
طاطا: محمد سليماني
عاد النقاش، من جديد، حول إحياء المركز الجامعي بمدينة طاطا إلى الواجهة، بعدما بدأ النقاش على المستوى الوطني بشأن إعادة إحياء عدد من المؤسسات الجامعية بعدد من المناطق، وذلك تنفيذا لاتفاقيات سابقة تم توقيعها منذ سنوات.
وفي هذا الصدد، عقد رئيس المجلس الإقليمي لطاطا ونائبه، وهو برلماني الإقليم، إضافة إلى عدد من ممثلي الأحزاب السياسية المشكلة للأغلبية الحكومية، اجتماعا مع عز الدين ميداوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، بخصوص مآل المركز الجامعي الذي تم توقيع اتفاقية إحداثه بمدينة طاطا منذ سنوات. وخلال هذا اللقاء تمت إحاطة الوزير علما بكافة المعطيات السابقة، والمراحل التي قطعها هذا المشروع، قبل أن تتم فرملته بعد تولي الوزير السابق مهام تدبير الوزارة، والذي كان له رأي بخصوص عمليات إحداث أنوية ومراكز جامعية بعدد من المناطق.
وحسب مصادر حضرت هذا اللقاء، تفهم الوزير حاجة إقليم طاطا إلى مركز جامعي، باعتباره مشروعا يستأثر باهتمام ساكنة طاطا ككل من فاعلين سياسيين وجمعويين ومهتمين بالشأن المحلي بالإقليم، ووعد الحاضرين خلال اللقاء بأنه سيقوم بزيارة إلى مدينة طاطا بعد شهر رمضان، وذلك بعد التنسيق مع عامل الإقليم بخصوص إحداث المركز الجامعي.
وحسب المعطيات، فإن النقاش حول مشروع إحداث مركز جامعي بطاطا كان قد بدأ منذ سنوات، ففي فبراير 2017 عقد اجتماع بمقر عمالة طاطا برئاسة العامل وحضور رئيس جامعة ابن زهر والنائب الأول لرئيس المجلس الاقليمي لطاطا ورئيس جماعة طاطا والمدير الإقليمي للتربية والتكوين والنائب البرلماني عن الأصالة والمعاصرة، وذلك لدراسة الإجراءات اللازمة لفتح مركز جامعي سيكون نواة جامعية تابعة لجامعة ابن زهر بطاطا.
وبعد دراسة الموضوع من مختلف جوانبه، تم الاتفاق على أن تحتضن إحدى المؤسسات التعليمية هذه النواة والتي ستحددها المديرية الإقليمية بتنسيق مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بشكل مؤقت، حتى تتمكن هذه النواة من الانطلاقة فعليا ابتداء من الموسم الجامعي 2017- 2018، في أفق بناء بناية خاصة لهذا المركز الجامعي.
وخلال هذا الاجتماع، وضعت العمالة والجماعة مقترحات لبقع أرضية قصد اختيار إحداها من طرف رئاسة الجامعة لبناء المركز الجامعي.
وتم التداول في فتح إجازات مهنية في تخصصات اللغات، والسياحة الواحاتية، والطاقات المتجددة، في مرحلة أولى، في انتظار بناء المركز الجامعي وتوسيع تخصصاته الدراسية.
ويوم فاتح مارس 2017، عقد اجتماع آخر بمقر رئاسة جامعة ابن زهر آنذاك، ترأسه رئيس الجامعة عمر حلي، وحضره عدد من أعضاء المجلس الإقليمي لطاطا، وذلك من أجل مزيد من التمحيص في إمكانية إطلاق بعض التكوينات بمدينة طاطا تهم المجالات التنموية بالإقليم وبجهة سوس ماسة، بعدما وقعت كل من جامعة ابن زهر والمكتب الوطني للتكوين المهني اتفاقية تعاون من أجل إطلاق تكوينات مشتركة.
وجرى توقيع اتفاقية بين كل من جامعة ابن زهر وعمالة طاطا، والمجلس الإقليمي والمجلس الجماعي، قصد إحداث المركز الجامعي، حيث تلتزم الجماعة بوضع بناية تابعة لها رهن إشارة الجامعة لتأهيلها وإصلاحها وجعلها صالحة لتوطين المشروع في انتظار إحداث النواة الجامعية، فيما تلتزم العمالة بتيسير توطين المشروع والحصول على التراخيص اللازمة، أما المجلس الإقليمي فسيقدم دعما ماديا للمشروع، فيما ستقوم جامعة ابن زهر بإصلاح البناية وتوطين المشروع بصفة مؤقتة وتوفير الأطر ذات الكفاءة والمتخصصة في المركز.
ورغم كل هذه المرحل التي قطعها المشروع، إلا أنه لم يخرج إلى الوجود، وتمت فرملته لأسباب متعددة، بعضها سياسي وبعضها مرتبط بتولي وزير آخر تدبير قطاع التعليم العالي، حيث أوقف جميع عمليات إحداث الأنوية الجامعية.