شوف تشوف

الرأيالرئيسية

عالم بلا منطق

3293  سنة، نعم قرأتم الرقم جيدا، «ثلاثة آلاف ومئتان وثلاثة وتسعون سنة»، يحتاجها المغني «كريس مارتن» لكي يجمع مثيل ثروته الحالية لو أنه اعتمد على مستواه الدراسي الجامعي. علما أن مستواه يؤهله لكي يشتغل في منصب مدير متحف، وبأجرة سنوية تتجاوز أربعين ألف دولار. لكنه اختار طريق عالم الترفيه وترك شهادته العلمية جانبا.

أمر صادم فعلا، لكنه بحث معمق صادر عن منصة موثوقة جدا في الولايات المتحدة الأمريكية والعالم، واسمها «تينغ»، وتبحث في قضايا متعلقة بملفات الصحافة واهتمامات الصحافيين وقضايا الإعلام. وتضع دراسات استنادا على مؤشرات وأرقام تخلص إلى نتائج صادمة.

تخيلوا أن هذا المغني الشهير، الذي يصل صافي ثروته حاليا إلى ملايين الدولارات، يحتاج إلى أزيد من ثلاثة آلاف سنة من العمل المتواصل لكي يجمع ثروته الحالية لو أنه اعتمد على أجرة شهرية مستقرة اعتمادا على مستواه الدراسي. علما أنه خريج جامعة لندن، وتخصص في «دراسات العالم القديم».

الأمير «ويليام» ولي عهد بريطانيا، يحتاج حرفيا إلى 2494 سنة، لكي يجمع الثروة الحالية التي يتوفر عليها لو أنه اعتمد على مستواه الجامعي. علما أنه خريج جامعة «أندروز» الشهيرة، وفي تخصص محترم، وبإمكانه أن يشتغل في مجال تخصصه، الجغرافيا.

الممثلة الأمريكية «ناتالي بورتمان»، خريجة جامعة هارفرد المرموقة، وكان بإمكانها، لو أنها لو لم تصبح ممثلة عالمية شهيرة، أن تكون معالجة نفسانية، بحكم تخصصها في علم النفس. لكنها لو سلكت هذا الطريق الأكاديمي، فإنها سوف تحتاج إلى 938 سنة بالضبط لكي تجمع الثروة التي تتوفر عليها حاليا والتي جنتها من مشاركتها في الأفلام في هوليود والشرق الأوسط.

الممثل الإسكتلندي «جيرارد بولتر» الذي صور أحد أشهر أفلامه في ورزازات، كان يحتاج إلى 1013 سنة بالضبط لكي يجمع مقدار الثروة التي يتوفر عليها من عائدات المشاركة في الأفلام وعقود الإشهارات، خصوصا في مجال العطور والبذلات الرسمية، لو أنه اشتغل مُحاميا.

علما أن الدخل الذي توفره المحاماة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية يعتبر من أعلى الأرباح التي تحققها المهن وشركات الاستشارة القانونية في العالم. لكن كل تلك الأموال التي كانت لتوفرها له المحاماة لو أنه اشتغل بشهادة كلية القانون من كلية «گلاسغو»، ما كانت لتمكنه من الحياة الرغيدة التي ينعم بها اليوم.

الدراسة شملت أكثر من عشرة مشاهير، وخلصت إلى أنهم جميعا يحتاجون إلى آلاف السنين لكي يصبحوا من أصحاب الملايين، بالدولار الأمريكي طبعا، لو أنهم سلكوا طريق التخصص الأكاديمي. فالممثلة «إيما واتسون» التي ولجت عالم التمثيل في سن مبكرة واشتغلت في سلسلة «هاري بوتر» الشهيرة، لو أنها اعتمدت الآن على شهادتها الجامعية في تخصص الآداب، لأصبحت في أفضل حالاتها كاتبة. ولو افترضنا أن كتاباتها سوف تحقق نجاحا سنويا وفي حالة ما أن وقعت مع دور نشر محترمة، فإنها سوف تحتاج إلى 2257 سنة لكي تجمع ثروتها الحالية التي بدأت في مراكمتها منذ طفولتها عند أول مشاركة لها أمام الكاميرا.

نتحدث هنا عن مشاهير لديهم شهادات جامعية وكان بإمكانهم أن يحظوا بمستقبل أكاديمي في تخصصات علمية. فما بالك بالمشاهير الذين لا يتوفرون على أية شهادات وانقطعوا عن الدراسة باكرا لكي يلجوا عالم الفن. هؤلاء سوف يحتاجون إلى عشرات آلاف السنين لكي يجمعوا ثروتهم الحالية لو أنهم اشتغلوا عمالا بسطاء في وظائف تناسب مستواهم الدراسي.

الدراسة تطرقت أيضا إلى فرضية طريفة، إذ صنفت أشهر الممثلين الأمريكيين اعتمادا على مستواهم الدراسي وشهاداتهم الجامعية، ووضعت ترتيبا لعائداتهم المفترضة، لو أن الأجور التي يتقاضونها تعتمد على الشهادات العلمية.

وفي هذه الفرضية حل الممثل الكوميدي من أصول آسيوية «كين جونغ» الشهير، في أعلى الترتيب، على اعتبار أنه خريج كلية الطب، لكنه لن يتقاضى سوى 190 ألف دولار سنويا. وهو يستطيع جني أضعافه عشرات المرات من عقد إشهاري وحيد، دون احتساب أجرته في هوليوود، إذ يعتبر الآن أحد الوجوه الكوميدية الأكثر طلبا في العالم.

عالم عجيب حقا. ولو أن الدراسة شملت لاعبي كرة القدم، لربما مات أصحاب الدراسة من قوة الصدمة.

يونس جنوحي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى