علم لدى مصادر مطلعة أن فرقة مكافحة العصابات التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن الرباط أحالت، قبل يومين، عصابة إجرامية تتكون من أربعة أشخاص من ذوي السوابق القضائية بينهم فتاة عشرينية على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، بتهمة تكوين عصابة إجرامية من أجل السرقة الموصوفة والضرب والجرح باستعمال ناقلة ذات محرك وأسلحة بيضاء، وقد تم تحويلهم لقاضي التحقيق من أجل تعميق الأبحاث حول التهم الخطيرة المنسوبة لهم، وقد قرر هذا الأخير إيداعهم سجن العرجات ضواحي سلا ومتابعتهم في وضعية اعتقال.
وحسب معطيات الملف فالمتهمون الأربعة هم من ذوي السوابق القضائية غادروا السجن مؤخرا بعد قضاء عقوبة سجنية بنفس التهمة حيث يعتمدون نفس الأسلوب الإجرامي في تنفيذ عمليات السرقة من خلال توظيف فتاة لاصطياد الضحايا.
المتهمون الرئيسيون وهم من مواليد التسعينات ينحدرون من مدينة تمارة، كشفت التحريات أنهم انتقلوا إلى مدينة الرباط من أجل تنفيذ العمليات الاجرامية المتعلقة بالسرقة والاعتداء على المواطنين، بعد مطاردتهم من طرف الأجهزة الأمنية بتمارة حيث روعوا أحياء المدينة بالسرقات والنصب دون أن تنجح الشرطة القضائية في توقيفهم.
وأكدت مصادر «الأخبار» أن المصالح الأمنية بالرباط توصلت بشكايات عديدة من طرف مواطنين في الآونة الأخيرة تتحدث عن تعرضهم لعمليات سرقة واعتداءات من طرف ثلاثة أشخاص وفتاة تنتهي بسرقة أموالهم وممتلكاتهم، وبعد تفاعل الأجهزة الأمنية مع شكايات الضحايا، تم تحديد هوياتهم، قبل أن تتمكن فرقة مكافحة العصابات من توقيفهم بعد ضبطهم في وضعية تلبس بتعريض أحد المواطنين لعملية سرقة، حيث تم توقيفهم نهاية الأسبوع الماضي، ووضعهم رهن تدابير الحراسة النظرية من أجل اخضاعهم للأبحاث التمهيدية اللازمة، قبل أن تتم إحالتهم أول أمس على النيابة العامة المختصة التي أمرت بإيداعهم السجن مرة أخرى بنفس التهمة.
ووفق التحريات المنجزة فقد تبين أن المتهمين كانوا يوظفون الفتاة لاصطياد الضحايا وجرهم إلى مواقع وأماكن خلاء بضواحي الرباط وتمارة وسلا ، حيث تعتمد على «الأوطوسطوب» حيث تنجح في استدراجهم وتسليمهم إلى أفراد العصابة الذين يتحركون صوب الأماكن المتفق عليها سلفا مع الفتاة عبر ناقلة ذات محرك من أجل تنفيد عملية السرقة، كما كشفت الأبحاث أن العصابة الاجرامية كانت تحرص أحيانا على تنويع أساليبها الإجرامية، حيث تتظاهر بممارسة النقل السري من الرباط إلى مدينة تمارة، وتعرض خدمة النقل على مواطنين يواجهون صعوبة التنقل إلى ضواحي تمارة وعين العودة وتامسنا في أوقات متأخرة من الليل، حيث يرافق سائق السيارة شريكه والفتاة في السيارة من أجل إيهام الضحايا بجدية العملية وكسب ثقتهم، قبل أن يتم الانعراج بهم نحو أزقة ومسارات طرقية غير معبدة بضواحي تمارة والرباط، من أجل تعريضهم للاعتداء والسرقة الموصوفة، وينتظر أن يتم استدعاء العديد من الضحايا خاصة بمدن الرباط وتمارة الذين سبق لهم أن تقدموا بشكايات رسمية في الموضوع.
وأسفرت عملية التفتيش التي خضعت لها منازل المتهمين بتمارة إلى حجز بعض المسروقات المتحصل عنها من عمليات السرقة عبارة عن حقائب يدوية ووثائق إدارية خاصة بالضحايا وبطاقات بنكية ومهنية ومبالغ مالية وهواتف نقالة ومتعلقات أخرى خاصة بالضحايا الذين قدر عددهم بالعشرات، فضلا عن آخرين أحجموا عن تقديم شكايات حول الاعتداء الذي تعرضوا له من طرف العصابة بعد التورط مع الفتاة في مشروع مغامرة جنسية لم يكتب له النجاح وينتهي بالسطو على ممتلكاتهم والاعتداء عليهم.