شوف تشوف

الرأيالرئيسيةسياسية

عيد الأضحى 

 

 

يسرا طارق

 

منذ أن أهاب أمير المؤمنين بشعبه الامتناع، هذه السنة، عن ذبح أضحية العيد، والاكتفاء بممارسة شعائر وعادات العيد، كما دأب عليها المغاربة، متقربين إلى الله بالصدقات، وواصلين الرحم وحامدين الله على نعمه الكثيرة، أحس معظم المغاربة بالارتياح، وكأن صخرة أزيحت من فوق صدورهم، ويندر أن تجد شخصا لم يعبر عن فرحه بهذا القرار، الذي جنب الأسر، وخصوصًا ذات ضيق اليد، قلق توفير ثمن الأضحية، الذي ما انفك يتزايد سنة بعد سنة، وجنبها، بالخصوص، تلك التمزقات والمشاحنات التي تولدها المسافة الكبيرة بين ما ينبغي فعله أمام أعين الجيران وما يملكه رب الأسرة لتحقيق ذلك..

منذ تزامن جائحة كورونا مع جائحة الجفاف، وغلاء الأسعار والاقتصاد الأسري في محنة كبيرة، ترتب عنها التحاق جحافل من الطبقة المتوسطة، بالفئات المحرومة والمسحوقة، وترتب عنها، أيضا، تغول تجار الأزمات، الذين صاروا يضاربون في كل السلع، وبشراسة، بل بوقاحة، لا تعير اهتماما للقوانين ولا لمعاناة الناس..

عيد الأضحى سنة مؤكدة، وهو شعيرة تقوم، بالأساس، على رمزية الانتصار على النفس، والتضحية بما هو عزيز، تقربا من الله، وهو موعد سنوي، ليعرف المؤمن بأن كل ما يعتقده كبيرا، فالله أكبر منه. عيد الأضحى ليس فرصة لنهش لحم الآخرين، ولا للمضاربة، ولا للاحتكار ولا للأنانية المقيتة التي تزين للواحد عصر الدم في وجوه المساكين.

انبرى بعض «الفقهاء» من خارج المغرب، من أولئك المترفين، والمنعمين في أموال البترودولار، ومن أولئك الذين تراهم يأكلون لحم جمل مشوي موضوع أمامهم، يمكنه أن يسد رمق قبيلة كاملة، لانتقاد القرار، مع جهلهم بأمور الاقتصاد، وظروف الناس وكون الدين بالأساس، يُسْرٌ.. فهناك حيث مصلحة الناس يوجد شرع الله..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى