شوف تشوف

الرئيسيةتقارير

سلطات الرباط تشرع في هدم منازل «دوار العسكر» 

ترحيل الساكنة نحو عين عودة ومخطط لإنشاء فندق وملعب غولف مكانه 

النعمان اليعلاوي

 

بدأت السلطات المحلية في الرباط تنفيذ عمليات هدم لمنازل «دوار العسكر»، الواقع غرب المدينة، وذلك ضمن مشروع إعادة التهيئة الحضرية للعاصمة. هذه العملية جاءت بعد محاولات لإقناع السكان بالانتقال إلى مناطق أخرى، غير أن هذه المساعي قوبلت برفض واسع من طرف الساكنة، التي اعتبرت الإجراء غير منصف لها، فيما قالت مصادر إن المنطقة تدخل ضمن مشروع التهيئة لمدينة الرباط، وقد أنشئ من أجل إيواء أفراد القوات المسلحة الملكية بعد مغادرة الخدمة، قبل أن يتحول إلى «بناء عشوائي» بعمليات توسع داخلي وتزايد عدد المباني فيه، مضيفة أن «هناك من عمر في هذا الدوار لأكثر من 50 عاما».

يعد «دوار العسكر» واحدا من الأحياء التي صنفتها السلطات ضمن البناء العشوائي، حيث ترى الجهات المختصة أن وجوده يعرقل التطوير العمراني للمدينة. لذلك، تم اتخاذ قرار الهدم «بهدف تحسين المشهد الحضري وإعادة تأهيل المنطقة، وفق مخططات عمرانية حديثة». إضافة إلى ذلك، تشير مصادر محلية إلى أن الأرض التي يشغلها الدوار مخصصة لإنشاء مشاريع تنموية، من بينها ملعب للغولف، ما يستلزم إخلاء المنطقة من البناء العشوائي. فيما أثار قرار الهدم موجة من الغضب والاستياء بين سكان الدوار، الذين رفضوا الترحيل إلى مدينة تامسنا، مطالبين بحلول بديلة تضمن بقاءهم في أماكن قريبة من الرباط. وعبر المتضررون عن قلقهم من فقدان مساكنهم وابتعادهم عن أماكن عملهم ومدارس أبنائهم، ما قد يؤثر سلبا على استقرارهم الاجتماعي والاقتصادي.

ولم تقتصر التداعيات على هذا الجانب، بل إن عمليات الهدم أدت إلى احتجاج عدد كبير من الأسر، ما أثار جدلا واسعا حول مصير هؤلاء السكان، خاصة في ظل غياب حلول فورية وواضحة لإعادة إيوائهم. كما شهدت المنطقة احتجاجات عبر خلالها المتضررون عن رفضهم للإجراءات المتخذة، مطالبين السلطات بالتراجع عن قراراتها وإيجاد بدائل أكثر إنصافا، بينما تؤكد السلطات المحلية أن عملية الهدم قانونية وتندرج في إطار تحسين البنية التحتية وتنفيذ مشاريع تنموية تخدم المصلحة العامة، وتشير إلى أنها قدمت عروضا للسكان تتضمن تعويضات أو بدائل سكنية من خلال منح بقع أرضية للمستفيدين في منطقة عين عودة، غير أن بعض الأسر رفضت هذه الحلول، معتبرة أنها لا تلبي احتياجاتها.

 

 

 

 

   

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى