
تطوان: حسن الخضراوي
بعد ضبط كميات ضخمة من المخدرات واستغلال الصيد التقليدي بالحسيمة، والشروع في تكثيف المراقبة والتحقيق الأمني في شبهات استغلال ميناء الصيد التقليدي بالفنيدق كذلك في أعمال غير قانونية في ارتباط بضبط كمية من المخدرات على متن سيارة طاكسي وتخريب وسرقة كاميرات خاصة بالميناء المذكور، تحركت الأجهزة الاستخباراتية بمدن وقرى الشمال بشكل مكثف من أجل رصد كافة الطرق الحديثة التي تستعملها شبكات التهريب الدولي للمخدرات من أجل الإفلات من المراقبة والدوريات المكثفة البرية والبحرية.
وحسب مصادر “الأخبار”، فإن بعض شبكات الاتجار الدولي في المخدرات بالشمال، أصبحت تستغل ممارسين لرياضة الغوص تحت المياه يعملون بشكل احترافي ويقومون بربط كميات من المخدرات بأجسادهم والغوص بها وجرها حتى عرض البحر، وتركها هناك ومنح الإحداثيات لقوارب ويخوت تأتي بعدها في جولات للسياحة وممارسة الهوايات وتحمل المخدرات قبل انطلاقها نحو الوجهة المطلوبة، علما أن العملية نفسها يبقى خطرها قائما بجلب أقراص الهلوسة وإدخالها للمغرب.
واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن استغلال موانئ الصيد التقليدي يبقى حاضرا في تحقيقات الأجهزة الاستخباراتية، لأن بعض قوارب الصيد يشتبه في استغلالها في حمل رزم المخدرات صغيرة الحجم، وتسليمها كذلك لقوارب سريعة بعرض البحر، ناهيك عن استغلال الموانئ الترفيهية وتفكيك شبكة إجرامية جرى اعتقالها في وقت سابق بميناء كابيلا بتراب عمالة المضيق.
وأضافت المصادر عينها أن هناك عمليات أخرى يشتبه في استغلالها في التهريب الدولي للمخدرات، من خلال تحول مناطق بعرض البحر إلى مواقف للزوارق السريعة التي تقترب من الساحل لتحمل الشحنة المتفق حولها وتنطلق بسرعة جنونية، حيث تتم العملية في لمح البصر، بالنظر لاحترافية الشبكات الإجرامية وقيامها بالتحايل على المراقبة واستعمال آليات حديثة في الملاحة ومراقبة الدوريات البرية والبحرية.
وذكر مصدر مطلع أنه سبق اعتقال العديد من المسؤولين على المراقبة بالموانئ بالشمال، في ملفات الاتجار الدولي في المخدرات، كما أن الشبكات الإجرامية التي تنشط في المجال أصبحت تتجنب العمل بالمناطق النائية، وتقترب من أماكن الفيلات الفخمة وقرب المناطق التي تعرف حركة مكثفة للسير والجولان مثل الكورنيشات والموانئ، كي لا تثير الانتباه، ويتم الاختلاط بممارسين لهوايات أو الصيد التقليدي، مع استعمال معدات تقنية متطورة في عمليات التسليم بعرض البحر، وتحديد نقطة اللقاء أو ترك علامة وفق إحداثيات دقيقة تدل على مكان المخدرات تحت الماء.