![](https://www.alakhbar.press.ma/wp-content/uploads/2022/03/image79-1-740x470.jpg)
المدينة تسجل 23 قضية زجرية خلال سنة وتوقيف حوالي 100 شخص
الأخبار
تواصل فصائل «الإلترات» بسلا جرائم التخريب وترويع المواطنين، من خلال ارتكاب أحداث شغب وصفها شهود عيان بالقوية والمروعة. وعرفت بعض أحياء المدينة، أول أمس الخميس، تجمهر عدد من المشجعين المحسوبين على أندية كروية محلية بالشارع العام، صاحبته مطاردات أمنية أسفرت عن توقيف أكثر من 30 شخصا بينهم قاصرون.
وتسبب الموقوفون، حسب مصادر جد مؤكدة، في حالة فوضى ومظاهر عنف خطيرة استعملت فيها الحجارة، ما خلف خسائر مادية كبيرة بممتلكات وسيارات المواطنين، قبل أن تنجح القوات العمومية في اعتقال عدد كبير منهم ووضعهم رهن الحراسة النظرية والمراقبة الأمنية بالنسبة للقاصرين، في انتظار عرضهم، صباح اليوم السبت، على أنظار النيابة العامة المختصة، لينضموا للعشرات من المتورطين الذين جرى اعتقالهم خلال الأشهر القليلة الماضية وإيداعهم السجن بتهم ثقيلة للغاية.
وأكدت مصادر أمنية رسمية أن عناصر الشرطة بالأمن الإقليمي بمدينة سلا تمكنت، أول أمس الخميس، من توقيف 31 شخصا من بينهم 14 قاصرا، يشتبه في تورطهم في قضية تتعلق بالعنف المرتبط بالشغب الرياضي والرشق بالحجارة وإلحاق خسائر مادية بممتلكات خاصة.
وأكدت المصادر نفسها أن مصالح الشرطة بمدينة سلا كانت قد توصلت بإشعار حول تورط مجموعة من الأشخاص، يشتبه في انتمائهم لفصائل مشجعي أندية محلية لكرة القدم، في تبادل العنف والرشق بالحجارة وإلحاق خسائر مادية بست سيارات كانت مركونة بالشارع العام، وهو ما استدعى تدخل دوريات الشرطة التي تمكنت من فرض النظام العام وتوقيف 31 من المشتبه فيهم.
وأفادت المصادر ذاتها بأنه تم إيداع المشتبه فيهم الراشدين تحت تدبير الحراسة النظرية، فيما تم الاحتفاظ بالموقوفين القاصرين تحت المراقبة الشرطية رهن إشارة البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن جميع ظروف وملابسات وخلفيات هذه القضية، فيما لازالت الأبحاث والتحريات جارية بغرض توقيف باقي المتورطين في ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية.
وارتباطا بأحداث الشغب التي أصبحت ظاهرة مألوفة بسلا تؤرق كل السلطات الترابية والأمنية وكذا عموم المواطنين بهذه المدينة المليونية، فقد كانت المديرية العامة للأمن الوطني أكدت، في بلاغ صدر عنها بحر الأسبوع الماضي، أن مصالح الأمن الإقليمي بمدينة سلا كانت قد تفاعلت بسرعة وجدية كبيرة، مع المعطيات التي تداولتها بشكل متواتر مصادر إعلامية، أخيرا، والتي تتحدث عن تكوين قاصرين ينتمون لفصائل مشجعي أندية كرة القدم المحلية لعصابات إجرامية مسلحة، يزعم تورطها في إحداث الفوضى وارتكاب اعتداءات جسدية عديدة بمدينة سلا.
وحسب البلاغ نفسه، فقد سارعت مصالح الأمن الوطني إلى مراجعة كافة المعطيات الإحصائيات والموضوعية المتوفرة بهذا الخصوص، فضلا عن جرد وافتحاص الإجراءات المسطرية والقضايا التي عالجتها فرق الشرطة القضائية والتي يمكن أن تتضمن معطيات من قبيل التي تم تداولها إعلاميا، حيث خلصت هذه المراجعة إلى توضيحات مهمة حول اعتماد مصالح الأمن الوطني بمدينة سلا، على غرار نظيرتها وطنيا، على مخططات عمل مندمجة في مجال مكافحة الشغب المرتبط بالرياضة، والمتعلقة أساسا بزجر الأفعال الإجرامية وفق مقاربة استباقية تروم ضمان التواجد المكثف للدوريات الشرطية بالشارع العام، فضلا عن تكثيف العمليات الأمنية بمختلف الأحياء السكنية، مع الحرص على مد قنوات تواصل دائمة مع مختلف فعاليات المجتمع المدني وساكنة المدينة وممثلي فصائل مشجعي أندية كرة القدم على الخصوص.
وبلغة الأرقام، أكدت مصادر أمنية رسمية أن مصالح الشرطة التابعة للأمن الإقليمي بسلا عالجت، خلال سنة 2021 وبداية السنة الجارية، 23 قضية زجرية تتعلق بالشغب الرياضي، 10 من بينها أنجزتها فرق الأحداث التابعة لمصالح الشرطة القضائية، والتي أسفرت عن توقيف 84 شخصا وإخضاعهم للأبحاث القضائية التي جرت تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك لتحديد كافة الأفعال الإجرامية المنسوبة إليهم.
ومن خلال استقراء هذه المعطيات الرقمية، خصوصا طبيعة القضايا المعالجة، تبقى جل هذه الأفعال الإجرامية بسيطة وتدخل في سياق تبادل العنف بشكل عرضي بين فئات معزولة من القاصرين وإحداث الضوضاء بالشارع العام فضلا عن إلحاق خسائر مادية طفيفة بممتلكات خاصة وعامة والتحريض الافتراضي على العنف والسب والشتم، دون تسجيل أي دلائل ملموسة حول ارتباط هذه القضايا بـ «عصابات إجرامية منظمة» أو كونها جاءت بتخطيط إجرامي مسبق، كما ورد في المحتويات المتداولة إعلاميا، تضيف المصادر نفسها.