وجه سكان حومة الحرش التابعة للنوينويش الغربية بجماعة البحراويين بطنجة، مطالب إلى المصالح الحكومية المختصة بضرورة العمل على تصحيح وضعية تزويدهم بالماء الشروب. وأكد سكان الحومة، التي تبعد بحوالي كيلومتر واحد عن مقر جماعة البحراويين وبخمسة كيلومترات عن مدينة طنجة، أنهم محرومون من الماء الصالح للشرب والكهرباء بشكل منظم ومهيكل، إلى جانب انعدام مسلك طرقي، مما يفاقم معاناتهم، وذلك رغم وعود المنتخبين المحليين، بعد توصلهم بعدة شكايات من المتضررين. ووصلت شكاوى هؤلاء السكان أخيرا إلى قبة البرلمان، بعدما استفسر فريق برلماني المصالح الحكومية المختصة عن التدابير التي تعتزم اتخاذها للتخفيف من معاناة سكان حومة الحرش، والاستجابة لحاجياتهم إلى الماء الصالح للشرب.
وقالت بعض المصادر المطلعة إن من الوعود التي تلقاها هؤلاء السكان أنه سيتم تزويدهم بالماء الشروب، عن طريق تدبير عدة متدخلين بما فيهم المجلس الجماعي، فضلا عن إمكانية تأسيس جمعية خاصة لهذا الغرض، إلا أن مصادر من السكان فضلت ضرورة تدخل المصالح الحكومية الوصية بغرض منح التدبير للمكتب الوطني للماء والكهرباء، على اعتبار أن نماذج لتدبير جمعيات بجماعات مجاورة، أضحت تعرف بعض الانزلاقات، سيما من حيث طريقة استخلاص الفواتير، فضلا عن كون الحسابات السياسية غالبا ما تسبب التفرقة بين السكان ومثل هذه الجمعيات.
وعلاقة بتدبير الجمعيات للماء الشروب، تلقت المصالح الحكومية مرارا مطالب بتنفيذ مضامين تقارير المجلس الأعلى للحسابات، الذي كشف عن أهم أوجه القصور المرتبطة بتدبير مرفق توزيع الماء الصالح للشرب من طرف الجمعيات، بسبب تدخل العديد من الفاعلين العموميين والمنظمات والهيئات، في إطار مجموعة من المبادرات والبرامج لدعم الجمعيات المدبرة لمرفق توزيع الماء الشروب، لكن غياب آلية فعالة للتنسيق، يؤدي إلى تشتت الجهود المبذولة من طرف الدولة والجماعات الترابية في هذا المجال، وإلى عدم الاستغلال الأمثل للموارد والتوافق حول الأولويات، ناهيك عن عدم ضمان استمرارية المرفق وتقديم الخدمة العمومية إلى المرتفقين، في حال عجز الجمعية عن تسيير هذا المرفق، بسبب انعدام السيولة المالية اللازمة لديها، أو حلها أو أي إخلال بسيرها العادي، وهو الأمر نفسه الذي يتخوف منه السكان المذكورون آنفا.
طنجة: محمد أبطاش