شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسيةرياضة

طاحت الصومعة

«طاحت الصمعة علقوا الحجام». هذا المثل الشعبي ينطبق إلى حد بعيد على ما يجري داخل مواقع التواصل الاجتماعي، بعد إقصاء المنتخب المغربي من دور ربع نهائي كأس أمم إفريقيا لكرة القدم، وتحول الحدث الرياضي إلى «لطم وطني»، استغله البعض لتصفية الحساب مع الخصوم الرياضيين والسياسيين على حد سواء، ووظفه البعض لرمي اللاعبين والمدرب ورئيس الجامعة بتهم يعلم الخاص والعام بطلانها.

لا أحد ينكر أن ما وقع من إقصاء المنتخب الوطني خلف امتعاضا شديدا داخل الرأي العام، الذي كان يمني النفس بالعودة بكأس أمم إفريقيا التي خاصمتنا لحوالي نصف قرن، وهو بلا شك إخفاق يستدعي الوقوف بجدية على أسبابه، ومحاسبة كل المسؤولين المباشرين عنه، إلا أن المحاسبة ليست هي العويل الجماعي واللطم الوطني وجلسات الجلد الهستيري. المحاسبة الناجعة هي أسلوب عقلاني لتقييم النتائج المحصل عليها، مقارنة بالأهداف المسطرة والإمكانات المسخرة، والمحاسبة لها زمانها ومؤسساتها وحدودها، فهي ليست موجة مزاجية سياسية يركب عليها البعض، لتغذية رأي عام غاضب، دون البحث في الأسباب الحقيقية التي جعلت النتائج سيئة.

والمتابع المنصف يعرف أن منتخبنا خلال نهائيات «كان الكاميرون» كان أفضل حالا من دورة مصر، والحقيقة أن بداية المنتخب في المسابقة المذكورة كانت جيدة، ومع توالي المباريات ساءت النتائج، وأصبحت لا ترقى إلى تطلعات الجمهور المغربي، الذي يحلم في كل بطولة أمم إفريقيا بالصعود إلى منصة التتويج، في ظل توفر الإمكانات المادية والبشرية الهائلة المسخرة لتحقيق هذا الحلم الرياضي، وللأسف تكون دائما الخيبة، والضحية هو الجمهور المغربي الذي يعلق آماله على منتخب سرعان ما ينهار، في الوقت الذي يستوجب منه الصمود والانتصار.

لن نبيض وجه أحد لتهريبه من المساءلة، وليس هناك أشخاص مقدسون ومنزهون عن تقديم الحساب، لكن لن نخلط الأوراق بين ما هو تقني وفني، وما هو إداري لوجيستيكي، بين ما هي أسباب مباشرة وأخرى غير مباشرة. وإذا كان السياق يتطلب الحفاظ على معنويات منتخبنا مرتفعة، قبل المباراة المصيرية، الشهر المقبل، ضد منتخب الكونغو الديمقراطية، لكسب ورقة المرور إلى مونديال قطر 2022، فإن منطق المحاسبة ينبغي أن يسائل رئيس الجامعة، فوزي لقجع، عن الأمور الإدارية للنخبة المغربية، والإعداد الجيد لسفر وإقامة الفريق والمرافقين وكل الشروط المالية واللوجيستيكية، التي تحفز اللاعبين، ولا نظن أن رئيس الجامعة فشل في هاته المهمة، وبحكم الأصداء التي وردت من الخصوم قبل الأصدقاء، فإن الإعداد للسفر والإقامة تم تحضيره بإتقان شديد وبحرفية عالية. وهناك أيضا المسؤولية التقنية ونجاعة اختيارات المدرب ومساعديه، وخطة اللعب والتشكيلة المعتمدة، دون أن ننسى المسؤولية التي يتحملها اللاعبون بشكل فردي وجماعي.

إن المحاسبة التي ينبغي أن تتم في وقتها المناسب، ينبغي أن تكون عادلة ومنصفة في توزيع وزر الإخفاقات، وكل القرارات التي أغضبت الجمهور المغربي، وليس تقديم أكباش فداء استجابة لجذبة الرأي العام.

 

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. اذا التزمنا بما جاء في العقد مع خليلوزيتش. فيجب أن يرحل لأنه لم يؤهلنا الى نصف النهاية. و ترك احباطا كبيرا للجميع و خاصة اللاعبين.
    المشكلة في أن الجامعة لا تملك رؤية صحيحة في اختبار المدرب. و تعتمد على (الجاهز) من الاجانب الذين يفشلون بسرعة. و تترك مدربين مغاربة.
    في 24 سنة الماضية اعطت الجامعة الفرصة ل9 مدربين أجانب ولم نصل قط إلى نصف النهاية. مقابل 2 فرص للمدربين المغاربة ولم نصل فقط الى النصف، بل وصلنا الى نهاية 2004.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى