النعمان اليعلاوي
شرعت سلطات الرباط في تنفيذ حملة مكثفة لهدم مبانٍ بحي المحيط بمقاطعة حسان، تحت إشراف محمد اليعقوبي، والي جهة الرباط سلا القنيطرة. وشهدت العملية تدخل الجرافات والآليات لإزالة جميع المباني المشيدة فوق الملك العام، بما في ذلك عدد من المنازل والمحلات التجارية، وذلك في إطار جهود السلطات المحلية لتحرير الملك العمومي. وقامت المصالح المختصة بإخطار المستأجرين وأصحاب هذه العقارات بضرورة إخلائها، قبل بدء عملية الهدم.
وأدت هذه الحملة إلى تدمير مساحات واسعة مجاورة للعديد من المنازل، ما أثار غضب المتضررين الذين عبروا عن استيائهم مما وصفوه بـ«التشريد القسري». وأوضح السكان في تصريحات متفرقة لـ«الأخبار» أن العملية لم تحترم بعض الشروط القانونية، حيث لم يتم إشعارهم بقرار الهدم في وقت كافٍ، إذ تلقوا الإشعار يوم السبت، بينما بدأ الهدم يوم الاثنين. وأضافوا أن العديد منهم قدموا وثائق تثبت ملكيتهم للعقارات، إلا أن ذلك لم يمنع من تنفيذ قرار الهدم. كما أشاروا إلى أن العملية قد تكون مرتبطة بمشروع استثماري في المجال السياحي، يهدف إلى بناء وحدتين فندقيتين من سبعة طوابق لصالح مستثمر عراقي.
وأكد السكان المتضررون أن الحملة لم تقتصر على بعض المحلات التجارية المتهمة باحتلال الملك العمومي، بل شملت أيضا منازل يعود تاريخ بنائها إلى أكثر من 60 عاما. وأوضحوا أن هذه المنازل موصولة بشبكات الماء والتطهير والكهرباء، وهو ما يشير إلى قانونية وضعها. وشددوا على لجوئهم إلى جمعيات حقوقية للطعن في العملية، مشيرين إلى وقوع خروقات عدة، منها عدم تسجيل محاضر الهدم، وعدم مراعاة شروط السلامة، حيث بقيت بعض المنازل دون أبواب، ما دفع السكان إلى وضع ألواح خشبية لحماية ممتلكاتهم من السرقة. كما أفادوا بأن السلطات وجهت تعليمات إلى أصحاب محلات الميكانيك بتغيير نشاطهم التجاري، أو إخلاء محلاتهم.
في المقابل، أوضح مصدر من السلطة الولائية أن العملية تأتي ضمن خطة شاملة لتطوير حي المحيط، الذي كان في السبعينيات مجمعا سكنيا كبيرا للعائلات الرباطية. وأضاف المصدر أن الهدف من هذه الخطة هو إعادة هيكلة الحي وتحسين بنيته التحتية، بما يعزز من جماليته ويجعله أكثر ملاءمة للعيش والسياحة. وتشمل الخطة إنشاء فضاءات خضراء، وتوسيع الطرق والأزقة، واستعادة الطابع الجمالي للحي، وذلك في إطار جهود تحرير الملك العمومي التي انطلقت منذ سنوات في عدة مناطق بالرباط، مثل العكاري والليمون والمدينة العتيقة.
