رؤساء فرق القسم «الشرفي»، بعصبة الدار البيضاء، غاضبون يفكرون يخططون لتجميد نشاط فرقهم المنكوبة بعد انقطاع صبيب الدعم القادم من المجالس المنتخبة.
تسريبات مجموعات مسيري الفرق المنكوبة على «الواتساب» وأحاديثهم قبل منتصف الليل تكشف عن هموم تدبير فرق لا تملك إلا القمصان وقنينات الماء ورصيدا من حب الناس.
منذ أن جلست نبيلة على كرسي جماعة الدار البيضاء وهي تغلق صنبور الدعم المخصص للفرق المنكوبة التي تمارس في الملاعب المتربة وشبه المكسوة بالعشب الاصطناعي، بينما عبرت عن سخائها تجاه فرق الدار البيضاء التي يرعاها المنتخبون.
وعلى المنوال نفسه سار مجلس عمالة الدار البيضاء، الذي قدم مساعدات مالية على شكل منح لفرق الوداد والرجاء والراك، وفرق الهواة بالعاصمة الاقتصادية، منح تتراوح بين 150 و20 مليونا، بينما تم استثناء فرق القسم الثالث التي لا تملك صوتا سياسيا يصدح بمعاناتها في مجلس العمالة.
ولأن مبدأ «صدقة في المقربين» أولى يتمدد في مجالس الدار البيضاء، فإن الناصري، رئيس لجنة الرياضة في جماعة العاصمة الاقتصادية، خصص لفريقه شباب سيدي معروف منحة مالية وحرم غريمه اتحاد سيدي معروف من الدعم. واستفادت من الكعكة، أيضا، فرق الرشاد والطاس، ونجم الشباب وفتح سباتة، وعلى رأس كل فريق مستشار جماعي. أما الرجاء والوداد فشعبيتهما الجارفة تفرض على المنتخبين تفادي غضب الأتباع بدس دراهم في خزينتهما لا تكفي لسد صفقة استقطاب لاعب واحد.
ولأن مجلس جماعة الدار البيضاء يجد متعة في ممارسة «التجرجير» حين يتعلق الأمر بالفرق الممارسة في دوري المظاليم، اختارت لجنة الرياضة تحويل المنح المتعلقة بفرق القسمين الثالث والرابع إلى عصبة جودار ومنها إلى عصبة بلقشور للنظر فيها وتحويلها إلى حساب الفرق التي تعاني من إجهاد مالي، مع احتساب الزمن الذي تقطعه هذه المسطرة البيروقراطية التي تتناقض شكلا ومضمونا مع التوجه الحكومي الداعي إلى تنزيل ميثاق اللاتمركز الإداري بشكل سلس.
يكرس مجلس الرميلي المركزية في نسختها الأصلية، حين يفضل إرسال منح هزيلة إلى الرباط لتعود إلى الدار البيضاء. قال أحد الرؤساء، الذي هرم وهو ينتظر منحة يسدد بها شيكات دفعها على سبيل الضمان لبائع القمصان: «جماعتنا تعيد إلى أذهاننا القول المأثور «فين وذنك ها هيا»».
إذا سلمنا بنجاعة خيار إرسال منح الفرق البيضاوية للجامعات الرياضية في العاصمة، للمصادقة عليها قبل ضخها في الحسابات البنكية للفرق التي تعاني من الاحتباس المالي، فلماذا لا تحيل منح الجمعيات الثقافية والفنية لهيئاتها المركزية في العاصمة الرباط؟
قيل، والعهدة على عضو جماعي، إن مجلس جماعة الدار البيضاء صادق في دورة فبراير على تعويض الأندية البيضاوية على منحة سنة 2022 التي سقطت من الميزانية بسبب أخطاء إدارية في عملية التحويل المالي ضمن منح سنة 2025. ونفى نائب العمدة، وهو رئيس فريق ومدرب وبرلماني، سقوط المنحة من الميزانية وأكد نجاتها والحمد لله.
تقول الأرقام الرسمية إن عدد الجمعيات الممنوحة من طرف جماعة الدار البيضاء يصل إلى 573 جمعية أغلبها تعاني من الهشاشة وتعول على الدعم المباشر، وتؤمن بأن اليد العليا خير من اليد السفلى. وقلة منها يرعاها سياسيون لهم حضور في محيط المجالس المنتخبة ويستعملون نفوذهم لتحريك مساطر الصرف كلما تعطلت في دهاليز الإدارة.
كيف يراهن خطاب عصبة الدار البيضاء لكرة القدم على جعل الفرق المستضعفة خزانا للفرق الكبرى، في ظل هذا الاحتباس الذي يهدد بشل حركة الكرة في ملاعب «تروازيام ديفيزيون»؟