![](https://www.alakhbar.press.ma/wp-content/uploads/2025/02/aa20467c-2904-41e7-972e-5e076b9d9654.jpg)
تطوان: حسن الخضراوي
بعد الحديث عن اجتماعات ولقاءات ناجحة من أجل التنسيق الجيد والتعاون بين الوكالة الحضرية بتطوان، والمجالس الجماعية وأقسام التعمير بالعمالات، عادت مؤشرات الاحتقان لتخيم على العلاقة بين الأطراف المذكورة، طيلة الأيام القليلة الماضية، وسط الاحتجاج على غياب التشاركية في إعداد تصاميم التهيئة، والتحذير من تكرار جمود تصاميم لغياب أرضية التنزيل المناسبة، والتباين بين الواقع التعميري والوثائق التعميرية.
وخرج محمد السفياني، رئيس الجماعة الحضرية لشفشاون، ليؤكد أن إعداد مشروع تصميم التهيئة من طرف الوكالة الحضرية بتطوان تم، بحسبه، دون أية استشارة مع رئاسة المجلس الجماعي، ودون التواصل مع أطره التقنية، والنتيجة أن المنهجية المتبعة لم تعتمد على المقاربة التشاركية، ما جعل هذا المشروع يفتقد للمعايير المطلوبة، ولا يتضمن تصورا واضحا للتنمية السياحية بالمدينة، كما يتضمن أخطاء تقنية عديدة.
واعتبر السفياني أن تصميم التهيئة الخاص بمدينة شفشاون يفتقر لأدنى شروط النقاش والتداول، مطالبا بأن يتم إعداد هذه الوثيقة المرجعية للتعمير بمنهجية المقاربة التشاركية، وبتصور يعتمد أساسا على تنزيل أهداف التنمية المستدامة، وتحقيق العدالة المجالية بين أحياء المدينة، بالإضافة إلى التنشيط الاقتصادي وخلق فرص الشغل، مع إبداء المجلس الجماعي الاستعداد دائما للمساهمة من أجل إنجاح هذا الورش المهم.
وباشرت السلطات الإقليمية بشفشاون البحث في حيثيات وظروف الاحتقان في علاقة الوكالة الحضرية بتطوان بالجماعة الحضرية لشفشاون، فضلا عن التدقيق في ظروف إعداد تصميم التهيئة، لتجاوز مشاكل التصاميم التي تبقى حبرا على ورق، بسبب غياب الأرضية المناسبة للتنزيل، وغياب التخطيط العمراني الجيد لمواكبة الهوية الاقتصادية لكل منطقة.
وذكر مصدر مطلع أن مصالح وزارة الداخلية استنفرت أجهزتها، لبحث وقف عدوى الاحتقان بين الوكالة الحضرية بتطوان بمجلس شفشاون إلى جماعات أخرى بشفشاون والمضيق وتطوان، خاصة في ظل استمرار مشاكل الملاحظات وجمود الاستثمارات، بسبب خروقات تعميرية، واستنفار السلطات الإقليمية لحل المشاكل التعميرية بالمناطق القروية التي يعول عليها للمساهمة في التنمية السياحية.
وأضاف المصدر نفسه أن بعض المسؤولين في وزارة الداخلية سبق رفضهم لمبررات تشاور مديري الوكالات الحضرية مع وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، في ملفات تعميرية وتصاميم محلية، تتطلب الحسم فيها وفق السرعة والنجاعة المطلوبتين، من خلال اتخاذ قرارات ناجعة خلال مدة زمنية مقبولة، لأن جمود التعمير يعني البطالة وعرقلة التنمية بمختلف أنواعها.
وأشار المصدر ذاته إلى أن السلطات المختصة بشفشاون سارعت لإصدار تعليمات بالتحضير لاجتماع بين الوكالة الحضرية بتطوان وممثلين عن جماعة شفشاون، وذلك لبحث أسباب احتقان العلاقة بين المؤسستين، وتفادي التطورات التي يمكن أن تنتقل إلى جماعات أخرى، في ظل تأكيد مصالح الوكالة الحضرية على احترام القوانين التعميرية والقرارات التي تتعلق بتسريع إخراج التصاميم، ورفض إقحامها في العجز الذي تعاني منه بعض المجالس بخصوص التصورات التعميرية، وكذا رفض إقحامها في المزايدات الانتخابوية.