شوف تشوف

الرئيسيةسياسيةمجتمعوطنية

غبار القنيطرة الأسود يصل البرلمان

 

 

تفاقم المشكل بالمدينة استدعى مساءلة وزيرة الانتقال الطاقي

 

الأخبار

 

في سياق تطورات مشكل انتشار الغبار الأسود فوق سماء القنيطرة، تقدمت النائبة البرلمانية نادية تهامي، عضو فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، بسؤال كتابي إلى وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، حول الأضرار الصحية والبيئية الناتجة عن الغبار الأسود، الذي بات يقض مضجع السكان بعاصمة الغرب.

وكشفت النائبة البرلمانية عن معاناة سكان مدينة القنيطرة، التي تعيش وضعا مزريا، نتيجة تصاعد الغبار الأسود الناجم عن مخلفات عدد من المصانع والوحدات الصناعية، وأبرزها المحطة المتخصصة لتوليد الطاقة الكهربائية. ونجمت عن هذا الغبار الأسود مخلفات وأضرار صحية وبيئية، دون اتخاذ تدابير وإجراءات ملائمة وفعالة، للحد من هذه الظاهرة الخطيرة التي أصبحت تهدد المدينة بكاملها، علما أن هناك آليات وتقنيات حديثة لقياس جودة هواء المدينة بشكل دوري ومستمر، ولم يتم استغلالها بالشكل المطلوب، كما هو معمول به في العديد من المدن الصناعية.

وطالبت البرلمانية تهامي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة بحكومة عزيز أخنوش، بالكشف عن الإجراءات والتدابير المتخذة لمحاصرة هذه الكارثة البيئية والصحية، سيما أن المغرب صادق على العديد من الاتفاقيات الدولية التي تخص احترام البيئة والحد من ظاهرة التلوث.

وسبق لناشطين في مجال البيئة، بالقنيطرة، أن كشفوا عن معطيات متعلقة بمصدر الغبار الأسود، المنبعث من إحدى المحطات الصناعية بالمدينة، والذي أثبتت التحليلات المخبرية أن جزيئاته الدقيقة تحمل موادا مسرطنة وتشكل خطرا على صحة القنيطريين، بحيث طالبت إحدى الجمعيات النشيطة في مجال البيئة بضرورة التدخل العاجل للحد من تلوث الهواء بعاصمة الغرب، واعتماد الطاقات المتجددة، وتبني مقاربة النجاعة الطاقية، وسط مطالب لعامل الإقليم بتشكيل لجنة مختلطة لمراقبة المصانع والوحدات الصناعية المسؤولة عن ظاهرة الغبار الأسود، للتخفيف من غضب المواطنين بالقنيطرة، الذين باتوا يستعدون لتنظيم وقفات احتجاجية ضد سياسة «اللامبالاة» التي ينهجها المعنيون تجاه مطلبهم الرامي إلى تمكينهم من بيئة سليمة وهواء نقي.

وكان عدد من المواطنين، بمدينة القنيطرة، عبروا، من خلال تصريحات متطابقة استقتها «الأخبار»، عن غضبهم الشديد من عودة «الغبار الأسود» إلى سماء القنيطرة، والمنبعث من المصانع الموجودة بمدخل المدينة القريبة من الأحياء السكنية، خاصة على مستوى المناطق المجاورة لحي الخبازات والرياض وباب فاس والنواحي، حيث تتفاقم المعاناة اليومية للأطفال وكبار السن، من مرضى الجهاز التنفسي وأمراض العيون، بسبب عودة المصانع المعنية بانبعاث الدخان للعمل مجددا، بعدما امتنعت تلك المصانع، طيلة الفترة الماضية، عن استعمال مادة «الفيول»، التي أكدت مصادر الجريدة كونها السبب الرئيسي في انبعاث الغبار الأسود المحمل بجزيئات ملوثة تشكل خطرا مباشرا على صحة وسلامة المواطنين.

وأضاف مصدر مطلع لـ«الأخبار» أن السلطات الإقليمية بعمالة القنيطرة، وعلى الرغم من علمها بغضب القنيطريين مع مشكل الغبار الأسود، وتوصل عامل الإقليم فؤاد المحمدي بتقارير مفصلة ودقيقة حول انتشار الغبار الأسود ومصادره الحقيقية، وكذا مخاطره البيئية والصحية، فإن عمالة القنيطرة اختارت التزام الصمت، مثلما هو الشأن بالنسبة للمجلس الجماعي الذي يدبر شؤونه أنس البوعناني، والمجلس الإقليمي الذي يتحمل مسؤولية تدبير أموره جواد غريب، في وقت كان من المفروض على السلطات الإقليمية ومنتخبي المجالس الترابية التدخل بشكل مستعجل لإيجاد الحلول الجذرية الكفيلة بإنهاء معاناة آلاف المواطنين بعاصمة الغرب، الذين أجبرهم الغبار الأسود على إغلاق نوافذ المنازل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى