مصطفى عفيف
دقت فعاليات المجتمع المدني بمدينة بنسليمان ناقوس الخطر إزاء الوضع البيئي الذي أصبحت عليه المدينة بسبب ما أسموه إخفاق المجلس الجماعي والشركة المفوض لها تدبير قطاع النظافة بالمدينة بعد تحول شوارع وأحياء المدينة إلى نقط سوداء بسبب انتهاء انتشار أكوام النفايات المنزلية التي باتت صورها منتشرة على منصات التواصل الاجتماعي من أجل لفت المسؤولين لهذا الوضع.
وأمام الوضع المزري الذي وصلت إليه شوارع وأزقة المدينة بسبب تراكم النفايات المنزلية وعجز شركة النظافة «أوزون» الشركة المفوض لها تدبير القطاع بمدينة بنسليمان عن أداء خدماتها التي انطلقت سنة 2018 لمدة سبع سنوات بمبلغ يتجاوز مليار و800 مليون سنتيم، إذ أصبحت محط انتقادات من طرف جمعيات المجتمع المدني وكذا تحرك بعض منتخبي جماعة بنسليمان من أجل المطالبة بمراجعة العقد وتكوين لجنة للتتبع من أجل الوقوف على اختلالات تدبير القطاع وخاصة أن العقد الذي يربطها مع الجماعة كان محط انتقادات منذ البداية بعدما رست الصفقة على نفس الشركة.
هذا في وقت عبر أعضاء ومنتخبو جماعة بنسليمان عن قلقهم من إخفاق المجلس ومعه شركة أوزون في تدبير قطاع النظافة وتحويل المدينة إلى مطارح للنفايات، مطالبين بتدخل الجهات المسؤولة وعلى رأسها عامل الإقليم لحت الشركة المذكورة على احترام بنود دفتر التحملات المتعلق بالنفايات المنزلية، التي أصبحت تشكل نقاطا سوداء بجل أحياء وشوارع المدينة لرمي الأزبال، بسبب عجز الشركة عن مزاولة عملها في أغلب الأوقات، وعدم احترام مرور الشاحنات للتوقيت المعمول به، وهو الأمر الذي أجبر أصحاب المنازل والمحلات التجارية على رمي الأزبال بشكل عشوائي على الأرض، وكذا بالشوارع الرئيسية، وهي ظاهرة لم يسلم منها محيط المؤسسات العمومية.
ويزيد غياب شركة النظافة في تشويه المجال البيئي، بعدما أصبحت أماكن رمي القمامة مرتعا للكلاب الضالة والقطط، التي تلجأ إلى الأزبال لتقتات منها، ناهيك عما يقوم به أشخاص تعودوا على التجول والتردد بشكل يومي على هذه الأماكن، إذ يبحثون وسط هذه الأكوام من الأزبال عن أشياء قابلة للبيع، أو عن الفضلات المتبقية من الطعام ويحملونها معهم، وغالبا ما يستغلونها في تغذية المواشي، وهو وضع بات يشكل خطرا بيئيا، بسبب انتشار الحشرات والذباب بمختلف أنواعها التي تهاجم بيوت المواطنين، بالإضافة إلى انبعاث الروائح الكريهة وخاصة الناتجة عن بقايا المأكولات ولا سيما الأسماك.
تأزم الوضع البيئي بمدينة بنسليمان وإخفاق شركة النظافة «أوزون» في تحقيق الأهداف المنصوص عليه في دفتر التحملات، جعل عددا من أعضاء المجلس الجماعي للمدينة وفعاليات المجتمع المدني تعبر عن استنكارها لتقصير المجلس الجماعي في تتبع وضعية النظافة بالمدينة وإغفال المجلس لتطبيق الإجراءات الجزرية المنصوص عليها في دفتر التحملات والتي تلزم الشركة بأداء غرامات عن ترك النقط السوداء بالمدينة من خلال تحرير محاضر مخالفات في هذا الشأن.