
النعمان اليعلاوي
شرعت السلطات المحلية بسلا في عملية هدم دوار البراهمة، أحد أكبر التجمعات العشوائية بالمدينة، وذلك في إطار جهود القضاء على السكن غير اللائق، وإعادة تأهيل الأحياء العشوائية. وحسب مصادر رسمية، فإن هذه العملية تأتي ضمن مخطط شامل لتحسين ظروف العيش، وتوفير بيئة سكنية لائقة لسكان المنطقة، وذلك استعدادا لاحتضان المملكة لفعاليات رياضية ودولية كبرى، من بينها كأس العالم في كرة القدم، في الوقت الذي تؤكد السلطات المحلية أن برامج إعادة الإسكان ما زالت قيد التنفيذ، مشيرة إلى أن عملية الهدم تندرج ضمن رؤية شاملة لتحسين البنية التحتية، وتحديث النسيج العمراني بمدينة سلا.
ورغم تأكيد السلطات على أن هذه الخطوة تهدف إلى تحسين الوضع السكني، إلا أن العملية ووجهت باحتجاجات من قبل سكان الدوار، الذين طالبوا بتوفير سكن بديل لهم قبل تنفيذ الهدم. وأعربت العديد من الأسر عن تخوفها من التشرد في ظل غياب حلول فورية، خاصة أن بعضها لم تستفد بعد من برامج إعادة الإسكان التي سبق وأعلنت عنها الجهات المعنية، فيما أكد عدد من المتضررين أن الوعود السابقة بتوفير مساكن بديلة لم تشمل جميع الأسر، مما زاد من حدة القلق والتوتر بين السكان.
وعادت الاحتجاجات من جديد إلى سلا، بعدما باشرت السلطات المحلية للمدينة عملية هدم عدد من البيوت الصفيحية، التي تمت تسوية ملفات سكانها وانتقلوا إلى أحياء اكتروا فيها محلات للسكن، وإجراء القرعة من أجل استفادة السكان من بقع أرضية في منطقة بوقنادل، وهي العملية التي قالت المصادر إنها «تسير على قدم وساق، لإنهائها قبل نهاية فبراير الجاري، حيث سيتم تسليم بقعة أرضية بين 60 و70 مترا مربعا إلى كل عائلتين من المستفيدين». وبينت المصادر أن «مصالح التعمير أنهت تجهيز المنطقة التي ستدخل المجال الحضري لسلا، على بعد أمتار قليلة من سوق الأحد ببوقنادل والبقع الأرضية، التي تم ترحيل سكان دوار سهب القايد والديبو إليها».