النعمان اليعلاوي
يزيد التصعيد بين طلبة كليات الطب والصيدلة الرافضين لإدماج الطلبة العائدين من أوكرانيا في الكليات العمومية المغربية، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، التي وعدت الطلبة العائدين بالإدماج. وهددت اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة بالمغرب، بمقاطعة مفتوحة للدخول الجامعي المقبل، نتيجة عدم الاستجابة لملفهم المطلبي، والاقتصار فقط على سياسة الرفع من أعداد الطلبة، دون إيجاد حلول للمشاكل التي يعانونها. ودقّ طلبة الطب مرة أخرى ناقوس الخطر أمام «الوضعية الكارثية» التي يعرفها القطاع، في ظل الاكتظاظ منقطع النظير، والضبابية حول مستقبل الدراسات، وتفاقم إشكال الحكامة في التسيير والتنسيق، وكذا تردي الحالة الاجتماعية والمادية للطلبة.
ودفعت موجة الاحتجاجات التي خاضها طلبة كليات الطب وطب الأسنان والصيدلة، الأسبوع الماضي، وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، والصحة والحماية الاجتماعية، إلى عقد اجتماعات مع الطلبة الغاضبين، وهي الاجتماعات التي قال الطلبة إنها لم تحمل الاستجابة لـ«أبرز المطالب الضامنة لتحسين جودة التكوين، بل تهربت الوزارتان من تقديم أي ملموس بخصوص البرنامج التعاقدي، الذي كان من المتوقع توقيعه قبل أشهر، مع تبنيهما حلولا ترقيعية لتوسيع أراضي التداريب الاستشفائية، بالموازاة مع قرار الرفع من أعداد الوافدين الجدد»، حسب الطلبة الذين انتقدوا ما وصفوه بـ«تعنت الوزارة الوصية، وتبنيها المماطلة في ما يخص موقف اللجنة الوطنية».
وكانت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار قد باشرت محاورة ممثلين عن الطلبة العائدين من أوكرانيا، وقال محمد أمين شباني ادريسي، ممثل عن تنسيقية الطلبة المغاربة بأوكرانيا، إن الطلبة تلقوا دعوة للحوار من طرف عبد اللطيف ميراوي، مبرزا أنه «سيتم عقد هذا الاجتماع الأسبوع الجاري»، وأنه «لم يتم تحديد تاريخه بعد». واستطرد شباني أنه ستتم مناقشة جميع مقترحات الوزارة مع الطلبة، خاصة الإدماج وعودة الطلبة الراغبين في إكمال دراستهم في أوكرانيا، وكيفية الالتحاق للدراسة بالدول المجاورة. ويعتزم ممثلو الطلبة خلال هذا اللقاء، حسب ما أكدته مصادر، الدفاع عن مشروعية الإدماج واحتساب السنة الدراسية الحالية 2021-2022، وبسط موانع اعتماد خيار 1-n ، ومناقشة الشروط الخاصة بمتابعة الدراسة عن بعد مع أوكرانيا، وشروط متابعة الدراسة بدول الجوار لأوكرانيا، وكذا الدفاع عن اعتماد اختبار التموضع بدل امتحان الولوج الإقصائي، حيث إن الأخير سينشئ فئة مرسبة يجهل مصيرها.