
طنجة: محمد أبطاش
كشفت مصادر مطلعة أن فاجعة جديدة شهدها ميناء أصيلة، أول أمس الاثنين، عقب انقلاب قارب للصيد المسمى “متربة” عند مدخل الميناء، مخلفًا وفاة بحار وفقدان اثنين آخرين.
وقالت المصادر إن الحادثة تأتي لتضيف اسمًا جديدًا إلى قائمة طويلة من البحارة، الذين فقدوا حياتهم في هذا المعبر، الذي لم يترك فرصة للنجاة لكثير من أبناء البحر، سواء بالغرق أو بتدمير مراكبهم التي تمثل مصدر عيشهم الوحيد. وقالت مصادر إن حالة من الحزن خيمت على ميناء أصيلة إثر هذه الحادثة، فيما تواصل السلطات المختصة تحقيقاتها لمعرفة ملابسات أكثر حول الحادثة، والبحث عن جثة البحار المفقود.
وقد أضحت هذه الحوادث تُسائل الميزانية المخصصة لتأهيل الميناء، حيث إنه من المرتقب استدعاء مكتب للدراسات لتقديم توضيحات حول ما جرى، بعدما نبه المكتب الذي اشتغل على بوابة الميناء إلى أن الأشغال ستساهم في تكسير قوة الموج، وبالتالي إنقاذ البحارة من هذا المدخل الذي يوصف ببوابة الموت.
للإشارة، فإن النتائج المرجوة من تأهيل هذا الميناء كانت تتركز على تحريك العجلة الاقتصادية المحلية، نظرًا لوجود ثروات بحرية مهمة غير مستغلة بسواحل هذه المدينة، بسبب غياب ميناء مؤهل لاستقبال القوارب والمراكب وغيرها.
وكانت المصالح الوصية قد عمدت إلى إنجاز جميع الدراسات التقنية الضرورية واللازمة في هذا المجال، من دراسة للأمواج وارتجاج الحوض والنموذج المصغر، في حين تم عرض نتائج هذه الدراسات على المهنيين بالميناء، الذين اعتبروا أن الحلول المقترحة تستجيب لمتطلباتهم وقتها.
وخلصت هذه الدراسات إلى القيام بالأشغال الجارية، والمتمثلة في الشطر الأول، والذي يهم إنشاء وتهيئة حوالي ثلاثة هكتارات من الأراضي المسطحة الجديدة، ثم إزاحة الأوحال، والزيادة في عمق أحواض الميناء الداخلية.
وبخصوص الشطر الثاني، فقد جرى تمديد الحاجز الرئيسي للميناء بـ335 مترًا، مما سيؤمن ممر الولوج من الأمواج، وتوسيع الممر المذكور بعرض 80 مترًا عوض 36 مترًا المتوفرة حاليًا، ثم كذلك الزيادة في عمق ممر الولوج وأحواض الميناء لتصل إلى أربعة أمتار على مستوى ممر الولوج، وإزالة جزء من الحاجز الرئيسي للميناء.