وفولان، فإنني كنت ضمن فرقة الطيب الصديقي وكان عاجل فنانا مسرحيا، قبل أن نلتقي في ملحمة “نحن”. وهناك اتفقنا على تكوين ثنائي ساخر، في زمن كانت فيه الثنائيات تسيطر على المشهد الكوميدي. وكانت الدعوة وجهت لنا للمشاركة في سهرة أسبوعية منظمة من طرف سلطات عين السبع الحي المحمدي، وهي السهرة التي أسست لهذا الثنائي الذي سيصبح في فترة قصيرة من أشهر الثنائيات التي عرفها المغرب.

 

كيف قبلتما المشاركة في سهرة أسبوعية دون أن تكون لديكما فكرة نص أو موضوع جاهز للعرض، علما أنكما ستدخلان من خلال هذه السهرة لاختبار حقيقي، وكانت السهرات الأسبوعية تنقل مباشرة على الهواء؟

لم يكن الثنائي هو الهدف من وراء لقائنا وعملنا التشاركي، فقد كان عاجل يفيض عطاء في مسرح الهواة، وكنت ضمن فرقة الطيب الصديقي، لهذا كان الهدف على المدى المتوسط والبعيد هو إحداث فرقة مسرحية تجمع أكثر من ثنائي، فرقة للمسرح مختلفة تماما عما هو سائد في تلك الفترة، دون أن نبخس جهود الثنائيات التي كانت تؤثث المشهد الفني في تلك الفترة.

 

كان الثنائي الساخر في تلك الفترة مجرد ملء لفراغ الزمن، وغالبا ما يقدم وصلات كوميدية بين الفقرات الغنائية، هل بسبب هذا قررتما التمرد على نمط الثنائي؟

ليس إلى هذا الحد، فقد كنا كثنائي نسعى للتمرد على الأنماط السائدة، وكنا نتفادى حضور سهرة دون ترتيب مسبق ودون تحضير لأننا نحترم الجمهور.

في أول عمل فني بيني وبين عاجل كنت قادما من مسرحية أبو حيان التوحيدي للصديقي، ووجدت نفسي أمام مجموعة ناس الغيوان التي شاركت بعض عناصرها في مسرح الطيب الصديقي كذلك، كما وجدت نفسي في مواجهة فرق لها حضور وازن في الساحة الفنية: لمشاهب ومجموعة مسناوة، التي كان ذلك أول ظهور لها بالتلفزيون، بالإضافة إلى ثنائي له شعبية كاسحة آنذاك في المغرب، وهو ثنائي الداسوكين والزعري كانت السهرة ستبث مباشرة، وأنت تعلم أن الإعلام كان حينها تحت وصاية الداخلية وكان من الصعب تقديم مواضيع تنتقد الوضع والفساد، رغم ذلك نجحنا في أول امتحان وانهالت علينا الطلبات، شاركنا في العديد من السهرات الأسبوعية.

 

هل كان عاجل يتقاسم معك فكرة “الثنائي العابر” وهل كان مقتنعا بأنه جسر للعبور نحو فرقة مسرحية؟

نجح الثنائي بل واستمر في نجاحه لسنوات عديدة، فزنا بجوائز في مهرجانات، وأصبحنا من أنجح الثنائيات ليس فقط على الصعيد الوطني أو العربي، لكن عاجل كان دائما يرى أن الثنائي مرحلة في حياة فنان، يجب أن تنتهي، كما أن مشاركتنا في بعض الأفراح الخاصة لا تتلاءم ونظرتنا لمستقبل الثنائي، لكننا سنتوقف لنواصل المشوار في خشبة المسرح.

 

جاء تأسيس مسرح الحي وتمكنت الفرقة من تحقيق ما يشبه الاكتساح، هل يمكن أن نشبه مسرح الحي بالطاس، فريق فرجة لكنه معرض لزوابع أوقفت مسيرته؟

أنا ابن الحي المحمدي عشت في فضاء للفن والكرة والمقاومة، حبي للمسرح هو حبي للحياة، لهذا صقلت موهبتي بالتكوين في المعهد البلدي للموسيقى والمسرح وتتلمذت على يد الفنان الطيب لعلج وفريدة بورقية، وسرعان ما التحقت بفرقة الطيب الصديقي للمسرح، وشاركت معها في مجموعة من العروض المسرحية، كمقامات بديع الزمان الهمداني وأبو حيان التوحيدي، هذه مرحلة. هناك مرحلة الثنائي مع عاجل، ثم المرحلة الثالثة وهي تأسيس فرقة مسرح الحي، رفقة عاجل ونور الدين بكر، ليلتحق بالفرقة في ما بعد عبد الخالق فهيد والخياري، وجواد السايح، وكان عطاء الفرقة غزيرا فالجمهور اليوم يذكر مسرحيات العقل والسبورة، حسي مسي، شرح ملح، وحب وتبن،.. المسرحيات التي أعادت المغاربة لقاعات المسرح، وعرفت نجاحا كبيرا، وكان عطاء الفنانين كبيرا قبل أن تتوقف الفرقة في أوج عطائها.  لكن أهم شيء وراء النجاح هو إسناد الأمور لأهلها، الرجل المناسب في المكان المناسب. عاجل كان مسؤولا فنيا عن الفرقة فولان كمسؤول إداري وبكر مسؤولا عن الجانب التقني، هنا يصبح هامش الخطأ ضئيلا. ومهما كانت درجة النجاح أو الإخفاق فمسرح الحي يظل تجربة لا أحد يستطيع نكران ما قدمته للحركة المسرحية في فترة من الفترات.

 

من الأخطاء المرتكبة من طرفكم عدم قدرتك كمسؤول إداري عن الفرقة على تدبير فترة ما بعد التوقف، فقد بعثت المجموعة من جديد بأسماء أخرى لكنها لم تستمر، ألم تكن النسخة الثانية لمسرح الحي غلطة؟

هي تجربة كما قلت لك ونحن في الفن عرضة للتجارب، فحياتي لم يكن فيها المسرح هو أساس الحياة العملية، بل كنت أشارك في الأعمال السينمائية والتلفزيونية، وحين قررنا عودة الفرقة من جديد كنا نعلم أن الأمر لن يكون سهلا، فالانتقال من مرحلة إلى أخرى يتطلب جهدا كبيرا والجمهور اعتاد سقفا معينا وعاليا من الإبداع، لكن لا يمكن أبدا أن نضمن الاستمرارية بالتألق نفسه، فعامل السن وكثرة الانشغالات يحتمان علينا منح المشعل لجيل آخر.

 

من الأغلاط التي وقع فيها مسرح الحي عدم تكوين الخلف..

لا أبدا تلك تجربة انتهت وولت، علينا أن نطوي الصفحة ونفكر في تجربة أخرى مختلفة.

 

لكنك صرحت حين نزلت ضيفا على نشرة الأخبار في القناة الثانية، أن فرقة مسرح الحي تنوي العودة قريبا، وتعتزم أن تعود بشكل قوي أكثر مما كانت عليه في فترة توهجها..

قلت إنني أنوي تأسيس مدرسة للتكوين المسرحي، في الحي المحمدي في مدينة الدار البيضاء، من أجل ترك إرث فني بعد رحيلي عن الحياة، في المنطقة التي ترعرعت فيها، هذا هو القصد من تصريحي.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. بعض الحروف بااللغة العربية بدل لغة أخرى ادا سمح لنا المنبر المتميز المتمسك بالاصيل شكرا الكلام عن هد ا الفن الخالد هدا الفن الدي نال لقب الخلد أب الفنون حتى ولو ظهرت في المستقبل القريب أو البعيد فنون أخرى غير التي نعرف ويحضرني سؤال لمادا بنى المسرح المعاهد هنا وهناك والجواب واضح وضوح الشمس حتى لايتسلل لعالمه الجاهل داخل معاهده تعطى الدروس في الوقوف بمعنى كيف تقف فوق الخشبة وتعطى الدروس في الجلوس كيف تجلس وأنت فوق الخشبة والناس ينظرون أليك وتعطى الدروس في الحركة كيف تتحرك وأنت على ظهر الخشبة وكل هد ا وزيادة فهد ا الممثل الدي رسمت من أجله هده السطور شاهدنا بعض المسرحيات التي كان حاضرا فيها مثل مسرحية المدير الجديد فهي متوسطة وليست ضعبفة المسرح المغربي عرف فرسانا درسوا المسرح داخل المعاهد قبل أن يصعدوا لخشبته فنالوا الجوائز التشجيعية وللمزيد من العطاء لازالت لنا كلمات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى